المظاهرات مستمرة في ميانمار ضد الانقلاب العسكري
المظاهرات مستمرة في ميانمار ضد الانقلاب العسكري

قال مقرر الأمم المتحدة الخاص لميانمار (بورما)، توم أندروز، الأحد، إن قادة المجلس العسكري "سيحاسبون" على أعمال العنف في البلاد، في وقت انتشرت قوات وسط مخاوف من التحضير لحملة قمع آنية ضد حركة الاحتجاج على الانقلاب العسكري. 

وكتب توم أندروز على تويتر "يبدو أن الجنرالات أعلنوا الحرب على الشعب البورمي"، وأضاف "على الجنرالات الانتباه: ستحاسبون".

وتشهد جميع مناطق بورما، الأحد "انقطاعات للإنترنت"، على ما أعلنت  منظمة "نتبلوكس" لمراقبة تدفق الانترنت. 

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أن الاضطرابات الكبرى في الشبكة "بدأت نحو الساعة 01,00 بالتوقيت المحلي (18,00 ت غ)" مشيرة إلى أن الإنترنت يعمل ب"14 بالمئة من مستواه العادي" في وقت نشرت قوات عسكرية في البلاد، ما يثير مخاوف من حملة قمع مزمعة ضد حركة الاحتجاج على الانقلاب. 

وتجاهل العسكريون الحاكمون في البلاد الانتقادات المتزايدة مشددين قمعهم للتعبئة المتواصلة في البلاد فيما يواصل المتظاهرون الاحتجاج على الانقلاب، مع تكثيف عمليات التوقيف الليلية والتهديد بملاحقة كل من يؤوي ناشطين مطلوبين.

رفض واسع في ميانمار للانقلاب العسكري

واشنطن تحذر

وحذرت السفارة الأميركية في ميانمار (بورما)، الأحد، من تحركات للجيش و"قطع اتصالات" محتمل في رانغون، بعد أيام من انقلاب عسكري في البلد الآسيوي المضطرب سياسيا. 

وذكرت السفارة على حسابها لخدمة المواطنين على تويتر، الأحد، أن "هناك مؤشرات على تحركات للجيش في رانغون واحتمالية لقطع الاتصالات بين الواحدة والتاسعة صباحا" من صباح الاثنين.

ولليوم التاسع على التوالي، نزل آلاف البورميين الأحد إلى الشوارع، فيما نشر الجيش لفترة وجيزة عربات مدرعة في شوارع العاصمة.

العسكريون في ميانمار أوقفوا 400 مسؤول سياسي وناشط

وفي رانغون كبرى مدن البلاد، تجمعوا في أماكن عدة بما في ذلك قرب معبد شيوداغون الشهير للمطالبة بالديمقراطية وتحرير زعيمتهم.

ونشر المجلس العسكري الحاكم، برئاسة مين أونغ هلاينغ، قائمة تضم أسماء سبعة ناشطين من الأشهر في البلاد مطلوبين بسبب تشجيعهم على التظاهر.

وقال الأحد في بيان "إذا عثرتم على أحد الفارين المذكورين في القائمة أو إن توافرت لديكم معلومات عنهم بلغوا أقرب مركز للشرطة. من يؤوي هؤلاء سيواجه ملاحقات بموجب القانون".

وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات على قادة المجلس العسكري الانقلابي في بورما وعدد من شركات الأحجار الكريمة، محذّرة من مزيد من العقوبات في حال لجأ الجيش مجدّداً للعنف في التصدّي للمحتجين.

ومنذ بدء حركة الاحتجاجات، أوقف العسكريون نحو 400 مسؤول سياسي وناشط وأفراد من المجتمع المدني بينهم صحفيون وأطباء وعدد من الطلاب.

ومن بين الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة مين كو ناينغ أحد قادة الحركة الطالبية في 1988 الذي أمضى عشر سنوات في السجن لدوره في التظاهرات ضد الحكم الديكتاتوري في تلك المرحلة.

وقال قبل ساعات من إصدار مذكرة توقيف في حقه، "يوقفون الناس ليلا وعلينا أن نتوخى الحذر". وجاءت تصريحاته في مقطع مصور نشره السبت عبر فيسبوك منتهكا بذلك حظرا صادرا عن المجلس العسكري باستخدام شبكة التواصل الاجتماعي هذه. وأضاف "قد يقمعون بالقوة وعلينا أن نكون مستعدين".

وجعلت تظاهرات 1988 من اونغ سان سو تشي الشخصية الرئيسية في البلاد المنادية بالديمقراطية ما أدى إلى وضعها في الإقامة الجبرية مدة سنوات قبل أن تصل إلى السلطة في العام 2015.

بحث جديد يحذر من قدرات الذكاء الاصطناعي على الخداع والتضليل
بحث جديد يحذر من قدرات الذكاء الاصطناعي على الخداع والتضليل

يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التفوق على البشر في ألعاب الطاولة، وفك تركيب بنية البروتينات، وإجراء محادثة مقبولة، ولكن مع تزايد تطور هذه الأنظمة، ازدادت قدرتها أيضا على الخداع، حسبما جاء في تحذيرات جديدة من باحثين في المجال.

وحدد تحليل أجراه باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حالات واسعة النطاق لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تقوم بخداع خصومها، والمراوغة، والتظاهر بأنها بشر. وفي حالة مثيرة للقلق، غيّر أحد هذه الأنظمة سلوكه أثناء اختبارات سلامة وهمية، مما يوحي إلى إمكانية تضليل المدققين وإعطائهم انطباعا خاطئا بأن النظام آمن، وفقا لصحيفة "الغارديان".

وقال بيتر بارك، الباحث في السلامة الوجودية للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس، ومؤلف البحث: "مع تقدم قدرات الخداع لدى أنظمة الذكاء الاصطناعي، ستزداد حدة المخاطر التي تشكلها على المجتمع".

وأجرى بارك  البحث الجديد بعد أن طورت شركة ميتا، التي تمتلك فيسبوك، برنامجا يسمى "شيشرون" أدى أداء بأفضل من 10 بالمئة من اللاعبين البشر في لعبة استراتيجية بشأن غزو العالم تسمى "الدبلوماسية".

وعلى الرغم من أن ميتا قالت، إنها دربت برنامجها "شيشرون" ليكون صادقا ومفيدا إلى حد كبير، وألا يخون حلفاءه البشر عمدا أبدا أثناء لعب لعبة استراتيجية تسمى "الدبلوماسية"، إلا أن الباحثين وجدوا أمثلة متعددة على قيام شيشرون بالكذب المتعمد والتآمر ضد اللاعبين الآخرين في اللعبة.

وعلق بيتر بارك، على تصريحات ميتا المتفائلة بشأن برنامجها شيشرون، معتبرا أنها "وردية للغاية"، أي أنها كانت تصور الأمور بشكل إيجابي مبالغ فيه. وأوضح بارك أن هذا الوصف المتفائل كان مشبوها لأن الطعن في الظهر والخيانة تعتبر من المفاهيم الأساسية والمهمة في اللعبة المذكورة.

وتصفح بارك وزملاؤه البيانات المتاحة للجمهور وحددوا حالات متعددة قام فيها شيشرون بالكذب المتعمد، والتواطئ لجذب لاعبين آخرين إلى مؤامرات، وفي إحدى المناسبات، برر غيابه بعد إعادة تشغيله بقوله للاعب آخر: "أنا أتحدث مع صديقتي في الهاتف". 

وقال بارك: "لقد وجدنا أن الذكاء الاصطناعي في ميتا قد تعلم أن يكون سيّدا للخداع"، في إشارة إلى المستوى الذي وصل إليه البرنامج.

ووجد فريق البحث مشاكل مماثلة في أنظمة أخرى، بما في ذلك برنامج بوكر "تكساس هولد إم" الذي يمكنه الخداع ضد اللاعبين البشر المحترفين، ونظام آخر للمفاوضات الاقتصادية الذي قدم تفضيلاته بشكل خاطئ من أجل اكتساب ميزة.

وأظهرت إحدى الدراسات كيف تمكنت كائنات الذكاء الاصطناعي في محاكاة رقمية من خداع اختبارات السلامة عن طريق "التظاهر بالموت" مؤقتا أثناء الاختبار، ثم استئناف نشاطها المكثف بمجرد انتهائه.

وبحسب الغارديان، تسلط هذه التجارب الضوء على التحدي التقني لضمان أن الأنظمة ليس لديها سلوكيات غير مقصودة وغير متوقعة.

وقال بارك: "هذا أمر مقلق للغاية، فمجرد اعتبار نظام الذكاء الاصطناعي آمنا في بيئة الاختبار لا يعني أنه آمن في الواقع. فقد يكون فقط يتظاهر بالأمان في الاختبار".

وتدعو المراجعة، المنشورة في مجلة "Patterns"، الحكومات إلى تصميم قوانين سلامة الذكاء الاصطناعي التي تتناول احتمالية خداع الذكاء الاصطناعي. 

وتشمل المخاطر الناجمة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي غير الصادقة الاحتيال، والتلاعب بالانتخابات، و"التضليل" حيث يتم إعطاء المستخدمين المختلفين ردودا مختلفة. وفي نهاية المطاف، إذا كانت هذه الأنظمة قادرة على صقل قدرتها المقلقة على الخداع، فقد يفقد البشر السيطرة عليها، كما تشير الورقة البحثية.

وقال الأستاذ أنتوني كون، أستاذ الاستدلال الآلي في جامعة ليدز ومعهد آلان تورينغ، إن الدراسة  جاءت "في الوقت المناسب ومرحب بها"، مضيفا أن هناك تحديا كبيرا في كيفية تحديد السلوكيات المرغوبة وغير المرغوب فيها لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقال: "الصفات المرغوبة لنظام الذكاء الاصطناعي  غالبا ما يشار إليها على أنها الصدق، والمساعدة، وعدم الإيذاء، ولكن كما لوحظ بالفعل في الأدبيات، يمكن لهذه الصفات أن تكون متعارضة مع بعضها البعض: فالصدق قد يؤذي مشاعر شخص ما، أو أن تكون المساعدة مفيدة في الرد على سؤال حول كيفية صنع قنبلة قد يسبب ضررا. لذلك، يمكن أن يكون الخداع في بعض الأحيان خاصية مرغوبة لنظام الذكاء الاصطناعي. 

ويدعو المؤلفون إلى إجراء مزيد من البحث حول كيفية التحكم في الصدق، والذي، على الرغم من صعوبته، سيكون خطوة نحو الحد من آثارها الضارة المحتملة"، وفقا للصحيفة.

وقال متحدث باسم ميتا: "كان عملنا شيشرون مشروع بحثيا بحتا وتم تدريب النماذج التي بناها باحثونا فقط للعب لعبة الدبلوماسية.. تشارك ميتا بانتظام نتائج أبحاثنا للتحقق منها وتمكين الآخرين من البناء بمسؤولية استنادا إلى تقدمنا. ليس لدينا أي خطط لاستخدام هذا البحث أو ما تعلمناه في منتجاتنا".