نوقِشت أيضاً مسألة شهادات الأئمّة التي بُحثت مراراً دون نتيجة خلال السنوات المنصرمة
نوقِشت أيضاً مسألة شهادات الأئمّة التي بُحثت مراراً دون نتيجة خلال السنوات المنصرمة

عقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة اجتماعاً في نهاية الأسبوع، من أجل العمل على مسألة منع التطرّف وتفكيك الخطاب المتطرّف، وتدريب رجال الدين من خلال دورة مشتركة.

وقال المجلس إنّ "المتطرّفين غالباً ما يكونون منفصلين عن المؤسّسات الدينيّة، ويُصبحون متطرّفين بشكل أساسي عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعيّة". وأضاف "يجب على المسؤولين المسلمين التكيّف مع هذا الوضع" والاستفادة بشكل أكبر من تقنيّات الاتّصال الخاصّة بالشباب.

ولهذا الغرض، قُدّمت مقترحات عدّة خلال اجتماعين عقِدا عبر الفيديو، بينها "إنشاء وحدات مسؤولة عن تفكيك الخطاب المتطرّف". 

وفيما يتعلّق بموضوع شائك متمثّل بتدريب رجال الدين، وهي مسألة غير منظّمة في فرنسا، يعتقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة أنّ هناك "إرادة وإمكانيّة حقيقيّة للتوصّل إلى اتّفاق بشأن دورة تدريبيّة مشتركة".

وقد نوقِشت أيضاً خلال الاجتماع مسألة شهادات الأئمّة التي بُحثت مراراً دون نتيجة خلال السنوات المنصرمة، وهي مسألة تسمح بالتحقّق من المستوى التعليمي لدى رجال الدين و"قدرتهم على رعاية المؤمنين، ولا سيّما الأصغر سنّاً بينهم".

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرو،ن أثناء عرضه، في 2 أكتوبر، مشروع قانون حول الانعزالية يهدف خصوصاً إلى "هيكلة الإسلام" في فرنسا، إنّه يجب على المجلس الفرنسي للديانة الإسلاميّة، المحاور الرئيسي للسلطات، أن يؤسّس، خلال ستّة أشهر، مسار "تأهيل تدريب الأئمّة" وتنظيم "شهادات" اعتماد لهم ووضع "ميثاق يؤدّي عدم احترامه إلى العزل". 

وسيُتيح تدريب الأئمّة تحقيق هدف آخَر بالنسبة إلى الحكومة الفرنسيّة، يتمثّل في إنهاء التعاون مع 300 إمام من تركيا والمغرب والجزائر.

العديد من مدارس غزة تحول إلى أنقاض
العديد من مدارس غزة تحول إلى أنقاض

تلقي الحرب على قطاع غزة بتبعاتها على الطلاب الذين تدمرت أو تضررت مدارسهم، ما يحرم "جيلا" من الحصول على حقه في التعليم.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن التعليم في غزة "سيتعثر" لسنوات. 

وتقول الأمم المتحدة إن معظم مدارس غزة وجامعاتها تعاني من أضرار جسيمة تجعلها غير صالحة للاستخدام، وهو ما قد يضر بجيل كامل.

من بين المتضررين، أمجد أبو دقة (16 عاما) الذي كان من بين الطلاب المتفوقين في مدرسته في خان يونس، وكان يحلم بدراسة الطب مثل شقيقته الكبرى، نغم، التي درست طب الأسنان في مدينة غزة.

لكن حياته القديمة وأحلامه القديمة تبدو الآن بعيدة المنال، فقد قصفت مدرسته، وقُتل العديد من أصدقائه ومدرسيه، وفرت عائلته من منزلها بحثاً عن الأمان في رفح، مع أكثر من مليون آخرين.

وقال أمجد لصحيفة نيويورك تايمز : "لقد ذهب كل شيء في مدينتي إلى الأبد. أشعر وكأنني جسد بلا روح".

ويواجه طلاب غزة مستقبلا مجهولا مع بقاء عدد قليل من المدارس التي تصلح للدراسة إذا انتهت الحرب.

وقال حمدان الآغا (40 عاما) وهو مدرس علوم نازح من مدينة خان يونس إن الحرب "أثرت بشكل كبير على نظام التعليم وسيظل كذلك لأجيال".

وقبل الحرب، كان في غزة 813 مدرسة توظف حوالي 22 ألف معلم، وفقا لمجموعة غلوبال إيديوكيشن وهي مجموعة بحثية تعمل مع الأمم المتحدة.

لكن بحلول الأسبوع الماضي، تعرض أكثر من 85 في المئة من تلك المدارس للأضرار أو الدمار جراء القصف الإسرائيلي، وفقا لدراسة أجرتها المجموعة، بناء على صور للأقمار الصناعية.

وقالت المجموعة إن أكثر من ثلثي مدارس غزة ستحتاج إما إلى إعادة البناء كليا أو إلى إصلاحات كبيرة قبل أن يتم استخدام مبانيها بأمان مرة أخرى.

ووجدت دراسة سابقة لموقع ريليف ويب التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ثلث مباني المدارس أصيبت بشكل مباشر وأن 53 مدرسة دمرت بالكامل، وفقدت 38 آخرى أكثر من نصف مبانيها.

وقد تضررت الجامعات أيضا، مثل جامعة الأزهر في مدينة غزة، التي أصبحت في حالة خراب، وبات الجيش الإسرائيلي يستخدمها قاعدة عسكرية مؤقتة.

وقال جندي آخر، وهو جندي احتياطي تحدث أيضا بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الجيش استخدم جامعة الأزهر لحراسة طريق الإمداد عبر شمال غزة، والذي كان يستخدم أيضا لنقل السجناء الفلسطينيين. 

وأضاف أن الجنود في أوقات فراغهم يلعبون الطاولة ويشربون القهوة ويبحثون في أنقاض الجامعة. 

وحاول بعض الطلاب مواصلة الدراسة خلال الحرب، بمساعدة معلمين تطوعوا بوقتهم أو آباء يدرسون أطفالهم في الملاجئ والخيام.

وقال محمد شبير، وهو مدير مدرسة من خان يونس، إن النازحين في رفح يستخدمون أحيانا خيامهم مدارس مؤقتة.

وقال خبراء أمميون، في تقرير  صدر الشهر الماضي إن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، "مما يحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".

وقال الخبراء المستقلون إنه "مع تضرر أو تدمير أكثر من 80 في المئة من المدارس في غزة، قد يكون من المعقول التساؤل عما إذا كان هناك جهد متعمد لتدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو عمل يعرف باسم الإبادة التعليمية".

وقتل في الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من ستة أشهر أكثر من 5,479 طالبا و261 معلما و95 أستاذا جامعيا، وأصيب أكثر من 7819 طالبا و756 معلما، مع تزايد الأعداد كل يوم. كما لا يحصل ما لا يقل عن 625 ألف طالب على التعليم، وفق ما جاء في البيان.

وشددوا على أن الهجمات الإسرائيلية ليست حوادث معزولة، إنما "تمثل نمطا ممنهجا من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني"، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".

وردا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان نقلته نيويورك تايمز، إنه ليس لديه "عقيدة تهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الضرر بالبنية التحتية المدنية"، وألقى باللوم في تدمير مدارس غزة، على "استغلال حماس المنشآت المدنية لأغراض إرهابية" وزعم أن الحركة تبني أنفاقا تحتها وتستخدمها لشن هجمات وتخزين الأسلحة.

وأضاف الجيش: "في ظل ظروف معينة، يمكن لهذا الاستخدام العسكري غير القانوني أن يحرم المدارس من الحماية من الهجوم".

لم ترد حماس على طلب للتعليق على الاتهامات الإسرائيلية لها باستخدام المدارس والمواقع المدنية الأخرى في غزة لأغراض عسكرية. 

وتنفي حماس صحة هذه الاتهامات.