في الوقت الذي يكافح العاملون الصحيون في جميع أنحاء العالم للعثور على ما يكفي من أسرّة المستشفيات والإمدادات الطبية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، تدخلت الصين وكذلك ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهم.
ولكن جهود بكين، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الحكومية "حل الصين لمكافحة الوباء"، كانت لها استجابة متباينة، ويقول المحللون إن "دبلوماسية الكمامات" لن تفعل شيئاً يذكر لإقناع المنتقدين في الغرب، وفق تقرير لموقع "ساوث تشينا مونينغ بوست".
وقبل أسبوعين، ومع بروز إيطاليا كمركز جديد للوباء، أرسلت الصين أول فريق من الخبراء الطبيين وأطنان من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في البلاد. وكان ذلك في الوقت الذي بدا فيه أن الفيروس بدأ يتراجع في الصين.
وقد قدمت الصين، التى توفى فيها أكثر من 3200 شخص بسبب المرض، مساعداتها إلى دول في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا .
وقال لوه تشاو هوى نائب وزير الخارجية الخميس إن بكين قدمت مساعدات عاجلة، بما في ذلك مجموعات الاختبارات والكمامات إلى 83 دولة لأن الصين تتعاطف وترغب فى تقديم ما تستطيع للدول المحتاجة".
بيد أن رد الصين أثار القلق فى الغرب، حيث اتهمها البعض بالسعى لتحويل الانتباه بعيدا عن التستر على تفشى المرض في ووهان، وهو ما يقول بعض خبراء الصحة إنه كان يمكن أن يسرع الاستجابة العالمية ضد الوباء.
وقال مارسين برزيتشودياك المحلل بالمعهد البولندى للشؤون الدولية، إن الدول التي تتلقى إمدادات وخاصة فى وسط وشرق أوروبا ستقدر دعم بكين ولكن هناك مخاوف بشأن الدوافع الاقتصادية والسياسية وراء ذلك.
وقال برزيتشودياك إنه من أجل تأمين هذه الإمدادات الطبية، كان على الحكومات "التعاون مباشرة مع السلطات الصينية لكي تتمكن من طلب السلع الطبية".
وأضاف "من المحتمل أن تكون هناك قيود مثل التأكيد على الرواية الصينية للزعيم الحكيم والنظام السياسي الناجح " التي ساعدت فى التغلب على الفيروس فى الصين من جانب الشركاء الأوروبيين.
والاثنين، وجه جوسيب بوريل، رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تحذيراً بشأن حملة بكين للقوة الناعمة، قائلاً إن أوروبا "يجب أن تدرك أن هناك مكوناً جيوسياسياً للأزمة بما في ذلك الصراع من أجل النفوذ من خلال الغزل وسياسة الكرم".
وقالت ميوا هيرونو، الخبيرة في المساعدات الخارجية الصينية في جامعة ريتسوميكان في اليابان، إنه على عكس المساعدة الطبية التي قدمتها بكين لغرب أفريقيا خلال تفشي الإيبولا في الفترة من 2014 إلى 2016، فإن "دبلوماسية الكمامات" ترتبط بمحاولة الصين الأخذ بزمام القيادة العالمية من خلال تحسين صورتها وتعزيز قوتها الناعمة عبر توفير كمامات".
ووفقاً لهيروينو، من غير المرجح أن تفعل مثل هذه العروض من بكين الكثير لتحسين صورتها في الخارج، فالدول التي تلقت مساعدات قد تقدر ذلك على المدى القصير، لكن على المدى الطويل فإنها ستظل قلقة من سلوك بكين.