تعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق
تعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق

وقعت الحكومتان السورية والإيرانية الأربعاء اتفاقا عسكريا جديدا لمساعدة دمشق في تعزيز دفاعاتها الجوية، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، وهي خطوة "دعائية" لن تؤثر على موازين القوى في البلد الذي مزقته الحرب الأهلية وفقا لمراقبين.

وإثر توقيع الاتفاق، عقد وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية واللواء محمد باقري مؤتمرا في دمشق أعلنا خلاله الاتفاقية.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن باقري قوله "سنعزز نظام الدفاع الجوي السوري بهدف تحسين التعاون العسكري بين البلدين"، مشددا على أن الاتفاق "سيعزز إرادتنا (..) لمواجهة الضغوط الأميركية".

وتخضع سوريا وإيران لعقوبات اقتصادية مشددة، ازدادت حدتها على دمشق مع دخول قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ الشهر الماضي.

ويرى المحلل السياسي السوري المقيم في الولايات المتحدة أيمن عبد النور أن الإعلان عن الاتفاقية ليس سوى "خطوة دعائية تهدف للاستهلاك الإعلامي على الصعيدين الداخلي والخارجي في كل من إيران وسوريا".

ويضيف عبد النور لموقع "الحرة" أن النظام السوري حاول إرسال عدة رسائل من خلال هذه الاتفاقية، الأولى للولايات المتحدة مفادها أنه لا يهتم لعقوبات قانون قيصر وسيستمر بالتعاون مع طهران".

"أما الرسالة الثانية فهي لموسكو وحاول من خلالها بشار الأسد القول: إننا نمتلك بدائل وسنبدأ في استغلالها للاستغناء عن الأسلحة الروسية غير الفعالة تجاه الضربات الإسرائيلية"، وفقا لعبد النور.

إيران هي الأخرى حاولت إيصال رسائلها عبر توقيع اتفاقية التعاون العسكري مع الأسد، ويشير عبد النور إلى أن طهران تريد أن تقول لإسرائيل "أننا سنستخدم دفاعتنا الجوية لإسقاط طائراتكم ولن نستمر في الاعتماد على الدفاعات الروسية".

ويضيف المحلل السياسي السوري أن إيران أرادت كذلك أن تقول للولايات أنها ستستمر في الانتشار خارج حدودها.

وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.

وفي صيف العام 2018، وقع البلدان اتفاق تعاون عسكري ينص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية. كما وقعا اتفاق تعاون اقتصادي "طويل الأمد" شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والقطاع المصرفي.

وخلال الأشهر الماضية تعرضت عدة مواقع داخل سوريا لغارات إسرائيلية، نادرا ما تعترف بها إسرائيل بشكل رسمي، واستهدفت مواقع عسكرية سورية وأخرى تابعة للحرس الثوري الإيراني وأذرعه من الميليشيات العراقية المنتشرة في سوريا.

لكن على الأرض هل سيكون الاتفاق الجديد بين طهران ودمشق فعالا؟

يشكك عبد النور في ذلك لعد أسباب من أبرزها "أن أسلحة إيران الجوية متهالكة باعتبار أنها روسية محورة ومن الصعوبة بمكان أن تصيب الطائرات الإسرائيلية الأميركية الصنع والتي تعد الأكثر تطورا في العالم".

وأضاف أنه "حتى لو كانت هناك جدية في تنفيذ الاتفاقية، فإن عملية نقلها وتركيبها في سوريا معقدة، لأن الولايات أو إسرائيل يمكن أن تستهدف هذه المنظومات خلال عمليات النقل وتدمرها قبل وصولها لسوريا".

12 عاما على اختفاء أوستن تايس
12 عاما على اختفاء أوستن تايس

منذ 12 عاما تنتظر ديبرا تايس، والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس، المختطف في سوريا معرفة مصير ابنها، وتؤكد أن "الأمور صعبة" ولم تصبح "سهلة على الإطلاق".

وتقول تايس في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "الكثير من الأمور تغيرت" وحدثت تطورات كثيرة.

وأعربت عن أملها بأن ابنها "تايس سيخرج من الاحتجاز"، فهي مسألة "وقت"، مشيرة إلى أن الحكومة السورية "تقول إنها تريد إجراء مفاوضات مع الحكومة الأميركية، والسعي للتقارب" ولكن واشنطن "تبقى على موقفها بعدم الانخراط بمفاوضات مع الحكومة السورية".

واختطف أوستن تايس، وهو مراسل مستقل وجندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، في أغسطس 2012 أثناء تغطيته للانتفاضة على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في دمشق، وكان يبلغ من العمر آنذاك 31 عاما.

وتعتقد أسرته أنه على قيد الحياة ولا يزال محتجزا في سوريا. ولا تزال هوية خاطفي تايس غير معروفة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفه.

وظهر تايس الذي كان يبلغ 31 عاما معصوب العينين في مقطع فيديو في سبتمبر 2012، لكن لم ترد أي معلومات عنه منذ ذلك الحين.

وقالت ديبرا تايس إن آخر المحاولات للانخراط في مفاوضات "كانت في مارس الماضي"، ولكنه لم يفض إلى "التزام ورغبة في مواصلة الحوار للوصول لاتفاق"، مشيرة إلى أن الأمور "لا تشبه ما نراه من الحكومة الأميركية وتصميمها على تحرير الرهائن الموجودين لدى حماس".

وأكدت أن "أوستن لم يحصل على الالتزام والتفاني" الذي تبذله الحكومة الأميركية لتحرير الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماس، مشيرة إلى وجود "كيانات" أو وسطاء آخرين أبدوا رغبتهم بالانخراط في مفاوضات بين واشنطن ودمشق، ولكن الحكومة السورية تريد "التقارب المباشر مع الحكومة الأميركية".

وبشأن الجهة التي تعتقل أوستن، قالت تايس "إننا نعلم أنه يمكن تغيير مكان السجناء من مكان لآخر، ولدينا أسباب للاعتقاد أنه بين أيدي كيان غير الحكومة السورية".

وأعادت ديبرا التذكير برحلتها إلى سوريا في 2014، حيث بقيت هناك لنحو ثلاثة أشهر، ولكن الحكومة السورية رفضت التفاوض معها، وطلبت الحديث مع مسؤولين أميركين رسميين لبحث مسألة اختطاف أوستن.

الحكومة السورية تنفي احتجازها أوستن تايس. أرشيفية

وتساءلت لماذا "ترفض الحكومة الأميركية التفاوض مع الحكومة السورية؟ في الوقت الذي تتفاوض فيه مع الحكومات الروسية والإيرانية وحتى حماس، ولماذا تستثنى الحكومة السورية".

وذكرت أن آخر الاجتماعات التي جرت في مارس الماضي لم تكن جدية رغم توجيهات الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وكان الرئيس الأميركي بايدن قد اتهم دمشق باحتجاز تايس عام 2022 ودعا الحكومة السورية إلى المساعدة في تأمين إطلاق سراحه.

لكن الخارجية السورية نفت حينها احتجاز أي مواطن أميركي بمن فيهم تايس.

وأعلنت السلطات الأميركية في العام 2018 مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.

وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحدث بايدن عن تايس الذي يحتجز "كرهينة في سوريا بعد ما يقرب من 12 عاما".

ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين الذين تم وضعهم خلف القضبان لمجرد قيامهم بعملهم.

وأضاف بايدن "لا ينبغي للصحافة أن تكون جريمة في أي مكان على وجه الأرض".

وكانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المناهضة له عام 2011، وما لبثت أن تبعتها عواصم عربية وغربية، كما فرضت عليه عقوبات قاسية.

وكشف الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أواخر أبريل عن لقاءات تجري "بين الحين والآخر" مع الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن هذه "اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء".