زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ينظم للمتظاهرين في النجف
صورة لمقتدى الصدر التقطت نهاية العام الماضي في النجف.

خلال لقائه التلفزيوني الأخير، هدد مقتدى الصدر بـ"فك التجميد عن جيش المهدي"، في حال قرر "القيادات السياسية السنية المتشددة إعادة داعش والمفخخات".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة الشرقية العراقية حول ما إذا كان يعني  "إعادة البطة (موديل من سيارات تويوتا)، قال الصدر ضاحكا "إذا أرادوا إرجاع المفخخات نعم"، وأكد أنه يفكر كثيرا بـ"إعادة جيش المهدي".

جيش المهدي متهم بالمسؤولية عن قتل الآلاف خلال فترة 2006-2009 أو ما يعرف في العراق بفترة الحرب الطائفية.

في تلك الفترة كان معتادا رؤية (البطة) وهي سيارات تويوتا كراون من موديلات 1994-2002 خلال عمليات الخطف.


"أذكر تماما مدى الهلع الذي كان يصيب المارة حينما كانت هذه السيارات تمر"، يقول أحمد زويد، جندي عراقي سابق، لموقع "الحرة".

"كنا نتحاشى إيقافها أو تفتيشها، عادة، سيكون صندوقها الخلفي مليئا بالأسلحة أو الأسوأ، مخطوفين أحياء في طريقهم إلى القتل"، يضيف أحمد، "كان جميع من يمتلك هذه السيارة بنظرنا تهديدا يجب تحاشيه، حتى ممن لا يمتون بصلة لجيش المهدي".

وبعد 11 عاما على اختفاء البطة، وراكبيها مرتدي الأسود وحاملي الأسلحة، يعود اسمها إلى الواجهة مجددا، مرة من قبل مقتدى، ومرة من قبل أنصاره الذين يهددون المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.


وهذا تهديد مرعب في العراق، إذ أن المحطة التالية لمن يركب "البطة" ستكون "السدة" عادة.

والسدة، هي مكان قرب مدينة الشعب شرق بغداد، وارتبط اسمها أيضا بعمليات القتل التي كانت تقوم بها ميليشيات جيش المهدي، فهي، لانعزالها، ومساحتها الواسعة نسبيا، أصبحت طوال سنوات الحرب الطائفية، المكان المفضل للتحقيق مع المختطفين، ومن ثم إعدامهم والتخلص من جثثهم.

اعذرنا..هذه الأخطاء تحدث!!

"كنا نرفع خمسة أو ستة جثث يوميا من السدة، وفي 2007 ارتفع العدد إلى عشرة جثث في اليوم"، يقول ضابط الشرطة (ق.ز) لموقع "الحرة"، مضيفا أن "بعد تفجير حسينية حي العامل مثلا، رفعنا نحو 40 جثة في اليوم على مدى أسبوع كامل".

قد لا تكون هذه الأرقام دقيقة جدا، لكنها تعطي فكرة مرعبة عن كمية القتل التي كانت تحدث في تلك الحقبة.

"مرة رأينا رجلا مفجوعا بابنه، كان شيعيا طلب من جيش المهدي تقويم سلوك ابنه لأنه لا يطيعه، أخذه عناصر الميليشيا وضربوه ضربا مبرحا واتصلوا بأبيه ليأتي ويأخذه، ثم تركوه في السدة، قبل أن يأتي والده مر عناصر آخرون من الميليشيا ورأوا الشاب، فظنوا إن زملائهم جاؤوا به للقتل وتركوه قبل أن يكملوا المهمة، فقتلوه هم"، يضيف الضابط، "قالوا للأب، اعذرنا، هذه الأخطاء تحدث".

 

"لا شيء يضمن الولاء أكثر من الخوف"

"سيقول أي شيء لضمان بقاءه"، يقول الصحفي قاسم محمد لموقع "الحرة"، مضيفا "خلال الفترات الماضية، كان مقتدى الصدر يناور ويقول أي شيء تقريبا لكي يضمن استمرار تأثيره على أتباعه وعلى المشهد، والحرب الطائفية لها تأثير ممتاز بهذا الخصوص".

"لكن من المحزن حقا أنه يستطيع التحدث بهذه الصلافة عن عمليات القتل التي كان يحرض على نفيها باستمرار"، يضيف قاسم "تلك الفترة كانت مرعبة حقا، لكنني أعتقد أن الصدر لن يستطيع أن يعيدها حتى لو أراد، فالتظاهرات والسخرية منه كسرت حاجز الرعب، كما إنه فقد شرعية الحامي وسط الشيعة".

مع هذا، يحرص أنصار الصدر على إظهار ولائهم الكامل له واستعدادهم - وربما حماستهم- لاستخدام القوة لإسكات كل من يعترض على أداء الصدر أو مواقفه.

ويوم أمس، انتشر فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فتيات طفلات يعبثن بصواريخ RPG7 المضادة للدبابات، في ما يبدو منزل أحد أنصار مقتدى الصدر، وأرفق الفيديو بموسيقى حماسية وعبارات مؤيدة لمقتدى وتعلن الاستعداد لـ"فك تجميد جيش المهدي".

ورفع الناشر، الذي يبدو مؤيدا للصدر، الفيديو بعد ساعات من نشره، ولم يتسن للحرة التأكد من الفيديو.

وقالت مصادر لموقع الحرة في 12 من فبراير الماضي إن "أتباع الصدر لا يزالون يمارسون عمليات استهداف ومضايقة المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد والحبوبي في الناصرية على الرغم من قرار حل أصحاب القبعات الزرقاء الذي أعلنه الصدر الثلاثاء".

وتؤكد المصادر أن "معظم عناصر الميليشيات الذين كانوا يستهدفون المتظاهرين في السابق انسحبوا وتركوا هذه المهمة لأنصار الصدر وبعضا من عناصر ميليشيا عصائب أهل الحق الذي يقومون أيضا بهجمات وحملات تشويه على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتزامنت هذه الهجمات مع سلسلة اعتداءات تعرضت لها فتيات شاركن في الاحتجاجات في الأسابيع الماضية، من بينها حالة طعن بالسكين طالت فتاة كانت تتواجد في احدى الخيام بساحة التحرير وسط بغداد الثلاثاء، واتهم أنصار الصدر بالوقوف خلفها.

"إلى أين يريد الصدر الوصول، لا أحد يعرف" يقول قاسم محمد، لكن "السؤال هو إلى أي حد هو مستعد للتمادي، وأنا أعتقد، إلى أبعد حد".

سلوان موميكا يتحدر من بلدة الحمدانية جنوب شرقي مدينة الموصل
سلوان موميكا يتحدر من بلدة الحمدانية جنوب شرقي مدينة الموصل

في مواجهة أمر ترحيل أصدرته السلطات السويدية بحقه، كشف رجل عراقي نفذ عدة عمليات حرق للمصحف، الأربعاء، أنه سيطلب حق اللجوء في النرويج المجاورة.

ونفذ سلوان موميكا، 37 عاما، تلك العمليات في السويد خلال السنوات القليلة الماضية، مما أثار غضبا عارما واحتجاجات في دول إسلامية عدة.

وقال موميكا في مقابلة نشرتها صحيفة "إكسبريسن" السويدية، "أنا في طريقي إلى النرويج".

واعتبر، وفقا للصحيفة، أن السويد "لا تقبل إلا الإرهابيين الذين يمنحون حق اللجوء والحماية، بينما يتم طرد الفلاسفة والمفكرين".

حظيت مقاطع الفيديو الاستفزازية التي بثها موميكا وهو يحرق المصحف بدعاية عالمية وأثارت الغضب والانتقادات في العديد من الدول الإسلامية، ما أدى إلى أعمال شغب واضطرابات في العديد من الأماكن.

ويتم التحقيق معه حاليا من قبل السلطات السويدية بتهمة التحريض ضد المجموعات العرقية في السويد.

ووفقًا لصحيفة إكسبريسن، فإن موميكا كان أحد الأسباب التي أدت إلى تأخير عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، التي تم الانتهاء منها في وقت سابق من هذا الشهر، لعدة أشهر.

وحظيت أفعاله بتغطية إعلامية واسعة النطاق في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، التي استخدمت حق النقض ضد محاولة ستوكهولم للانضمام إلى التحالف العسكري لفترة طويلة.

وألغت سلطات الهجرة السويدية تصريح إقامة موميكا في أكتوبر، قائلة إنه قدم معلومات غير صحيحة بشأن طلبه وسيتم ترحيله إلى العراق.

لكن ترحيله تم تعليقه لأسباب أمنية، لأنه وفقا لموميكا، يمكن أن تكون حياته في خطر إذا أعيد إلى بلده الأصلي.

وذكرت وسائل إعلام سويدية أن موميكا حصل على تصريح إقامة عام 2021. وفيما يتعلق بقرار الترحيل العام الماضي، مُنح موميكا تصريح إقامة مؤقت جديد ينتهي في 16 أبريل، وفقا لصحيفة إكسبريسن.

وقال موميكا للصحيفة: "سأنتقل إلى بلد يرحب بي ويحترمني. السويد لا تحترمني"، مضيفا أنه دخل بالفعل إلى النرويج وكان في طريقه إلى العاصمة أوسلو.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات النرويجية، بحسب ما أوردت "أسوشيتد برس".