جانب من فرح شعبي في مصر
جانب من فرح شعبي في مصر

مصطفى هاشم- خاص بـ"موقع الحرة"

"أمام كل ثلاثة عقود زواج هناك حالتا طلاق"، هكذا يقول المأذون المصري أيمن فوزي لـ"موقع الحرة" مؤكدا النشرة السنوية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التي كشفت عن زيادة جديدة للسنة الثانية في عدد حالات الطلاق، وتراجع أيضا في الإقبال على الزواج.

وقال الجهاز في نشرته السنوية التي أصدرها في 18 تموز/يوليو الماضي إن عدد عقود الزواج بلغت 912606 عقود عام 2017 مقـابل 938526 عقدا عام 2016 والتي كانت 969399 عقدا عام 2015.

ويبلغ عدد المصريين 95 مليون نسمة تقريبا.

تطور عقود الزواج وإشهادات الطلاق خلال الفترة (2013- 2017)- المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء

​​​​تراجع الزواج لأسباب اقتصادية وسياسية

ويرى الدكتور عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن السبب الرئيسي في عزوف الشباب عن الزواج اقتصادي أولا تليه أسباب سياسية، "فضلا عن تزايد طرق التفريغ الجنسي".

ويقول حسن لـ"موقع الحرة" أن الشاب المصري "كلما يدخر جزءا من أمواله التي يجنيها من عمله ويهم بالزواج كلما يجد أن الأسعار تضاعفت فيتراجع عن الفكرة، حتى أن الأسر أصبحت غير قادرة على مساعدة أبنائها مثلما كان يحدث في الماضي لأنها اقتطعت من مدخراتها في الفترة الماضية لمواجهة غلاء الأسعار، ومدخراتها أصبحت لا تكفي".

ويضيف أن جزءا من الشباب يريد أن يتزوج ولكنه "يخشى من المستقبل في ظل دولة بلا خطة ورئيس مستبد، الشباب أصبح فاقدا الأمل في التغيير، ويرى أنه إذا أنجب أطفالا فسيعانون كما عانى هو في حياته".

ويتفق معه المأذون أيمن فوزي قائلا "إن الشاب المصري أصبح عاجزا عن أن ينفق على نفسه فكيف سينفق على أسرة؟".

وترى الدكتورة ريم عبد الحميد الخبيرة الاقتصادية أن التردي الاقتصادي الذي يعاني منه المصريون أثر بالتأكيد على نسب الزواج والطلاق.

وقالت "كثير من الشباب فقدو وظائفهم مع تزايد البطالة بسبب عدم خلق فرص عمل جديدة تتوافق مع نسب الخريجين كل عام".

وقفز التضخم السنوي في المدن إلى 14.4 في المئة في حزيران/ يونيو من 11.4 في المئة في أيار/ مايو.

وكشف الجهاز عن أن أعلى نسبة زواج كانت بين الحاصلين على شهادة متوسطة بنسبة 37.4 في المئة بينما سجلت الطبقة نفسها أعلى نسبة طلاق أيضا وهي 34.5 في المئة، بينما كانت أقل نسبة زواج بين الحاصلين على درجة جامعية عليا بنسبة 0.1 في المئة من جملة عقود الزواج، وسجلت أيضا أقل نسبة طلاق بنسبة الزواج نفسها.

ويقول عمار علي حسن "إن الحاصل على شهادة متوسطة عادة ما يقبل بأي عمل ومن يتزوجها تكون مطالبها أقل، كما أن توقعاته وإحساسه بالشأن العام أقل وعيا ممن حصلوا على شهادات عليا".

تزايد حالات الطلاق

وبلغ عدد إشهادات الطلاق 198269 عام 2017 مقابل 192079 عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.2 في المئة، والتي كانت 199867 إشهادا عام 2015.

ويقول المأذون أيمن فوزي إن أكثر حالات الطلاق تكون خلال السنة الأولى والثانية بعد الزواج مباشرة، "تسير المسألة بفكرة "هيا نتزوج"، بدون أن يقرأ أي منهما عن الزواج وطبائع النفس، لا أحد يفكر إن كان هذا الشخص سيستطيع أن يتفاهم معه أم لا، فيكتشف كل شخص في النهاية أن من أمامه هو شخص آخر يختلف تماما في طباعه عن شريكه في الحياة.. السبب الرئيسي من وجهة نظري هو غياب التفاهم".

ويرى الدكتور عمار علي حسن أن بعض الشباب يقبل على الزواج ثم يكتشف أن كلفته الاقتصادية وأعباءه كبيرة ولا يستطيع النهوض بها فيرى الحل في الطلاق، لكن جزءا منها مرتبط بأنماط التربية في المجتمع، حيث أصبح الزواج لا يأخذ مكانة الاحترام والقدسية نفسها".

وتقول الخبيرة الاقتصادية ريم عبد الحليم إن ارتفاع التضخم أدى إلى تضاؤل قيمة المرتبات فأصبح الرجل يعمل في وظيفتين وثلاث في اليوم الواحد فضلا عن أن المرأة تعمل أيضا فتزايدت الضغوط على الأسرة".

تزايد العلاقات خارج إطار الزواج

يرى الدكتور عمار علي حسن أن من أسباب تراجع الإقبال على الزواج وتزايد معدلات الطلاق "انفتاح المجتمع المصري وتزايد حلول تفريغ الطاقة الجنسية من خلال العلاقات المتزايدة خارج إطار الزواج والتي ساعدت في انتشارها مواقع التواصل الاجتماعي".

 

واشنطن شكلت تحالفا متعدد الجنسيات في ديسمبر لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر
واشنطن شكلت تحالفا متعدد الجنسيات في ديسمبر لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر

أظهرت أرقام رسمية بريطانية أن حركة السفن عبر قناة السويس تراجعت بمقدار الثلثين منذ بداية شهر أبريل الجاري، مما يسلط الضوء على تأثير الاضطراب في البحر الأحمر على التجارة العالمية.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني "أو إن إس"  إن السفن التي تعبر الممر المائي انخفضت بنسبة 66 في المئة خلال الأسبوع الأول من أبريل، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما أوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وتعد قناة السويس طريقا تجاريا مهما ومزدحما للسفن التي تسافر بين آسيا وأوروبا، وغالبا ما تحمل سلعا مثل النفط والغاز الطبيعي.

وأظهرت أرقام مكتب الإحصاءات البريطاني انخفاضا بنسبة 59 في المئة للسفن التي تدخل وتخرج عبر مضيق باب المندب خلال الفترة ذاتها.

واعتمد مكتب الإحصاءات الوطنية في بياناته على تحليل لعدد السفن باستخدام التكنولوجيا التي تتتبع مواقع الشحن كل بضع ثوان.

وتسلط هذه البيانات الضوء على تأثير الاضطرابات التي شهدها البحر الأحمر منذ تصاعد حدة الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وتعرضت سفن الحاويات على طول طرق التجارة الرئيسية في البحر الأحمر لهجمات متكررة منذ نوفمبر الماضي شنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.

وأجبرت هذه الهجمات الكثير من شركات الشحن على تغيير مسار سفنها حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، وهي رحلة أطول بكثير، مما تسبب بارتفاع تكاليف الشحن وتسبب في تأخيرات.

وأظهرت البيانات أن حركة السفن حول رأس الرجاء الصالح بدأت في الارتفاع في ديسمبر، وبحلول الأسبوع الثاني من فبراير بلغت أكثر من الضعف مقارنة بالأسبوع نفسه من عام 2023.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن هذه الأرقام تتوافق مع الاضطرابات البحرية التي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع في الشرق الأوسط.

ومنذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، نفذ المتمردون الحوثيون اليمنيون عشرات الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن تجارية قالوا إنها على "صلة باسرائيل"، مما أدى إلى تعطيل التجارة البحرية العالمية في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وأعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران والذين يقولون إنهم يتحركون تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، مسؤوليتهم مؤخرا عن مهاجمة نحو مئة سفينة منذ بدء عملياتهم. 

وشكلت واشنطن الحليف الرئيسي لإسرائيل تحالفا متعدد الجنسيات في ديسمبر "لحماية" حركة الملاحة البحرية دون النجاح في وقف الهجمات.