Spanish Prime Minister Pedro Sanchez presides over a cabinet meeting with some of the members joining via videoconference…
مدريد: نظامنا الصحي على وشك الانهيار بسبب التزايد المهول في أعداد المصابين

بعد تردد لأسبوعين، أعلنت الحكومة الإسبانية، الأحد، خطتها لتجاوز تبعات جائحة "كورونا"، وذلك بوقف جميع الأنشطة الاقتصادية الصناعية الكبرى والمتوسطة، في مقابل حشد الجهود والتركيز على منع نظامها الصحي من الانهيار، بسبب تزايد عدد الإصابات بالفيروس. 

وإسبانيا، التي تعد ثاني أكثر البلدان الأوروبية تضررا من الوباء، بعد إيطاليا، سجلت حتى اللحظة، 80110 مصابين، توفي منهم 6803 أشخاص. بعد كانت الإصابات المسجلة في حدود الألف، قبل 10 أيام فقط. 

ونقل تقرير لصحيفة "إلباييس" الإسبانية، مجريات اجتماع وزاري، تقرر خلاله تجميد جميع الأنشطة الاقتصادية، ما عدى الأساسية للغذاء في البلاد ودعوة جميع الموظفين والعمال إلى المكوث في البيت واحترام إجراءات الحجر الصحي.

 وقالت ماريا خيسوس مونتيرو، الناطقة الرسمية باسم الحكومة ووزيرة المالية، في مؤتمر صحفي، إن حكومة بلادها "ستدخل في سبات اقتصادي مؤقت" لتفادي "انهيار نظامها الصحي"، نتيجة تزايد أعداد المصابين بوباء "كورونا". 

وعن تفاصيل الخطة، أوضحت المسؤولة الإسبانية، ان الحكومة تأمر بإيقاف نظام الإنتاج الإسباني بالكامل تقريبًا، ما عدى في القطاعات الأساسية  فقط، التي لا يستحيل لأصحابها العمل عن بعد. 

وعن تداعيات ذلك على اقتصاد البلاد، فيما بعد الأزمة، أوردت مونتيرو، ان "الشركات العاملة في إسبانيا، تعرف قدرة السيولة المالية التي وضعناها في حالة ما تعرضوا لأية خسائر"، مشيرة إلى ان الدولة الإسبانية تتحمل أعباء 80 في المائة من هامش مخاطر وخسائر الشركات. 

وتراهن الحكومة الإسبانية، على وقف وتيرة الإنتاج الاقتصادي في البلاد ووقف الحركة العمالية إلى أقصى حد ممكن، مقابل الحرص على تقوية نظامها الصحي، الذي تقول إنه "على وشك الانهيار" بسبب التزايد المهول في أعداد المصابين بوباء كورونا. 

وترددت حكومة مدريد في اتخاذ هذا القرار كثيرا، ما دفع بزعيم حزب العمال الإسباني، بابلو كاسادو، لشن انتقادات على الحكومة، مشيرا إلى انه "من غير المقبول ان لا يعرف الملايين من العمال انهم سيعملون أم لا يوم الإثنين؟".

وكتب كاسادو  على "تويتر" : "إن الأسبان لا يستحقون المزيد من الأكاذيب وعدم الكفاءة والصراعات الداخلية". 
 
ومن شأن القرار، بحسب الحكومة، ان يشمل أيضا الأقاليم المتمتعة بحكم ذاتي، كإقليمي "كناريا"، و"برشلونة". 

وترى الحكومة المركزية، أن الأسبوع المقبل سيكون صعباً بشكل خاص على النظام الصحي، مع تزايد عدد الحالات في الأيام الأخيرة وتفاقمها في ظرف 10 أيام فقط. 

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ

خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، وجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، "رسائل مزدوجة" إلى كل من حماس وإسرائيل، إذ حث الحركة الفلسطينية على قبول مقترح وقف إطلاق النار، بينما جدد دعوته للقيادة الإسرائيلية لتأجيل الهجوم على رفح، جنوب غزة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". 

وفي اليوم الأخير من جولته الشرق أوسطية السابعة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، حاول بلينكن، الأربعاء، زيادة الضغط على حماس، مشددا في الوقت ذاته على رفض الإدارة الأميركية لعملية عسكرية إسرائيلية برية واسعة النطاق برفح، بحسب الصحيفة.

وقال الوزير الأميركي، في اجتماع في تل أبيب مع رئيس إسرائيل، إسحاق هرتزوغ: "نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم ويحقق ذلك الآن، والسبب الوحيد الذي قد يحول دون تحقيق ذلك هو حماس"، مضيفا "هناك اقتراح على الطاولة، وكما قلنا: لا تأخير، ولا أعذار".

وينص الاتفاق المقترح على إطلاق سراح 33 رهينة في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.

وكانت التصريحات التي أدلى بها بلينكن في تل أبيب والقدس، جزءا من حملة متضافرة لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لضمان وقف حرب أودت بحياة 34 ألف فلسطيني، وتثير اضطرابات في الجامعات الأميركية وبدأت تتسرب إلى السياسة المحلية، بحسب "نيويورك تايمز".

وعلى الجهة المقابلة، أوضح وزير الخارجية الأميركي أنه يتوقع المزيد من إسرائيل. 

وفي حديثه للصحفيين، مساء الأربعاء، بعد يوم من الاجتماعات مع القادة الإسرائيليين، بما في ذلك ما يقرب من ثلاث ساعات مع رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، قال بلينكن إن الإسرائيليين لم يقنعوه بأنهم يستطيعون منع الكارثة الإنسانية التي يُخشى حدوثها في حالة حدوث غزو بري لرفح.

وقال بلينكن: "لا يمكننا، ولن ندعم، عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى - ولا، لم نر مثل هذه الخطة". 

وتابع أن "هناك سبلا أخرى وأفضل للتعامل مع التحدي الحقيقي والمستمر الذي تمثله حماس"، مشيرا إلى أنها "لا تنطوي على عملية عسكرية كبيرة أو تتطلبها".

نقاش الهدنة ورفح

وجاءت زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط، والتي انطلقت، الاثنين، في الوقت الذي تخفف فيه إسرائيل بعض مطالبها في المفاوضات حول وقف إطلاق النار، وتتمسك بتعهدها بدخول رفح "باتفاق أو بدونه"، كما أشار نتانياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

وفي اقتراحها الأخير، قالت إسرائيل، وفقا لما نقلته نيويورك تايمز عن مسؤولين محليين، إنها ستسمح بتسهيل تنقل المدنيين الفلسطينيين الذين تم تشريدهم بسبب هجومها  إلى شمال غزة، وهذا ما يمثل "تحولا حادا" في قضية كانت نقطة خلاف في المحادثات، وفق تعبير الصحيفة. 

ولأسابيع، تمسكت إسرائيل بفرض قيود كبيرة على تنقل الفلسطينيين نحو الشمال، خشية من استغلال مسلحي حماس للأمر، لإعادة تقوية أنفسهم في تلك المنطقة. 

والآن وافقت إسرائيل على عودة المدنيين الفلسطينيين بأعداد كبيرة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، وفقا لمسؤولين، تحدثا لنيويورك تايمز، بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمشاركة تفاصيل الاقتراح.

وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين، إن العائدين إلى الشمال لن يخضعوا لأي تفتيش أو قيود، بينما قال الثاني إنه لن تكون هناك أي قيود تقريبا، دون الخوض في التفاصيل.

ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستقبل العرض الإسرائيلي الجديد.

ومساء الأربعاء، قال الناطق باسم الحركة، أسامة حمدان، في مقابلة على التلفزيون اللبناني: "موقفنا من ورقة التفاوض الحالية سلبي". لكن المكتب الصحفي لحماس وضح لاحقا تلك التصريحات قائلا: "الموقف السلبي لا يعني توقف المفاوضات. هناك مسألة أخذ ورد".

ولطالما طالبت حماس بأن يتضمن أي اتفاق إنهاء دائم للحرب، التي أجبرت غالبية سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص على الفرار من منازلهم. بينما لا يتضمن العرض الإسرائيلي، وفقا لما ذكره أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة، صياغةً تناقش صراحة إنهاء القتال.

وناقش بلينكن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار المطروحة على الطاولة في اجتماعه مع نتانياهو في القدس، الأربعاء، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.

كما تحدث عن "الموقف الواضح" للإدارة الأميركية بشأن رفح، مع احتماء نحو مليون مدني هناك، ويشدد مسؤولون أميركيون على أن إسرائيل مطالبة بتنفيذ عمليات دقيقة ضد قادة ومسلحي حماس في المدينة.

وتحدث بلينكن أيضا مع زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، يائير لبيد الذي قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه ليس لدى نتانياهو "أي عذر سياسي" لعدم إبرام اتفاق لإعلان وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن. وقال "كل ساعة حرجة".

نتانياهو في مرمى الجنائية الدولية.. التداعيات داخل إسرائيل
تعيش إسرائيل حالة من "الارتباك"، وفقا لصحيفة هآرتس، في ظل احتمالية أن يواجه رئيس وزرائها، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت، إضافة إلى رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

"مقاومة الضغوط"

غير أن صحيفة "وول ستريت جورنال"، أشارت إلى أن نتانياهو "أصبح" في وضع أفضل لمقاومة الضغوط الأميركية، أكثر مما كان عليه قبل عدة أسابيع. 

وذكرت أنه في أوائل أبريل، وجه له البيت الأبيض توبيخا علنيا بسبب مقتل سبعة من عمال الإغاثة، في هجوم للقوات الإسرائيلية بغزة.

وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، دعا علنا إلى استبدال رئيس الوزراء، بينما كانت أرقامه في استطلاعات الرأي تتهاوى.

والآن، تشير الصحيفة إلى أن هذه الأخيرة، عادت لتستقر وذلك في أعقاب الهجوم الإيراني، بينما تحوَّل الضغط نحو إدارة بايدن، مع توسع احتجاجات الطلاب ضد استمرار الحرب بغزة.

وتذكر الصحيفة، أنه فيما يحتاج بايدن إلى الزعيم الإسرائيلي لتحقيق وقف للقتال من شأنه أن يخفف الضغوط الداخلية على إدارته، تقول إن البيت الأبيض، ينظر على الجهة المقابلة إلى نتانياهو على أنه العقبة الرئيسية أمام أهدافه الأوسع في خضم حرب غزة. 

ومع ذلك، "ليس لدى الولايات المتحدة خيار سوى العمل مع نتنياهو"، كما يقول يوسي شاين، عالم السياسة في جامعة تل أبيب وعضو سابق في البرلمان الإسرائيلي.

وأضاف أن إدارة بايدن كانت تتعامل مع نتانياهو منذ البداية رغم أنها كانت تفضل لو لم يكن هو رئيس الوزراء، لكنها مضطرة للتعامل معه "لأنه هناك".

من جهته، قد يحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيضا إلى دعم الولايات المتحدة لصد تهم محتملة بارتكاب جرائم حرب ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين، والتي تدرسها حاليا المحكمة الجنائية الدولية. 

وقد أثار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، هذه المسألة مع بلينكن، الأربعاء، وفقا للصحيفة.

المساعدات

وكان زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة أحد العناوين الرئيسية الأخرى لزيارة بلينكن لإسرائيل، وقبل ذلك بيوم للأردن.

وفي مساء الثلاثاء، زار بلينكن مستودعا في الأردن حيث كانت الشاحنات تُحمل بالأغذية والإمدادات الطبية للذهاب إلى معبر إيرز الذي تم افتتاحه حديثا في شمال غزة. وقال بلينكن: "هذا تقدم حقيقي ومهم، لكن لا يزال يتعين القيام بالمزيد".

والأربعاء، زار المسؤول الأميركي أيضا نقطة تفتيش في معبر كرم أبو سالم، وهو معبر حدودي جنوبي بين إسرائيل وغزة. وكانت الشاحنات المحملة بمساعدات غذائية متجهة إلى غزة، تضم البصل والأرز وزيت الطهي، تنتظر التفتيش. 

ورافق بلينكن في الجولة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت. 

بلينكن يتفقد معبر كرم أبو سالم

ولم يتحدث وزير الخارجية الأميركي للصحفيين خلال الجولة. وقال مساعدون إنه أثار خلال اجتماعه مع نتانياهو مخاوف بشأن وتيرة المساعدات. 

وكان بلينكن قد أشار إلى وجود "تقدم حقيقي ومهم، لكن لا يزال يتعين القيام بالمزيد" من الجهود لدخول المساعدات.

ودعا بلينكن إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لضمان المرور السريع للمعونة الإنسانية إلى القطاع حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تطال مئات الآلاف من السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وقبل الجولة في نقطة التفتيش، حلّ بلينكن بكيبوتس إسرائيلي كان أحد المواقع التي هاجمتها حماس في 7 أكتوبر. وفي كيبوتس نير عوز، دخل منزلا محترقا قُتلت فيه عائلة مكونة من خمسة أفراد، جميعهم يحملون الجنسية الأميركية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس، المصنفة إرهابية، هجوما غير مسبوق في إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 34568 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس، الأربعاء.