قاآني لم يلتق بالسياسيين السنة أو الأكراد خلال زيارته لبغداد بخلاف سليماني
زيارة قآني للعراق تزامنت مع هجوم هو الأعنف منذ 10 أعوام استهدف السفارة الأميركية في بغداد

حمل قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني مجموعة أوامر للميليشيات الموالية لطهران في العراق، خلال زيارته الأخيرة غير المعلنة لبغداد هذا الأسبوع، وفقا لمصادر مطلعة على الزيارة، في وقت رأى مراقبون أن خليفة قاسم سليماني يحاول ضبط إيقاع اتباع طهران في العراق خلال المرحلة المقبلة.

وتواجه المليشيات الموالية لإيران في العراق مرحلة بالغة الصعوبة، منذ مقتل  سليماني القائد السابق لفيلق القدس، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في يناير الماضي.

وقال مصدر سياسي مطلع على تفاصيل زيارة قاآني، لموقع "الحرة" إن المسؤول الإيراني اجتمع في بغداد من قادة أربع ميليشيات في بغداد، وطلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أميركية في العراق في حال تم استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة.

والقادة الأربعة الذي جلسوا مع قاآني وفقا للمصدر، هم كل من زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وأمين عام "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي وقائد كتائب حزب الله أحمد الحميداوي وزعيم ميليشيا النجباء أكرم الكعبي، وجميعهم مصنفون على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.

من جهته أكد مصدر سياسي من داخل هيئة الحشد الشعبي، التي تضم فصائل موالية لطهران، لموقع "الحرة" أن الميليشيات المذكورة أعلاه عمدت ومنذ خمسة أيام إلى إفراغ مقراتها في بغداد وباقي مدن العراق، تحسبا لأية ضربات أميركية محتملة.

وتزامنت زيارة قاآني للعراق مع هجوم هو الأعنف منذ 10 أعوام استهدف الأحد السفارة الأميركية في بغداد بواسطة نحو 21 صاروخ كاتيوشا، لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية.

وقال الباحث والمحلل السياسي، إياد العناز، إن "المشهد السياسي العراقي يبقى رهينة تجاذبات إقليمية ودولية ورهينة للمليشيات الولائية المرتبطة بالنظام الإيراني والتي تعمل على أن تكون جزءا حيويا من رسم ملامح المشروع السياسي الإيراني في العراق بما يحقق مصالح وأهداف طهران في مجمل علاقتها الحالية والإرهاصات والمناكفات مع الولايات المتحدة الأميركية."

ورأى العناز في حديث لموقع "الحرة" أن "إنفاذ الإجراءات المتخذة من قبل حكومة بغداد بالسيطرة على الأوضاع الأمنية ومسك الأرض ومنع الفصائل المسلحة من أي إجراءات ميدانية تؤثر على طبيعة الحالة القائمة".

وأشار العناز إلى أن زيارة قاآني إلى بغداد "تأتي جزءاً مكملا للدور الإيراني، ولذلك تصاعدت الأحداث والتهديدات المباشرة بعد الزيارة".

ودعا الحكومة العراقية إلى أن تلعب "دورا حاسما"، معتبرا أن "الواقع الميداني يؤشر إلى عدم إمكانية تحقيق الغايات المطلوبة بسبب استمرار الهيمنة والنفوذ الإيراني واستمرار دعمها للمليشيات الولائية".

بدوره، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي، أحمد الياسري، في حديث لموقع "الحرة"، أن "زيارة قاآني إلى العراق جاءت لضبط إيقاع فصائل الحشد الشعبي، إذ أن ضابط الإيقاع وهو سليماني، قتل، والمليشيات تواجه اليوم خطر فسخ العقد الذي يربطها ببعضها البعض".

واعتبر الياسري أن "قاآني لا يمتلك الخبرة الكافية في العراق، إذ انحصر عمله الميداني والعسكري في سوريا، ونزوله إلى بغداد هو محاولة لضبط داخلي بعد مؤشرات حول انفلات عقد المليشيات في الداخل العراقي".

ولفت إلى أن "هناك حظرا مؤقتا لاستهداف البعثات والمصالح الأميركية في العراق، وذلك حتى تولي بايدن منصبه، إذ يخشى الإيرانيون استهداف العمق الأمني الخاص بهم من قبل إدارة ترامب، لاسيما بعد مقتل العالم النووي فخري زاده"، مضيفا أن "طهران تسعى جاهدة إلى محاولة ضبط استهداف البعثات الدبلوماسية لواشنطن".

وقال الياسري إن "هناك رسالة مزدوجة تنوي طهران إيصالها لبغداد وواشنطن، مفادها أن أمن العراق في يدنا، والثانية نيتها بضبط المليشيات وتهدئة الأمور".

وتأتي  تحركات قاآني في ظل توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، بالتزامن مع استمرار استهداف المصالح الأميركية في العراق من قبل ميليشيات موالية لطهران.

واستُهدفت السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019. 

وحمل مسؤولون غربيون وعراقيون جماعات متشددة بينها "كتائب حزب الله" الموالية لإيران مسؤوليتها. 

وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أميركيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات.

وكشف مسؤول أميركي لرويترز، الأربعاء، أن "كبار مسؤولي الأمن القومي اجتمعوا في البيت الأبيض واتفقوا على مجموعة من الخيارات المقترحة لردع أي هجوم على أفراد عسكريين أو دبلوماسيين أميركيين في العراق".

وذكر موقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة تدرس إغلاق سفارتها في بغداد بسرعة بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في العراق من قبل فصائل تدعمها إيران، بحسب مصدرين مطلعين على المناقشات.

وأشار إلى أنه في حال تم إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، سيتم نقل السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر، إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان شمالي العراق، أو إلى قاعدة الأسد الجوية في غربي العراق.

والاثنين، أبحرت غواصة نووية أميركية في مضيق هرمز في عرض جديد للقوة حيال إيران مع اقتراب ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بطائرة مسيرة أميركية في العراق.

كما تتواجد حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية نوفمبر، كما حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز "بي 52" في المنطقة مؤخرا في استعراض للقوة موجه لإيران وحلفائها. 

عيد الغدير هو اليوم الذي عين فيه النبي محمد ابن عمه علي خليفة للمسلمين. أرشيفية
عيد الغدير هو اليوم الذي عين فيه النبي محمد ابن عمه علي خليفة للمسلمين. أرشيفية

طالب زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق، مقتدى الصدر الجمعة، باعتماد الثامن عشر من ذي الحجة بحسب التقويم الهجري عطلة لـ"عيد الغدير".

وقال في كلمة متلفزة أن عيد "الغدير درء للطائفية وتفعيل للتعايش السلمي" بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع".

ويحتفل أفراد الطائفة الشيعة في عيد الغدير وتقول الروايات الشيعية إنه اليوم الذي خطب فيه النبي محمد "خطبة الوداع" وعين فيها ابن عمه علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين من بعده.

وقال الصدر إنه "بعد إكمال الصيام في رمضان يأتي عيد الفطر، وبعد إتمام الحج يأتي عيد الأضحى"، مشيرا إل أن "الله" في القرآن وصف عيد الغدير بأنه "إكمال الدين وإتمام النعمة ومن هنا ينبغي جعل الثامن عشر من ذي الحجة عطلة".

وأردف أن "عيد الغدير تمثيل الرسول لوصيته للأمام علي"، مضيفا "إذا صوت أعضاء البرلمان على هذا فأقدم لهم الشكر، وإن لم يصوتوا فسيكون بسنتهم وشيعتهم النبي محمد والإمام علي خصمهم"، بحسب تقرير نشره موقع "شفق" العراقي.

ومنذ مطلع مايو، يبحث البرلمان العراقي مشروع قانون "عيد الغدير" الذي ينص على اعتماد المناسبة عطلة رسمية في البلاد، وهو ما يثير خلافات داخل الأوساط السياسية العراقية سواء "الشيعية الشيعية" أو "الشيعية السنية" في بلد يضم طوائف متعددة وشهد في السنوات الماضية حربا طائفية تسببت بمقتل الآلاف.

ووفق موقع "السومرية" توافد أنصار التيار الصدري إلى منطقة الشعلة، الجمعة، غربي بغداد، استعدادا لـ"الصلاة الموحَّدة"، والتي دعا إلى الصدر "دعما لعطلة الغدير"، وسط استعدادات أمنية.

وقدم الصدر شكره في منشور عبر حسابه في منصة "إكس"، وقال "شكرا لعشاق الغدير".

ومنذ عدة سنوات تتحدث القوى السياسية عن قرب تشريع قانون للعطل الرسمية في العراق، لكنه لم ير النور حتى اللحظة نتيجة الخلافات بشأن عدد من من المناسبات، ومنها عيد الغدير.

وفي الـ19 من أبريل الماضي، كان الصدر قد كرر مطالبته البرلمان بتشريع قانون يعطل الدوام الرسمي في عيد الغدير.

وصدرت انتقادات عديدة من قوى سنية لمساعي تشريع قانون عطلة "عيد الغدير" لاعتقادها أنه قد يثير "الحساسيات" والمشاكل، ومخاوف من تحول النظام في العراق إلى "ثيوقراطي".

واقترح البعض أن تتولى مجلس المحافظات تشريع قوانين يتلائم مع توجهات ساكنيها، ويمنح القانون العراقي بالفعل الحكومات المحلية السلطة لإعلان يوم عطلة تقتصر على ساكني المدينة دون غيرها لأسباب مختلفة.

ويقع العراق "في صدارة البلدان التي تعطل الدوام الرسمي للقطاعين الخاص والعام في مناسبات وطنية ودينية متنوعة"، كما جاء في تقرير نشرته شبكة المستشارين العراقيين الميدانيين، وتتم "إضافة عطل مفاجئة غالبا ما تفرضها أوضاع أمنية أو سياسية أو دينية أو جوية".

قانون عطلة "عيد الغدير" يثير ضجة في العراق
لا يزال مشروع قانون "عيد الغدير" والذي ينص على اعتماد المناسبة عطلة رسمية في البلاد، يثير الخلافات داخل الأوساط السياسية العراقية سواء "الشيعية الشيعية" أو "الشيعية السنية" في بلد يضم طوائف متعددة وشهد في السنوات الماضية حربا طائفية تسببت بمقتل الالاف.

وبحسب التقرير فإن هذه العطل "تكلف العراق 2.5 مليار دولار شهريا". كما أنها "باتت تسبب كسادا واضحا من جهة، وتراجعا كبيرا في المستوى التعليمي من جهة أخرى، ناهيك عن تأخير عدة مشاريع مهمة في الإعمار والتنمية".

وأشار التقرير إلى أنه "لا يمكن للدولة النهوض والتطور بهذا العدد غير المجدي من العطل، باستثناء بعض المناسبات اللازمة نظرا لرمزيتها".

وخلال السنوات الماضية عقد البرلمان العراقي جلسات عديدة لمناقشة قانون العطل الرسمية في العراق. لكن، تلك الجلسات لم تتمكن من حل مشكلة كثرة العطل الرسمية بل فاقمتها، فكل ديانة وطائفة وقومية كانت تقترح عطلا جديدة، وتحاول تعويضها عبر إلغاء أيام عطل أخرى.