وارن تعرضت لهزيمة محرجة في ولايتها
وارن تعرضت لهزيمة محرجة في ولايتها

انتهى  "الثلاثاء الكبير" في سباق الرئاسة الأميركية بمفاجآت وعِبر يمكن تلخيصها في التالي:

مفاجآة بايدن

سجل جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق، سلسلة انتصارات كبيرة في "الثلاثاء الكبير" متقدما على أقرب منافسيه الديمقراطيين سناتور فيرمونت بيرني ساندرز.

وتمثل هذه النتائج فوزا كبيرا لبايدن في مواجهة بقية المرشحين، فقبل أسبوع فقط كانت حملته على وشك الانهيار بعد العروض الضعيفة في أول ثلاث مسابقات ترشيح في آيوا ونيو هامشير ونيفادا.

ويبدو أن فوز بايدن في ولاية ساوث كارولاينا يوم السبت أحيا حظوظه في المنافسة، فضلا عن انسحاب متنافسين اثنين قبل ساعات من بدء السباق.

ما دعمه أيضا أن 29 في المئة من الناخبين قرروا لمن سيصوتون فقط خلال الأيام القليلة الماضية، وقد صوت 47 في المئة منهم لبايدن وهي ضعف نسبة المصوتين لغريمه سناتور فيرمونت، بحسب نتائج استطلاع أجرته "أن بي سي".

والنجاح الذي حققه بايدن في أوساط الأميركيين من أصول أفريقية في معركة ساوث كارولاينا يوم 28 فبراير انعكس أيضا في حصده أصوات هذه الفئة في نورث كارولاينا وفرجينيا يوم "الثلاثاء الكبير".

بلومبرغ "لم يهزم ترامب"

عمدة نيويورك السابق الملياردير مايكل بلومبرغ كان يعول على فشل حملة بايدن ليكون هو المرشح الوسطي الذي يحل مكانه، لكن بعد المفاجأة التي حققها بايدن، اضطر للانسحاب من السباق.

فاز بلومبرغ فقط بـ16 في المئة من أصوات المعتدلين والمحافظين، و13 في المئة من أصوت المستقلين و17 في المئة من أصوت كبار السن.

أنفق بلومبيرغ أكثر من 500 مليون دولار أميركي على سباقه الترشح، ليتجاوز بهذا معدل إنفاق أي مرشح رئاسي آخر، لكنه لم يفز في أي من الولايات التي ترشح فيها عدا ولاية "ساموا الأميركية" التي أنفق فيها أقل من 2000 دولار.

وقال بلومبيرغ في تغريدة: "قبل ثلاثة أشهر دخلت السباق لأهزم ترامب، والآن أغادره لنفس السبب، هزيمة ترامب تتطلب منا أن نتوحد خلف مرشح يمكن أن يفعلها". معلنا دعمه للمرشح جو بايدن.

هذا الموقف علق عليه ترامب ساخرا في تغريدة الأربعاء، إذ كتب على لسان بلومبرغ: "قبل ثلاثة أشهر دخلت السباق لهزيمة دونالد ترامب وفشلت فشلا ذريعا":

 

مخاوف ساندرز

على الرغم من النجاح والزخم الذي حققته حملة ساندرز الذي فاز بولايتين من أصل ثلاث ولايات قبل "الثلاثاء الكبير" إلا أنه تلقى ضربة كبيرة من بايدن يوم الثلاثاء.

ساندرز الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الناخبين الشباب، حقق بعض النتائج المخيبة لحملته في "الثلاثاء الكبير"،  أهما خسارته ولاتين فاز بها في سباق 2016.

الأولى هي أوكلاهوما التي فاز بها بفارق 10 نقاط في السباق الماضي، ومينيسوتا في الوسط الغربي، وفشله في الأخيرة قد يؤثر سلبا على حظوظه في ولايات الوسط الغربي التي لم تصوت بعد (ويسكنسن، ميشيغان، إنديانا).

خسر أيضا ماساتسوشتس التي ذهب إليها في الساعات الأخيرة، وتكساس التي كان الأقرب للفوز بها وبها أكبر عدد كبير من المندوبين، بعد كاليفورنيا.

وارن تنهار

سناتورة ماساتسوشتس إليزابيث وارن التي حلت في صدراة استطلاعات الرأي الصيف الماضي، تراجعت مع احتدام المسابقة في الشهور الأخيرة، وحلت في مراكز متأخرة في سباقات آيوا ونيوهامشير ونيفادا وساوث كارولاينا وانعكس ذلك أيضا على أدائها في "الثلاثاء الكبير".

وفي خسارة محرجة، حلت السناتورة التقدمية في المركز الثالث في الولاية التي تتحدر منها، ويرجع ذلك لانقسام أصوات اليسار بينها وبين ساندرز، وفي نهاية المطاف فاز بالولاية جو بايدن، بعد أن نجح في استمالة كبار السن والمعتدلين والأميركيين من أصول أفريقية وبعض الليبراليين.

وحلت وارن في المركز الثالث ولم تنجح في تخطي عتبة 15 في المئة لتحصل على أصوات مندوبين في العديد من الولايات.

النتائج كانت مخيبة للسناتورة التي أبهرت الناخبين اليساريين في بداية السباق بتركيزها على المشكلات الأساسية للطبقة المتوسطة، من المتوقع أن تواجه ضغوطا من مؤيدي ساندرز للانسحاب من السباق.

ليس المال وحده

أنفق بلومبرغ ومرشح آخر غير معروف هو توم ستيير ملايين الدولارت على حملتيهما ومع ذلك لم يحققا النجاح المتوقع وخرجا من السباق.

أنفق بلومبرغ 500 مليون دولار، منها 60 مليون دولار في ولايات "الثلاثاء الكبير"، في حين لم يتجاوز إنفاق بايدن مليون دولار على هذه الولايات ولم يكن لديه العديد من المتطوعين على الأرض.