حاخامات يصلون في حائط المبكي من إجل إنهاء فيروس كورونا
حاخامات يصلون في حائط المبكي من إجل إنهاء فيروس كورونا

مع الانتشار المتزايد لفيروس كورونا "كوفيد-19" حول العالم وما نجم عنه من مخاوف غير مسبوقة، دخلت الديانات السماوية على الخط لتقديم إرشادات لتابعيها حول كيفية الاستجابة للفيروس والتصدي له، وصف بعضها بأنه "غريب" ولا يستند إلى أسس علمية.

من احتساء المشروب الكحولي "كورونا" وبث القداديس الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاقتداء بالمسلمين الأوائل، كلها تعليمات وضعتها المراجع الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية لمواجهة فيروس كورونا المستجد. 

وارتفعت في إسرائيل أعداد المصابين بالفيروس إلى 39، إحداها خطيرة، بينما سجلت الأراضي الفلسطينية 26 حالة، معظمها في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

تعددت نصائح الحاخامات اليهود لأتباعهم حول كيفية مواجهتهم للفيروس، منهم من قدم نصائح بدت غريبة بينما استند آخرون إلى العلم. 

وزع أحد الحاخامات اليهود المشروب الكحولي "كورونا" على المؤمنين، طالبا منهم احتساءها والدعاء إلى الله أن يحد من انتشار الوباء. 

وطلب الحاخامات أيضا من المؤمنين تجنب الذهاب إلى الكنيس والاستماع إلى الصلاة، وتحديدا لقصة الملكة استير التي عادة ما تقرأ خلال احتفالات عيد "المساخر"، عبر الإذاعات. 

وألغيت في إسرائيل معظم الاحتفالات العامة للعيد الذي يبدأ مساء الاثنين.

وحاول بعض الحاخامات إيجاد تفسيرات دينية للفيروس المستجد في مقاطع فيديو نشروها عبر الشبكة العنكبوتية. 

وقال الحاخام زامير كوهين الذي يخضع للحجر الصحي "الفيروس نتيجة طبيعية لأن غير اليهود يأكلون أي شيء". 

وطرح الحاخام مئير معزوز تفسيرا آخر يتعلق بالشذوذ الجنسي إذ يرى "أن الله ينتقم من الشخص الذي يقدم على أفعال غير طبيعية". 

وذهب الحاخام الناطق بالفرنسية المتشدد رون تشابا بعيدا معتبرا الوباء "علامة على ظهور السيد المسيح". 

وقال في شريط فيديو نشر على موقع "يوتيوب" وحصد أكثر من 50 ألف مشاهدة إن "جميع العلامات التي تحذر من مجيء المسيح أصبحت ظاهرة للعيان الآن ومتوفرة، من المأساة أن نظل غير مبالين". 

وبدا الحاخام شلومو آفنر مختلفا إذ نصح الناس بأن "يذهبوا إلى الطبيب" وأنها أفضل طريقة للحماية من المرض. 

وقال "الأطباء هم مبعوثو الله لعلاج الأمراض". 

ورأى كبير الحاخامات في إسرائيل ديفيد لاو، أنه لا يوجد التزام ديني أهم من احترام الحياة إذ قال إن اتباع توجيهات وزارة الصحة "واجب ديني". 

ورفعت إسرائيل عدد الدول التي فرضت على الواصلين منها الحجر الصحي إلى ست. 

قداس افتراضي 

وفي الأراضي الفلسطينية أعلنت حالة الطوارئ لمدة 30 يوما. 

وأغلقت كنيسة المهد وهي الوجهة السياحية الأهم لمسيحي العالم أبوابها، عصر الخميس، بينما وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تعليماتها لأئمة المساجد لإغلاقها.

ويقتصر إغلاق المساجد بالكامل على بيت لحم بينما بقيت مساجد الضفة الغربية مفتوحة وفق ضوابط محددة. 

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إنه "يحظر على الإسرائيليين والفلسطينيين دخول المدينة والخروج منها".

ودعت بطريركية القدس للاتين في بيان وزعته، جميع كهنة الرعايا إلى تنظيم القداديس المباشرة لرعاياهم من خلال وسائل الإعلام. 

ووضعت البطريركية مجموعة من القواعد التي أوجبت اتباعها. 

وأعفى البيان من المشاركة الجماعية في قداس الأحد، مع إمكانية الاحتفال بالقداديس ضمن مجموعات لا تزيد عن 15 شخصا فقط، مع وجود مسافة لا تقل عن متر واحد بين الشخص والآخر. 

وطالبت البطريركية أن يقدم القربان باليد لا بالفم كما هو متبع. 

وختمت البطريركية تعاليمها بتشجيع الجميع على الصلاة في المنزل وقراءة الكتاب المقدس والاستمرار في الصوم. 

وبدأت الطوائف المسيحية في الأراضي المقدسة الصوم الأربعيني الذي يسبق احتفالات عيد الفصح. 

ومن المتوقع أن تتأثر هذه الاحتفالات بالمخاوف السائدة بسبب الفيروس المستجد. 

واجب شرعي 

وفي القدس، شرعت طواقم دائرة الأوقاف الإسلامية في عملية تنظيف شاملة لباحات المسجد الأقصى والمصليات الداخلية.

واعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين الاحتياط وتجنب نقل عدوى المرض الوبائي من خلال الحجر الصحي "واجبا شرعيا". 

وأهاب المفتي في مقابلة بثتها إذاعة محلية بالمواطنين اتخاذ الإجراءات واتباع تعليمات وزارة الصحة. 

وشدد المفتي على "المحافظة على الأبدان من الضرورات الخمسة في الشريعة".

واستعان حسين بالقول المأثور "سلامة الأبدان مقدمة على صحة الأديان" في إشارة إلى أوامر الدين الإسلامي لاتباعه بأخذ سبل الحيطة والحذر عند انتشار مثل هذه الأوبئة. 

وأعلنت السلطة الفلسطينية إغلاق المؤسسات التعليمية والمواقع السياحية كما منعت التنقل بين المحافظات ليقتصر على الحالات الطارئة. 

وفي بلدة بيتونيا قرب مدينة رام الله، التقت وكالة فرانس برس مدير معهد إعداد الدعاة في وزارة الأوقاف الفلسطينية، الشيخ ماجد صقر. 

اعتبر صقر نقل العدوى إلى الآخرين "إثما" يحاسب عليه الشخص المصاب إذا تعمد ذلك، خاصة وأن الإسلام حث على النظافة. 

واستشهد الشيخ في حديثه ما نقل عن عمر بن الخطاب عندما جاء الى القدس فاتحا، يشير صقر إلى انتشار الطاعون في تلك الحقبة، فما كان من النبي محمد إلا أن قال "إذا وقع الطاعون في بلد (الطاعون بمعنى كل مرض معد) فلا تدخلوها وإذا كنتم فيه لا تخرجوا منه". 

وأكد مدير معهد إعداد الدعاة على أن الحجر الصحي ضرورة دينية وشرعية ووطنية في حال أصيب الإنسان، مشيرا إلى أن جميع الأديان اتفقت على ذلك. 

العالم الصيني يعتصم بعد منعه من دخول المختبر
العالم الصيني يعتصم بعد منعه من دخول المختبر

نظم أول عالم ينشر سلسلة بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد (سارس-كوف-2) في الصين اعتصاما احتجاجا على إبعاد السلطات له من مختبره.

ونشر عالم الفيروسات، تشانغ يونغ تشن، بيانا عبر الإنترنت، الاثنين، قال فيه إنه تلقى إخطارا مفاجئا مع فريقه بطردهم من مختبرهم، وهو القرار الأحدث في سلسلة من النكسات وخفض الرتبة الوظيفية والإقصاء منذ نشر السلسلة لأول مرة في أوائل يناير 2020.

وتظهر هذه الخطوة سعي الحكومة الصينية المتواصل للضغط على العلماء وتقييدهم، لتجنب التدقيق في طريقة تعاملها مع تفشي فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.

ونشر تشانغ البيان على منصة التواصل الاجتماعي الصينية "ويبو"، لكنه حذفه لاحقا. وكتب تشانغ في بيانه الاحتجاجي، أنه معتصم خارج معمله منذ الأحد، رغم هطول الأمطار.

وقال عندما تم الاتصال به عبر الهاتف، الثلاثاء، إنه "من غير المناسب" بالنسبة له أن يتحدث، لكن أحد معاونيه أكد لوكالة أسوشيتد برس الاثنين أن الاعتصام مستمر.

وفي بيان عبر الإنترنت، قال مركز شنغهاي للصحة العامة إنه تم تجديد مختبر تشانغ وتم إغلاقه "لأسباب تتعلق بالسلامة".

وأضاف المركز أنه زود فريق تشانغ بمساحة مختبرية بديلة.

لكن تشانغ كتب عبر الإنترنت أن فريقه لم يُعرض عليه بديل إلا بعد إخطارهم بالإخلاء، وأن المختبر المعروض لم يستوفِ معايير السلامة لإجراء أبحاثهم، مما ترك فريقه في طي النسيان.

ويعد تحديد تسلسل الفيروس أمرا أساسيا لتطوير مجموعات الاختبار وتدابير مكافحة الأمراض واللقاحات. وانتشر الفيروس في نهاية المطاف إلى كل أنحاء العالم، مما أدى إلى جائحة عطلت الحياة والتجارة في ربيع العام 2020.

وأدى أيضا إلى عمليات إغلاق واسعة النطاق وملايين الأشخاص الذين توفوا بسبب هذا الوباء.