طردت عدة دول من بينها الولايات المتحدة أعدادا من "العملاء الروس"
طردت عدة دول من بينها الولايات المتحدة أعدادا من "العملاء الروس"

طردت الحكومات في جميع أنحاء العالم نحو 120 ضابطا من عناصر المخابرات الروسية منذ غزو أوكرانيا كجزء من الجهود الأكبر لطرد دبلوماسيي موسكو، وفقا لمسؤول استخباراتي غربي كبير تحدث لصحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة، نقلا عن عدة مسؤولين إن "عمليات الطرد انتصار كبير في مكافحة التجسس من شأنه أن يعرقل جهود روسيا"، لكن مسؤولين سابقين حذروا من أن موسكو سيكون لديها طرق أخرى لجمع المعلومات وأن الجهود لن يكون لها تأثير يذكر على الحرب في أوكرانيا.

وكان صحفي في مجلة الإيكونوميست قدر في وقت سابق عمليات طرد الدبلوماسيين في جميع أنحاء العالم بنحو 385 شخصا، وهو أكبر جهد منسق في التاريخ.

وفي عام 2018 بعد الهجوم بغاز الأعصاب على ضابط استخبارات روسي سابق يعيش في بريطانيا، نظمت لندن جهدا دوليا لطرد ضباط المخابرات موسكو من السفارات في جميع أنحاء العالم.

وقال مسؤول المخابرات الغربية الكبير، الذي لم يكن مخولا بمناقشة الأمر علنا، إن عدد الجواسيس الروس الذين طردوا منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير شباط أكبر من جهود عام 2018.

وقال المسؤول إنه في حين أن عمليات الطرد الدبلوماسي لن توقف أنشطة المخابرات الروسية في أوروبا أو الولايات المتحدة، فإن "هذا هو أفضل عامل مقيد يمكننا القيام به".

ويوجد في كل بلد تقريبا بعض الجواسيس وضباط المخابرات المتمركزين داخل سفاراتها المختلفة في جميع أنحاء العالم.

وعادة ما يعمل ضباط المخابرات الذين يعملون من السفارات تحت غطاء رسمي كدبلوماسيين، مما يوفر لهم درجة من الحصانة.

لكن الجواسيس الذين يعملون في بلد بدون حماية دبلوماسية متخفين كرجال أعمال أو سواح أخرى لديهم حماية ضئيلة أو معدومة إذا تم القبض عليهم.

ولدى روسيا ثلاثة أجهزة استخبارات كبيرة، ومحطات عملاء في عواصم أجنبية أكثر بكثير من معظم الدول.

وقال مسؤولون إن عمليات الطرد ستجعل روسيا أقرب بكثير من التكافؤ مما يعني أنه عدد عملائها داخل الدول الأوروبية سيكون مساويا لعملاء تلك الدول داخلها.

من المتوقع أن ترد روسيا، حسبما قال دبلوماسيون.

وستسبب إزالة ضباط المخابرات من أوروبا مشاكل لموسكو على المدى الطويل، ولكن على المدى القصير يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصول على المعلومات التي يريدها حول النوايا الغربية من خلال وسائل الإعلام المفتوحة، وفقا لمسؤولين سابقين.

ونقلت الصحيفة عن ضابط المخابرات الأميركية السابق، دان هوفمان، قوله "إنه أمر مدمر، سيتعين عليهم (الروس) إيجاد طرق أخرى لإدارة مصادرهم وإجراء العمليات".

روسيا تستهدف القوات الأوكرانية بأسلحة كيميائية. أرشيفية - تعبيرية
روسيا تستهدف القوات الأوكرانية بأسلحة كيميائية. أرشيفية - تعبيرية

اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء، الجيش الروسي باستخدام "مادة الكلوروبيكرين" وهي سلاح كيميائي، ضد القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن روسيا لجأت أيضا إلى مواد كيميائية مخصصة أساسا لمكافحة الشغب مثل "قنابل الغاز المسيل للدموع" واستخدمتها ضد القوات الأوكرانية "كأسلوب للحرب في أوكرانيا، وهو ما يشكل أيضا انتهاكا للمعاهدة".

وأشارت الخارجية إلى أن استخدام هذه المواد "ليس حادثة معزولة، وربما كان الدافع وراءها رغبة القوات الروسية في طرد القوات الأوكرانية من أماكن تحصينهم، وتحقيق مكاسب تكتيكية في ساعة المعركة".

وزادت أن موسكو تتجاهل التزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية في انتهاك بما اتبعته في عمليات تسميم أليكسي نافالني وسيرغي ويوليا سكريبال بغاز الأعصاب نوفيتشوك.

وأليكسي نافالني، المعارض السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توفي في 16 شباط/فبراير الماضي بعد أن كان قد تعرّض لعملية تسمم خطرة اتهم الكرملين بالوقوف خلفها.

أما العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا سكريبال فقد تعرضا للتسميم في إنكلترا في 2018.

وأعلنت الخارجية الأميركية فرض عقوبات على أكثر من 280 فردا وكيانا في روسيا بسبب العدوان الروسي والقمعي الداخلي الذي تفرضه موسكو.

وأوضحت الخارجية أنها بالتنسيق مع وزارة الخزانة صنفت ثلاثة كيانات حكومية تابعة لروسيا مرتبطة ببرامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية وأربع شركات روسية تقدم الدعم لهذه الكيانات، كما صنفت وزارة الخزانة بشكل منفصل ثلاثة كيانات وفردين متورطين في شراء مواد للمعاهد العسكرية المشاركة في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.

وتشمل الجهات التي تم فرض عقوبات عليها: قوات الدفاع الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، ومعهد البحوث العلمية للصوتيات التطبيقية، والمعهد العلمي والبحثي المركزي الـ48 التابع لوزارة الدفاع.

إضافة إلى شركة "نبو ترانسكوم"، وشركة "أي بي أس" للتوليد البيولوجي، وشركة "لاب سيرفس"، وشركة "أو أو أو تي أس أس" التي تورد معدات مخبرية للمعهد العلمي التابع لوزارة الدفاع الروسية.

وتؤكد روسيا أنها لم تعد تمتلك ترسانة كيميائية عسكرية، لكنها تتعرض لضغوط متزايدة لإبداء مزيد من الشفافية بشأن عمليات التسميم المتهمة بها. 

وردا على بيان العقوبات، عبّرت موسكو عن رفضها اتهامات واشنطن للجيش الروسي باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا. 

وفقا للمعاهد الوطنية للصحة فإن الكلوروبيكرين هو مادة كيميائية استخدمت كسلاح كيميائي ومبيد حشري، ويؤدي استنشاقها إلى خطر على الصحة.

وعلاوة على الشركات الروسية، تستهدف العقوبات الأميركية الجديدة نحو ستين شخصا وشركة أجنبية، صينية على وجه الخصوص، وذلك بتهمة "مساعدة روسيا في الاستحواذ على مكونات أساسية لصناعة الأسلحة أو برامج دفاعية"، بحسب بيان رسمي.

ونقل البيان عن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، قولها إن "العقوبات المتخذة اليوم تهدف إلى إلحاق المزيد من الإخلال وإضعاف المجهود الحربي الروسي من خلال التعرض لصناعتها العسكرية الأساسية وشبكات التحايل على العقوبات الحالية التي تساعدها على الإمداد".

ومن الشركات الأجنبية المستهدفة، هناك 16 شركة من الصين أو هونغ كونغ، متهمة بغالبيتها بمساعدة روسيا في توريد مكونات محظورة. إضافة الى ذلك، اتهمت اثنتان منها بشراء المواد اللازمة لإنتاج الذخائر الحربية.

وتشمل العقوبات شركات من خمس دول أخرى هي الإمارات وتركيا وأذربيجان، بالإضافة إلى بلجيكا وسلوفاكيا، وهما دولتان في الاتحاد الأوروبي. 

وتعمل حوالى مئة شركة روسية، من بين أكثر من 200 شركة مستهدفة، بشكل خاص في قطاعات الدفاع والنقل والتكنولوجيا. وتشارك العديد من الشركات في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.

كما تهدف العقوبات إلى تقييد إمكانية تطوير البنية التحتية للغاز والنفط في روسيا، والتي من شأنها أن تسمح لها بتصدير المحروقات بسهولة أكبر وخاصة إلى الصين.

ويتم التصدير حاليا بواسطة ناقلات نفط أو غاز بسبب الافتقار إلى خطوط أنابيب كافية نحو الشرق.

وتنص هذه العقوبات التي تعنى بها كذلك وزارة الخارجية الأميركية، بشكل خاص على تجميد أصول الشركات أو الأفراد المستهدفين المقيمين في الولايات المتحدة، كما تمنع الكيانات أو المواطنين الأميركيين من التعامل مع المستهدفين بالعقوبات. 

كما يحظر على الأشخاص المعنيين دخول الولايات المتحدة.

وتسيطر روسيا الآن، التي تصف حربها في أوكرانيا بأنها عملية عسكرية خاصة، على ما يقل قليلا عن خمس أراضي أوكرانيا واستولت على الجزء الأكبر من تلك الأراضي خلال الأشهر الأولى من الحرب التي شنتها في فبراير 2022 بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وسيطرت روسيا على نحو ست قرى في منطقة دونيتسك، بينما عززت مواقعها الميدانية في منطقة خاركيف.

وحذر قائد الجيش الأوكراني الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي الأحد من أن أوكرانيا قد تخسر المزيد من الأراضي إذا لم يسلم الغرب الأسلحة بسرعة.