معارضون ومراقبون يتهمون منظمة بدر بتنفيذ عمليات اغتيال استهدفت طيارين عراقيين وضباط جيش شاركوا في الحرب ضد إيران
معارضون ومراقبون يتهمون منظمة بدر بتنفيذ عمليات اغتيال استهدفت طيارين عراقيين وضباط جيش شاركوا في الحرب ضد إيران

يشارك عدد كبير من عناصرها في صفوف قوات وزارة الداخلية العراقية ويشغلون مناصب حساسة في أغلب المؤسسات الحكومية، منذ أكثر من عشر سنوات، وهي متهمة باستغلال ذلك لتنفيذ عمليات قتل على أساس طائفي.

تعد "منظمة بدر" أهم الفصائل العراقية وأقدمها وشكلت عام 1982 في إيران للمشاركة في الوقوف إلى جانب القوات الإيرانية خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، وباتت اليوم الأكثر اندماجا في صفوف القوات الأمنية.

خلال السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003، تمكن المئات من أفراد منظمة بدر من الاندماج في صفوف القوات الأمنية العراقية مستفيدين من تولي قياديين فيها مناصب عليا في وزارة الداخلية.

يتهم معارضون ومراقبون منظمة بدر بتنفيذ عمليات اغتيال وقتل واسعة وقعت بعد عام 2003 واستهدفت طيارين عراقيين وضباط جيش شاركوا في الحرب ضد إيران.

كما وجهت اتهامات كثيرة للمنظمة بتنفيذ اغتيالات وانتهاكات واسعة النطاق ضد مواطنين سنة احتجزوا في سجون سرية كانت تديرها المنظمة بعد عام 2003.

ويعتبر هادي العامري المعارض المخضرم لنظام صدام حسين والذي يرأس اليوم "تحالف الفتح"، الذي يعد ثاني أكبر كتلة في البرلمان، القائد الرئيسي لهذه المنظمة التي تعد أكبر فصائل الحشد الشعبي.

والعامري أحد أبرز قادة الحشد الشعبي المقربين من الجنرال الإيراني قائد قوات القدس السابق قاسم سليماني والمسؤول السابق عن العمليات الخارجية للحرس الثوري ومبعوث طهران للإشراف على شؤون العراق، وتربطهما علاقة صداقة منذ زمن طويل.

في فبراير الماضي كشف تقرير صادر عن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش عن شبكة تضم قادة ميليشيات تعتمد عليهم إيران لزيادة نفوذها في العراق، وضمان استهداف القوات الأميركية في هذا البلد.

التقرير أورد أسماء أبرز قادة الميليشيات العراقية التي تعمل معهم إيران في الوقت الحالي والذين كانوا يتلقون الأوامر مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في ضربة أميركية الشهر الماضي قرب مطار بغداد.

جاء اسم هادي العامري في المرتبة الثانية، بعد أبو مهدي المهندس الذي قتل في نفس الغارة التي استهدفت قاسم سليماني.

تقرير صادر عن التحالف الدولي في العراق

وقال التقرير، الذي اعتمد على معلومات قدمتها القيادة المركزية الأميركية والاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية، إن إيران لا تزال تدرب وتدعم ميليشيات عراقية لشن حرب ضد الولايات المتحدة، والمشاركة في عمليات القمع التي تستهدف الاحتجاجات الشعبية في العراق.

والعامري متهم أيضا بقيادة الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد في 31 ديسمبر الماضي، عندما هاجمت عناصر ميليشيات موالية لطهران مبنى السفارة وأحرقت بواباته الخارجية.

في اليوم ذاته ذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العامري بالاسم عندما غرد عن الهجوم قائلا "هجوم اليوم خطط له إرهابيون- أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وبتحريض من وكلاء إيران، هادي العامري وفالح الفياض. وجميعهم ظهروا في صورة خارج سفارتنا".

وكان العامري، قائد منظمة بدر والذي يتحدث الفارسية، كثيرا ما يشاهد وهو يبحث الهجمات التي نفذتها الميليشيات الموالية لطهران ضد تنظيم داعش في العراق بعد عام 2014 مع قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني السابق.

وتم نشر صور التقطت له على جبهة القتال مع سليماني بالزي العسكري وهما يتعانقان وتشير الفرحة على ملامحهما إلى صداقة قديمة.

كما أن صور المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي من السمات المميزة لمكاتب منظمة بدر مما يذكر بالوقت الذي كان فيه الفصيل هو الجناح المسلح للمعارضة الشيعية العراقية في إيران.

وفقا لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تتراوح أعداد عناصر منظمة بدر ما بين 18 و22 ألفا مسجلين ضمن قوات الحشد الشعبي، وينتشرون في مناطق تابعة لمحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين.

يؤكد الكاتب الأميركي المتخصص في شؤون العراق في معهد واشنطن مايكل نايتس أن منظمة بدر تتمتع بالخبرة العسكرية الأكبر ضمن قوات الحشد الشعبي إلى جانب ميليشيا كتائب حزب الله.

ويكشف نايتس أن بدر هي المزود الرئيسي للخبرة والموارد البشرية في مديريات المدرعات والمدفعية والصواريخ داخل الحشد، ويتولى أفرادها مناصب رؤساء أركان ورؤساء عمليات ورؤساء مديريات التدريب والإرشاد الديني.

ويضيف أن وحدات من "منظمة بدر" من أمثال اللواءين 9 و10 التابعين للحشد الشعبي" عملت في سوريا دعما للسياسة الإيرانية. 

وفرت طهران دعما ماديا وعسكريا كبيرا لمنظمة بدر من خلال نقل أنظمة متطورة على غرار دبابات من طراز "تي-72 "ومنصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات من طراز "إتش أم -20 "و"إتش أم -27".

كما أن هناك وحدات محلية مرتبطة بـ"منظمة بدر" على غرار "بابليون" (اللواء 50 في الحشد) و"لواء التركمان" (اللواء 16 في "الحشد الشعبي") منخرطة في مجموعة من الأنشطة الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان وتقديم الدعم المادي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.

يشار إلى أن مشرع أميركي قدم الخميس مشروع قانون داخل الكونغرس يقضي بفرض عقوبات على منظمة بدر المدعومة من إيران وتصنيفها ككيان إرهابي أجنبي.

وجاء في نص المشروع الذي قدمه النائب الجمهوري جو ويلسون، وهو عضو لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، إن منظمة بدر هي أقدم وكيل لإيران في العراق ويدها ملطخة بدماء أميركيين وعراقيين وسوريين ولبنانيين.

وقال ويلسون في بيان نشر على موقعه الرسمي إن "منظمة بدر كانت تمول وتقاد من قبل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، كما أنها قادت الهجوم الإرهابي الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد قبل نحو عام".

وحث ويلسون وزارة الخارجية الأميركية على اتخاذ هذا الإجراء ضد منظمة بدر قبل الذكرى السنوية الأولى للهجوم" على السفارة الأميركية الذي وقع في 31 ديسمبر الماضي.

عيد الغدير هو اليوم الذي عين فيه النبي محمد ابن عمه علي خليفة للمسلمين. أرشيفية
عيد الغدير هو اليوم الذي عين فيه النبي محمد ابن عمه علي خليفة للمسلمين. أرشيفية

طالب زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق، مقتدى الصدر الجمعة، باعتماد الثامن عشر من ذي الحجة بحسب التقويم الهجري عطلة لـ"عيد الغدير".

وقال في كلمة متلفزة أن عيد "الغدير درء للطائفية وتفعيل للتعايش السلمي" بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع".

ويحتفل أفراد الطائفة الشيعة في عيد الغدير وتقول الروايات الشيعية إنه اليوم الذي خطب فيه النبي محمد "خطبة الوداع" وعين فيها ابن عمه علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين من بعده.

وقال الصدر إنه "بعد إكمال الصيام في رمضان يأتي عيد الفطر، وبعد إتمام الحج يأتي عيد الأضحى"، مشيرا إل أن "الله" في القرآن وصف عيد الغدير بأنه "إكمال الدين وإتمام النعمة ومن هنا ينبغي جعل الثامن عشر من ذي الحجة عطلة".

وأردف أن "عيد الغدير تمثيل الرسول لوصيته للأمام علي"، مضيفا "إذا صوت أعضاء البرلمان على هذا فأقدم لهم الشكر، وإن لم يصوتوا فسيكون بسنتهم وشيعتهم النبي محمد والإمام علي خصمهم"، بحسب تقرير نشره موقع "شفق" العراقي.

ومنذ مطلع مايو، يبحث البرلمان العراقي مشروع قانون "عيد الغدير" الذي ينص على اعتماد المناسبة عطلة رسمية في البلاد، وهو ما يثير خلافات داخل الأوساط السياسية العراقية سواء "الشيعية الشيعية" أو "الشيعية السنية" في بلد يضم طوائف متعددة وشهد في السنوات الماضية حربا طائفية تسببت بمقتل الآلاف.

ووفق موقع "السومرية" توافد أنصار التيار الصدري إلى منطقة الشعلة، الجمعة، غربي بغداد، استعدادا لـ"الصلاة الموحَّدة"، والتي دعا إلى الصدر "دعما لعطلة الغدير"، وسط استعدادات أمنية.

وقدم الصدر شكره في منشور عبر حسابه في منصة "إكس"، وقال "شكرا لعشاق الغدير".

ومنذ عدة سنوات تتحدث القوى السياسية عن قرب تشريع قانون للعطل الرسمية في العراق، لكنه لم ير النور حتى اللحظة نتيجة الخلافات بشأن عدد من من المناسبات، ومنها عيد الغدير.

وفي الـ19 من أبريل الماضي، كان الصدر قد كرر مطالبته البرلمان بتشريع قانون يعطل الدوام الرسمي في عيد الغدير.

وصدرت انتقادات عديدة من قوى سنية لمساعي تشريع قانون عطلة "عيد الغدير" لاعتقادها أنه قد يثير "الحساسيات" والمشاكل، ومخاوف من تحول النظام في العراق إلى "ثيوقراطي".

واقترح البعض أن تتولى مجلس المحافظات تشريع قوانين يتلائم مع توجهات ساكنيها، ويمنح القانون العراقي بالفعل الحكومات المحلية السلطة لإعلان يوم عطلة تقتصر على ساكني المدينة دون غيرها لأسباب مختلفة.

ويقع العراق "في صدارة البلدان التي تعطل الدوام الرسمي للقطاعين الخاص والعام في مناسبات وطنية ودينية متنوعة"، كما جاء في تقرير نشرته شبكة المستشارين العراقيين الميدانيين، وتتم "إضافة عطل مفاجئة غالبا ما تفرضها أوضاع أمنية أو سياسية أو دينية أو جوية".

قانون عطلة "عيد الغدير" يثير ضجة في العراق
لا يزال مشروع قانون "عيد الغدير" والذي ينص على اعتماد المناسبة عطلة رسمية في البلاد، يثير الخلافات داخل الأوساط السياسية العراقية سواء "الشيعية الشيعية" أو "الشيعية السنية" في بلد يضم طوائف متعددة وشهد في السنوات الماضية حربا طائفية تسببت بمقتل الالاف.

وبحسب التقرير فإن هذه العطل "تكلف العراق 2.5 مليار دولار شهريا". كما أنها "باتت تسبب كسادا واضحا من جهة، وتراجعا كبيرا في المستوى التعليمي من جهة أخرى، ناهيك عن تأخير عدة مشاريع مهمة في الإعمار والتنمية".

وأشار التقرير إلى أنه "لا يمكن للدولة النهوض والتطور بهذا العدد غير المجدي من العطل، باستثناء بعض المناسبات اللازمة نظرا لرمزيتها".

وخلال السنوات الماضية عقد البرلمان العراقي جلسات عديدة لمناقشة قانون العطل الرسمية في العراق. لكن، تلك الجلسات لم تتمكن من حل مشكلة كثرة العطل الرسمية بل فاقمتها، فكل ديانة وطائفة وقومية كانت تقترح عطلا جديدة، وتحاول تعويضها عبر إلغاء أيام عطل أخرى.