الرئيس السابق علي عبد الله صالح- أرشيف-
الرئيس السابق علي عبد الله صالح- أرشيف

دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليمنيين السبت إلى الانتفاض ضد الحوثيين، وطالب التحالف الذي تقوده السعودية بوقف الحرب والتفاوض مع مجلس النواب اليمني.

ووصف صالح الحوثيين بـ"الميليشيات التي عبثت بمؤسسات الدولة" وقطعت رواتب الموظفين، ودعا دول التحالف بقيادة الرياض إلى "وقف عدوانها ورفع الحصار" عن اليمن، متعهدا بفتح "صفحة جديدة" معها.

زعيم "جماعة أنصار الله" عبد الملك الحوثي هاجم صالح ووصف تحركه بـ"خيانة كبيرة للوطن" و"الانقلاب على التحالف والشراكة"، واتهمه وبعض قيادات حزب المؤتمر بـ"التآمر مع التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن".

ورحب التحالف بتصريحات صالح، وأفاد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية بأن "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (...) التابعة لإيران" في إشارة إلى الحوثيين.

ورحبت الإمارات بالتطورات، وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر أن "انتفاضة صنعاء" ستعيد "شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي".​​

​​

وأفاد مراسل "الحرة" بأن انفجارات عنيفة هزت العاصمة اليمنية نفذها طيران التحالف وسط تحليق مكثف في سماء المدينة.

​​

وكانت القوات الموالية لصالح قد أعلنت سيطرتها على معسكرين في جنوب صنعاء وشرقها، فضلا عن معظم مطار المدينة بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع الحوثيين.

ووصف الحوثي في رسالة تلفزيونية أنصار صالح بالميليشيات محذرا إياهم من مواصلة القتال تحت طائلة فرض الأمن بالقوة في العاصمة اليمنية.

وهذا التوتر ليس الأول بين الجانبين المتحالفين ضد الحكومة اليمنية التي يعترف بها المجتمع الدولي، إذ سبق أن خاضا مواجهات في نهاية آب/ أغسطس بعد هجوم في صنعاء نسب إلى الحوثيين وأدى إلى مقتل أحد المقربين من صالح.

ومنذ عام 2014، يشهد اليمن نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية. وسيطر الحوثيون وقوات صالح على صنعاء في أيلول/ سبتمبر من العام ذاته. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015.

وخلف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلا وتسبب بأزمة إنسانية حادة.

تحديث (10:00 ت. غ)

تشهد صنعاء السبت اشتباكات مسلحة هي الأعنف بين قوات موالية لجماعة أنصار الله الحوثيين وقوات تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بحسب ما أفاد به مراسل قناة الحرة في العاصمة اليمنية.

وتدور منذ وقت متأخر من مساء الجمعة مواجهات مسلحة هي الأعنف وتستخدم فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق عدة في العاصمة وفي محيطها.

ونقل مراسل الحرة عن مصادر محلية أنه أطلقت ثلاث قذائف هاون على منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق علي عبد الله صالح.

وسيطرت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق بالتعاون مع القبائل الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام على معسكرات كبيرة كانت تحت سيطرة الحوثيين، في جنوب وشرق صنعاء.

كما استولى جنود من الحرس الجمهوري والقبائل على ثلاث دبابات لقوات موالية للحوثيين في منطقة أرتل جنوب العاصمة، وأسروا من كانوا عليها من عناصر، حسبما نقل مراسل الحرة عن مصادر محلية.

ونقلت قناة اليمن اليوم التابعة لصالح أن قواته والقبائل الموالية لحزبه "طهرت" جميع المديريات والمناطق المحيطة بالعاصمة، حسب تعبير القناة، واستولت على أهم مؤسسات ومرافق الدولة.

وتعج صنعاء بمئات من المسلحين التابعين للفريقين بعد اشتباكات خلال اليومين الماضيين، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الفريقين.

وكانت وساطة قبلية قد نجحت فجر الجمعة في وقف الاشتباكات بين قوات الفريقين المتحالفين.

واندلعت اشتباكات بين الطرفين يومي الأربعاء والخميس. وبدأت المواجهات المسلحة في وسط صنعاء، حول مسجد الصالح، الأكبر في اليمن، عندما سعى الحوثيون إلى السيطرة على المسجد عشية إحياء ذكرى المولد النبوي، فتواجهوا مع حراس المسجد المؤيدين لصالح.

المتمردون الحوثيون استهدفوا السفن التجارية في البحر الأحمر (أرشيف)
المتمردون الحوثيون استهدفوا السفن التجارية في البحر الأحمر (أرشيف)

دعت الولايات المتحدة، إيران، إلى وقف نقل "كميات غير مسبوقة" من الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، ما يسمح لهم بتنفيذ "هجمات متهورة" على سفن في البحر الأحمر وأماكن أخرى.

وقال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، لمجلس الأمن الدولي، "إذا كان مجلس الأمن يريد إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية في اليمن، فيجب عليه العمل بشكل جماعي لمطالبة إيران بالتوقف عن دورها المزعزع للاستقرار، وإبلاغها أنها لن تستطيع الاختباء وراء الحوثيين".

وأضاف وود أن هناك أدلة كثيرة على أن إيران "توفر أسلحة متقدمة، من بينها صواريخ بالستية وصواريخ كروز للحوثيين"، ما يشكل انتهاكا لعقوبات الأمم المتحدة.

وتابع: "لتأكيد قلق المجلس بشأن الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة، يجب علينا بذل المزيد من الجهود لتعزيز تنفيذ العقوبات وردع منتهكيها".

ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تهدف للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء حربها ضد حماس في قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني.

وقالت الإدارة البحرية الأميركية أواخر الشهر الماضي، إن الحوثيين شنوا أكثر من 50 هجوما على السفن، واستولوا على سفينة وأغرقوا أخرى منذ نوفمبر من العام الماضي.

وانخفضت وتيرة هجمات الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، حيث قادت الولايات المتحدة حملة عسكرية جوية ضدهم.

وتراجعت حركة الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بسبب هذه التهديدات.

لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حذر مجلس الأمن من أن "الأعمال العدائية مستمرة رغم انخفاض وتيرة الهجمات على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي".

وأشار إلى إعلان الحوثيين أنهم سيوسعون نطاق الهجمات، ووصف ذلك بأنه "استفزاز مقلق وسط وضع متقلب بالفعل".

من جانبه، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، لمجلس الأمن، إن إعلان إسرائيل في 6 مايو الماضي بدء عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي غزة، التي لجأ اليها 1.2 مليون فلسطيني بحثا عن الأمان، أدى إلى "تصعيد الدوامة الحالية في المنطقة درجة أخرى".

وأضاف: "لا شك أن ذلك سيكون له تأثير على الوضع في المياه المحيطة باليمن"، مشيرا إلى معارضة الحوثيين للهجمات الإسرائيلية التي تلحق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين.

واستطرد قائلا: "ندعو إلى الوقف السريع لاستهداف السفن التجارية، وأي أعمال أخرى تعيق حركة الملاحة البحرية".

وأشار غروندبيرغ إلى أنه في ديسمبر الماضي، اتخذ الحوثيون والحكومة "خطوة شجاعة نحو الحل السلمي" من خلال الموافقة على سلسلة التزامات من شأنها وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الملحة للسكان، وبدء عملية سياسية لإنهاء النزاع.

لكن منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أفاد بوجود مستويات "مرتفعة بشكل مثير للقلق" من الحرمان الشديد من الغذاء بجميع أنحاء البلاد، وقال إنه من المتوقع أن تتفاقم خلال موسم الجفاف بالنسبة للمحاصيل، والذي يبدأ في يونيو المقبل.

كما أعرب غريفيث عن قلقه البالغ إزاء "تفشي وباء الكوليرا الذي يتفاقم بسرعة في اليمن."

وأشار إلى تقارير تفيد بوجود 40 ألف حالة متشبهة للإصابة بالكوليرا، وأكثر من 160 حالة وفاة - وهي زيادة حادة مقارنة بالشهر الماضي، ومعظم هذه الحالات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال غريفيث: "يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة يوميا".