ما حقيقة التغلغل الشيعي في دول المغرب العربي؟
ما حقيقة التغلغل الشيعي في دول المغرب العربي؟

إلى قبيلة أوربة ساروا، ينشرون دعوتهم ويعرفون الناس بمذهب آل البيت. وأوربة هذه، قبيلة انتشرت وتفرعت شمال المغرب الأقصى. إنهم الدعاة الأوائل للمذهب الشيعي في بلاد المغرب العربي، حسبما روته كتب الباحثين في تاريخ التشيع في هذه المنطقة.

مضت قرون طويلة، تغيرت خلالها خريطة المذاهب الدينية في منطقة المغرب العربي التي تلاشى فيها حضور الشيعة برحيل الفاطميين عن المنصورية بتونس، وبنائهم للقاهرة عاصمة جديدة لدولتهم.

تعددت روايات دخول المذهب الشيعي إلى المنطقة المغاربية، ولكن ما يتفق عليه هو أن التشيع له جذوره في المغرب العربي، وهي جذور تعود إلى الدولة الفاطمية أو ما قبلها، كما يقول الباحث الجزائري وصاحب كتاب "أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر" أنور مالك، في حديث لموقع قناة "الحرة".

إلا أن التشيع عاد من جديد إلى المنطقة مع قيام الثورة الإيرانية، والحديث هنا لمالك، حيث ساهم البعد الاسلامي الذي منحه آية الله الخميني للثورة آنذاك، إضافة إلى رفع الثورة لشعارات معادية لأميركا، والبعد العاطفي للشعوب العربية والمغاربية خصوصا، جعل الكثير من الناس ينتسبون إلى المذهب الشيعي.

انتشار التشيع في شمال إفريقيا

لا توجد أرقام وإحصائيات دقيقة لأعداد الشيعة في شمال إفريقيا، حيث يقدرون بمئات الآلاف في دول الجزائر وتونس والمغرب. لكن الباحث التونسي في "التشيع" نور الدين المباركي يقول لموقع "الحرة" نقلا عن التيجاني السماوي، وهو أحد كبار رموز الشيعة في تونس، إن عددهم في تونس لوحدها يقدر بمئات الآلاف.

وأشار التيجاني في حديث لإحدى وكالات الأنباء إلى أن المذهب "الشيعي انقرض منذ عهد الفاطميين ولم يعد له أثر، لكنه ظهر من جديد، ليس بالطريقة الفاطمية التي كانت اسماعيلية، وإنما بالطريقة الحقيقية لمذهب الإمامية الإثني عشرية الجعفرية".

عوامل انتشار المذهب الشيعي

 قيام الثورة التونسية في يناير/كانون الثاني2011 نتج عنه إرساء مناخ جديد للحريات في المنطقة. وأقبل الشيعة في تونس على تكوين الجمعيات ونشر الصحف التي تدعو إلى مذهب "آل البيت".

فعندما تتشيع "عائلات بأكملها وعندما يجهرون بانتمائهم الديني ويكونون الحسينيات والجمعيات، وعندما يشترط الشيعي لدى تقدمه لخطبة فتاة، أن تكون شيعية، فهذا يدل على أن الدخول في مذهب آل البيت بات يزداد ويقبل الناس على المذهب الشيعي ويمارسون عقائدهم دون خوف او تستر"، يقول سياسي تونسي شيعي رفض الكشف عن اسمه لموقع "الحرة".

 

"هناك أطرافا عدة تعبر عن المرجعية السنية في المنطقة...ولكل مقاربته في فهم الاسلام... كل هذا الإرباك، مثل مدخلا لدعاة الشيعة لنشر مذهبهم"
الباحث التونسي نورالدين المباركي

​​

ويوضح الباحث التونسي نور الدين المباركي، أن هناك أطرافا عدة تعبر عن المرجعية السنية في المنطقة وهي الأنظمة الحاكمة وحركات الإسلام السياسي والتيارات الجهادية والتكفيرية. ويضيف "لكل طرف مقاربته في فهم الإسلام، مقاربة تتحول أحيانا إلى تهم متبادلة واتهامات متكررة. كل هذا الإرباك، مثل مدخلا لدعاة الشيعة لنشر مذهبهم". 

تشيع سياسي أم عقائدي

 اقترن "التشيع" في منطقة المغرب العربي، في أذهان الكثيرين بإيران. ارتباط إيران ومن خلفها حزب الله اللبناني بشعارات المقاومة والصمود أمام ما يسمونه بالهجمة "الإمبريالية الأميركية على العالم العربي والإسلامي"، جعل الكثيرين يتقربون من المذهب الشيعي وينتسبون إليه ليتداخل بذلك السياسي بالعقائدي ويصبح الايمان بالمذهب الشيعي لدى الكثيرين مرادفا للإيمان بولاية الفقيه.

 ويقول مالك إن قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وحرب تموز 2006 التي روج فيها لانتصارات عسكرية حققها حزب الله اللبناني على إسرائيل، دفع بالكثير من الناس إلى اعتناق المذهب الشيعي.
 

 

 

"جهرت بانتمائي للمذهب الشيعي في التسعينيات من القرن الماضي، في وقت كانت تقطع فيه الرؤوس"
عبد النبي الشراط

​​

الباحث الجزائري يرى أن وسائل الإعلام روجت بدورها لهذه الظاهرة، كما أن "تسامح أجهزة الدولة والتفات علماء السنة للدفاع عن أنظمة الحكم القائمة، جعل ظاهرة التشيع تنتشر بكثرة في أوساط الشباب المغاربي وخصوصا في الجامعات"، مشيرا لانتشار ظاهرة زواج المتعة الذي بات بابا يدخل منه الكثيرون في المذهب الشيعي، على حد قوله.
 
  أما الباحث المغربي عبد النبي الشراط، فيقول إن "الخلاف القائم بين السنة والشيعة اليوم، هو خلاف سياسي بدرجة أولى امتد منذ حادثة السقيفة إلى يومنا هذا ولم يكن قط خلافا عقائديا. فالجميع مسلمون يؤدون الصلوات نفسها ويحجون البيت نفسه ولا يفترقون في شيء في أصول الشريعة".

​​

 

​​

في المقابل، ترتفع أصوات في بلدان شمال إفريقيا تحذر من وجود "مخطط لبث روح الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد وزرع بذور أزمة طائفية في المنطقة، تكون لاحقا مطية لدوائر أجنبية للتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة".

ويتهم أنور مالك الحكومات وعلى رأسها الحكومة الجزائرية بالتقصير في مواجهة ما أسماه بالـ"مد الشيعي"، مؤكدا أن أعدادا كبيرة من المتشيعين باتوا يجاهرون بعقيدتهم في مدن باتنة وتبسة والشريعة وتيموشن وغيرها.

 فإيران "تستغل حب المسلمين في المنطقة لآل البيت كي تنفذ مخططها الصفوي"، يقول مالك، الذي يرى بأن ما يحدث هو "تشيع" سياسي بالأساس، و"ما يقال من ترك شيعة المغرب العربي للطعن في الصحابة وادعاء حبهم والدفاع عنهم، يدخل في إطار التقية التي عرف بها الشيعة".

ويشير الباحث الجزائري إلى أن هناك "مخططات لتجزئة المتجزئ وخلق طوائف جديدة في المنطقة يسهل من خلالها التدخل في شؤونها، كل هذا تحركه دوائر أجنبية لها مصلحة في ضرب استقرار المنطقة" وتخدم ما أسماه بالمشروع الصفوي الايراني.

 مالك تحدث عن اختراق إيران للجماعة الإسلامية المسلحة أثناء الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر إبان العشرية السوداء، أواخر القرن الماضي. 

ويؤكد أن آخر أمراء الجماعة المسلحة، الذي قاسمه الزنزانة نفسها في السجن، كان شيعيا وكان مدعوما من طهران.

الباحث الجزائري ​​أنور مالك:
 

​​
  من جهته، يرى الباحث التونسي نور الدين المباركي أن المراكز الثقافية التابعة لسفارات إيران في المنطقة تقوم بدور خفي في نشر "التشيع" في هذه الدول عبر تقديم التمويلات وتكوين الوعاظ والأتباع.

 لكن الباحث المغربي الشراط والسياسي التونسي الشيعي الذي رفض كشف اسمه، ينفيان تماما وجود أي دور لإيران خلف ظاهرة "التشيع". إذ يقول السياسي التونسي إن "الأولى بإيران، إن كانت ترغب فعلا في نشر التشيع، أن تلتفت إلى مواطنيها من السنة في إقليم الأهواز بدل إنفاق أموال طائلة على نشر المذهب الشيعي في تونس كما يدعون".

 من جهته، يفيد عبد النبي الشراط بأن من يحيي الفتنة اليوم بين الشيعة والسنة هم بعض علماء  الدين، من كلا الفريقين، "لا يملكون من العلم والمعرفة ما يخول لهم إصدار الفتاوى على شاشات التلفزيون، فهذا شق يكفر الشيعة ويخرجهم من الملة وهذا شق يكفر من لا يؤمن بأحقية آل البيت في تولي الخلافة وبإمامة آل البيت وعصمتهم، وكلاهما على خطأ".

​​الباحث المغربي عبد النبي الشراط:
​​

​​

 كما ينفي أن يكون ولاء الشيعة في المغرب لطهران وهم "لا يتخذون من قم قبلة لهم، ومن يفعل ذلك فهو ليس من شيعة آل البيت في شيء. ولاؤنا هو لأوطاننا، لا نلعن الصحابة ولا ندعو إلى الفتنة ومن يفعل غير ذلك فهو مردود عليه".

حرية المعتقد وحرية التعبير

 "جهرتُ بانتمائي للمذهب الشيعي في التسعينيات من القرن الماضي، في وقت كانت تقطع فيه الرؤوس"، يقول عبد النبي الشراط الذي يشدد على أن لكل شخص الحرية في اختيار المعتقد الذي يريد، كما يدافع عن انتماء وولاء المغاربة لبلدهم وليس لطهران.

 ادعاء مردود على أصحابه، يقول أنور مالك، فـ"حرية التعبير وحرية المعتقد مضمونة للجميع عندما تنسجم مع المواثيق الدولية. هذه المواثيق تجرم أيضا نشر الكراهية والطعن في مقدسات الأخرين".

 ويضيف مالك أن ما ينشر في المنطقة المغاربية من "تشيع" هو ليس بهدف التعبد بل هو "لبث روح التحريض كما أن الطعن في مقدسات الآخرين لا يمت لحرية التعبد بشيء".

ورغم اختلافهما حول جوهر الموضوع، إلا أن مالك والشراط يتفقان على أن هناك خلطا في المفاهيم لدى المتشيعين في بلدان المغرب العربي، حيث لا يفرق البعض بين "التشيع الديني" إلى آل البيت و"التشيع السياسي" الذي تسعى إيران إلى نشره، حسب قولهما، الأمر الذي يجعل حرية المعتقد لدى البعض، تمثل انتهاكا لأمن الدولة واستقرارها لدى البعض الآخر.

المزيد

 

تأتي عمليات الاحتيال على غفلة وفي وقت غير متوقع، ويقع في شراكها الناس من مختلف والأعمار ومستويات الدخل والجنسيات.

ويرى دارسون لهذا الظاهرة المرفوضة والمنبوذة، أن الاحتيال او المحتال انما هو نتيجة تنامي القيم المادية على القيم المجتمعية والثقافية والمصلحة العامة.

ومايجب ان نعرفه أن كل شخص منا معرّض لعمليات الاحتيال، التي عادة ماتنجح  لأنها تبدو حقيقية للمُستغفل في غالب الاحيان.

فأساليب عصابات النصب والاحتيال في العراق مثلا ، تطورت بشكل لافت مؤخراً للإيقاع بالضحايا، عبر طرق قد لا تخطر على بال احد ومنها التمثيل.

ويستغل المحتالون ايضا التقنية الحديثة، ومواقع التواصل لخلق قصص يمكن تصديقها من شأنها إقناعك بتقديم مالك أو تفاصيلك الشخصية.

وينتحل المحتالون صفة موظفين حكوميين، ويطلقون ادعاءات كاذبة أو يستخدمون تهديدات بفرض غرامات مثلاً والاعتقال لإخافة ضحيتهم وحملهم على دفع المال... فهل وقعتم في شراك عملية احتيال؟ وماهي برأيكم اسباب الاحتيال وهل لها علاج؟