وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون في زيارة لعمان - الصورة من موقع وزارة الدفاع البريطانية
وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون في زيارة لعمان - الصورة من موقع وزارة الدفاع البريطانية | Source: Courtesy Image

قالت بريطانيا الاثنين إنها ستفتح قاعدة تدريب عسكري مشتركة في سلطنة عمان في آذار/مارس من العام المقبل مع تطلع المملكة المتحدة لتعزيز علاقاتها مع حلفائها في المنطقة.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون عن افتتاح قاعدة التدريب البريطانية العمانية أثناء زيارة إلى السلطنة لمتابعة ختام تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق شارك فيها آلاف الأفراد الذين تدربوا على القتال في الصحراء.

وأوضح وليامسون في بيان أصدرته وزارته: "علاقاتنا مع عمان مبنية على قرون من التعاون ونحن نعمل على تعزيزها لتستمر في المستقبل بافتتاح قاعدتنا المشتركة الجديدة".

وأضاف أن "هذا أكثر أهمية الآن منه في أي وقت مضى، حيث تسعى الأنشطة الخبيثة لدول معادية ومنظمات متطرفة عنيفة لتقويض الاستقرار وتخريب النظام القائم على المبادئ الذي نعتمد عليه جميعا".

وافتتحت بريطانيا في وقت سابق هذا العام قاعدة عسكرية دائمة في البحرين.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن وليامسون أشار في اجتماعاته مع القادة العمانيين إلى نيته توقيع اتفاق ثنائي جديد في مطلع العام القادم يشمل تعزيز العلاقات الدفاعية والتعاون الأوسع نطاقا.

الإمارات شهدت في الفترة الماضية أمطارا وفيضانات استثنائية
مياه السيول غمرت عددا كبيرا من الطرق في السعودية

غمرت مياه السيول عددا كبيرا من الطرق في السعودية في موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج الصحراوية، وهزت قبل ذلك الإمارات بعد أن عطلت السيول القياسية الحياة في عدد من المناطق في دبي وأبوظبي والشارقة.

ويؤكد خبراء أن الكمية الاستثنائية من الأمطار في الخليج هي نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية، وقد تزداد سوءا في القادم من السنوات مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض. 

وأعلن المركز الوطني للأرصاد أن دولة الإمارات شهدت هطول أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ 75 الماضية، وأن منطقة "خطم الشكلة" بالعين شهدت هطول 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة... لتحقق الدولة بذلك حدثا استثنائيا يسجل في تاريخها المناخي.

وتساقطت الأمطار بمعدل 100 ملم على مدار 12 ساعة فقط الأسبوع الماضي وهو ما يقارب ما تسجله دبي عادة خلال عام كامل، وفقا لـ"سي أن أن" نقلا عن بيانات للأمم المتحدة.

وبعدما أحدثت الأمطار الغزيرة الاستثنائية فوضى كبيرة في دبي، تحدث وكالة بلومبرغ عن دور لعمليات الاستمطار في ذلك، في حين نفت حكومة دبي إجراء عمليات استمطار قبيل تلك الفيضانات.

وقال مايكل مان، عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، لوكالة أسوشيتد برس إن ثلاثة أنظمة ضغط منخفض شكلت قطارا من العواصف يتحرك ببطء على طول التيار النفاث نحو شبه الجزيرة العربية.

وأدى نظام الضغط المنخفض القوي إلى جولات متعددة من الرياح العاتية والأمطار الغزيرة إلى الأجزاء الشمالية والشرقية من الإمارات.

تغيرات المناخ

ويعزو العلماء وخبراء الأرصاد الجوية شدة العاصفة إلى كمية كبيرة من الرطوبة التي ترتفع في الغلاف الجوي من ارتفاع درجة حرارة البحار قبل أن تهطل على شكل أمطار على شبه الجزيرة العربية.

يقول الخبير في المناخ، محمد بنعبو، إن ارتفاع درجة حرارة الكوكب واستمرار استعمال الوقود الأحفوري من أجل إنتاج الطاقة يزيد من التغيرات المناخية وبالتالي من احتمال هطول أمطار بغزارة في مناطق مختلفة في العالم.

ويوضح بنعبو في حديث لموقع "الحرة" أن درجة الحرارة المسجلة في 12 شهرا الأخيرة هي الأعلى في التاريخ، أي منذ بداية قياس درجة الحرارة على الكوكب.

ويرى أن الأمطار الاستثنائية في الإمارات وسلطنة عمان والسعودية هي نتيجة لكل هذه التغيرات المناخية التي تحدث، إضافة إلى أن هذه البلدان هي الأكثر إنتاجا للوقود الأحفوري.

ويقول بنعبو إن التغيرات المناخية تزامنت هذه السنة مع ظاهرة النينيو والتي كان تأثيرها واضحا في مجموعة من مناطق العالم بما فيها منطقة الخليج.

ويرى الخبير أن استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية تجعل ظواهر مثل الأمطار أكثر فتكا وقد تزيد خطورتها وشدتها في السنوات المقبلة في حال لم تنخفض درجة حرارة الكوكب.

وبالفعل تعاني الإمارات وسلطنة عمان، من الحرارة الشديدة الناجمة عن ظاهرة الاحترار المناخي. لكن فيضانات الأسبوع الماضي كشفت عن خطر إضافي لظواهر جوية متطرفة مع ارتفاع حرارة الكوكب.

وقالت سونيا سينيفيراتني العضوة في الشبكة والأستاذة في المعهد الاتحاد السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ إن "فيضانات الإمارات وعمان أظهرت أنه حتى المناطق الجافة يمكن أن تتأثر بشدة بهطول أمطار غزيرة، وهو تهديد يتزايد مع زيادة الاحترار المناخي بسبب حرق الوقود الأحفوري".

وكانت شبكة إسناد الطقس في العالم أعلنت، الخميس، أن الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري كان "على الأرجح" وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت صحراء الإمارات وسلطنة عمان الأسبوع الماضي.

وبعد الإمارات وسلطنة عمان،  انتقلت الظاهرة إلى السعودية حيث غمرت مياه السيول عددًا كبيرًا من الطرق، ما دفع سلطات المملكة، الأربعاء، إلى إغلاق المدارس في عدة مناطق.

وأظهرت لقطات مصورة لوكالة "فرانس برس" سيارات غمرتها المياه جزئيا، تحاول شق طريقها في برك مياه في منطقة القصيم (وسط المملكة) التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، علمًا أنها إحدى المناطق التي تعرضت لهطول أمطار غزيرة، الثلاثاء.

وأصدر المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر" لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية المطلة على الخليج العربي والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب.

وحذر المركز الحكومي من "أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة، وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية" في هذه المناطق.

ويأتي هطول الأمطار الغزيرة،  الأسبوع الجاري، على السعودية في أعقاب عواصف استثنائية ضربت منطقة الخليج منتصف الشهر الفائت، وأسفرت عن مقتل 21 شخصًا في عمان وأربعة في الإمارات التي سجّلت هطول أكبر كمية أمطار منذ 75 عامًا.

وقال فريق خبراء من العلماء في دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، إن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري هو "على الأرجح" وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت المنطقة.