بومبيو يحض الطرفين على وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ
أرمينيا دعمت استقلال ناغورني في 1991 ليتجدد الصراع حول المنطقة مع أذربيجان. أرشيفية

بعد ثلاثة أيام من مواجهة عسكرية بين أذربيجان وأرمينيا على الحدود قتل فيها 16 جنديا، هدأت وتيرة المواجهات خلال اليومين الماضيين، وفق ما أعلنت وزارتا الدفاع الأرمينية والأذرية.

المواجهة ما بين البلدين لن تكون في صالح المنطقة، وستسبب حالة عدم استقرار في منطقة القوقاز ككل، وتقحم روسيا، الحليفة العسكرية لأرمينيا، وتركيا الداعمة لأذربيجان واللتان تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية.

أصل الخلاف

الخلاف بين الجارتين أذربيجان وأرمينيا اللتان تقعان في عند مفترق طرق رئيسية بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، يتمركز حول منطقة انفصالية تعرف باسم " ناغورني قره باخ".

والخلاف ليس بجديد على الإطلاق وتعود جذوره إلى 1921 عندما ألحقت السلطات السوفيتية هذا الأقليم بأذربيجان، ولكن في 1991، أعلن استقلال من جانب واحد بدعم أرمينيا، وهو ما تسبب حينها بحرب راح ضحيتها 30 ألف قتيل، وتوقفت بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 1994.

اتهامات متبادلة بين أرمينيا وأذربيجان حول هجمات متبادلة على الحدود. أرشيفية

وتسكن منطقة ناغورني قره باخ غالبية أرمنية، وهي تبعد عن العاصمة الأذربيجانية 170 ميلا، وقريبة جدا من الحدود مع أرمينيا، ورغم عدم الاعتراف بها إلا أن البعض يصنفها على أنها دولة حبيسة في شرق أوروبا.

لا اتفاق على اتفاق

في العام 2016 كادت اشتباكات دامية في ناغورني قره باخ أن تشعل حربا بين الطرفين، قتل فيها 100 شخص من الجانبين.

وتجري "مجموعة مينسك" التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن المنطقة. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في العام 1994.

وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من الطرفين بأسلحة بمليارات الدولارات.

أما أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، فتهدد باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة.

ما الذي حدث خلال الأيام الماضية؟

أكثر من 30 ألف قتيل راح ضحية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على ناغورني. أرشيفية

الأحد الماضي تبادلت الجارتان الاتهام بشن هجوم على الحدود المشتركة بين البلدين، والتي تسببت بسقوط قتيلين و5 جرحى من القوات الأذرية.

وجاء هذا التصعيد الأخير بعد تصريحات للرئيس الأذري إلهام علييف خلال الأسبوع الماضي هدد فيها بالانسحاب من محادثات السلام حول قره باخ، واعتبر أن لبلاده الحق في السعي "إلى حل عسكري للنزاع". 

وزارة الدفاع الأذرية قالت في بيان إن "القوات المسلحة الأرمنية شنت هجوما بدعم مدفعي. وبعد هجوم مضاد، تراجعت ومنيت بخسائر. لقد قتل عسكريان من أذربيجان وأصيب خمسة آخرون".

وأوضحت الوزارة أن المعارك جرت ظهرا في منطقة تافوش في شمال شرق أرمينيا.

وزارة الدفاع الأرمينية ردت بدورها وقالت إن هجوما بالمدفعية قد وقع بهدف الاستيلاء على مواقع أرمينية.

وزادت أن العسكريين من أذربيجان "تم صدهم وتعرضوا لخسائر بشرية. لم تسجل ضحايا في صفوف القوات الأرمنية".

الرئيس الأذري علييف قال بعد مواجهات الأحد إن "المغامرة العسكرية لأرمينيا تهدف إلى جر المنظومة السياسية-العسكرية التي تنتمي إليها، إلى النزاع" في إشارة الى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الحلف العسكري الذي تديره موسكو.

واتهم أرمينيا بتعزيز مواقعها العسكرية على الحدود المشتركة وقصف أهداف مدنية في اذربيجان "بانتظام".

رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قال إن "الاستفزازات لن تمر بدون رد"، فيما حذر وزير الدفاع، ديفيد تونويان من أن قواته مستعدة للسيطرة على مواقع في أراضي العدو إذا دعت الضرورة.

التدخلات الأجنبية

مواجهات عسكرية قديمة بين أذربيجان وأرمينيا تتجدد. أرشيفية

هذا النزاع شأنه شأن أغلب النزاعات التي تدور في العالم، حيث التدخلات الأجنبية لها دور كبير في تغذية وتأجيج الصراع، حيث تدعم روسيا أرمينيا، فيما تدعم تركيا أذربيجان.

الاتحاد الأوروبي الذي تقع هذه الأحداث بالقرب منه دعا الطرفين إلى "وقف المواجهة العسكرية" و"اتخاذ تدابير فورية لمنع تصعيد إضافي". 

روسيا

وزارة الخارجية الروسية، كانت قالت الاثنين في بيان إنه "من غير المقبول أي تصعيد إضافي من شأنه أن يهدد الأمن الإقليمي" في منطقة القوقاز ودعت طرفي النزاع إلى "ضبط النفس".

وأجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه الاثنين الماضي وحض على خفض التصعيد العسكري. 

وفي الأيام الماضية ناقش اجتماع لمنظمة الأمن المشترك التي تديرها وروسيا وتنتمي إليها أرمينيا، التطورات الأخيرة.

وردا على ذلك اتهمت الرئاسة الأذرية بأن أرمينيا تريد "إقحام هذا الحلف السياسي-العسكري في النزاع".

تركيا

وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، أعلن الاثنين الماضي دعم أنقرة لأذربيجان، وهي دولة حليفة وتتحدث لغة مشتقة من التركية.

ورأى أن "ما فعلته أرمينيا غير مقبول"، مؤكدا أن "أذربيجان ليست وحدها" وتركيا تقف إلى جانبها.

واعتبرت الخارجية التركية أن أرمينيا تنتهج "قومية عدوانية"، وتعهدت أنها "ستستمر في الوقوف بكل قدراتها إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها".

من جانبها ردت أرمينيا على الدعم التركي واعتبرته "موقفا استفزازيا" من أنقرة، متهمة إياها بتقويض "أمن واستقرار المنطقة".

Protesters hold a placard which reads as 'the more you try to silence us, the louder we'll get'  as they shout slogans while…
كان هناك ألفا متظاهر، بحسب شرطة باريس

تجمع نحو ألفي متظاهر غالبيّتهم من الجالية التيبتية، الأحد، في باريس، احتجاجا على زيارة الرئيس الصيني، شي جينبينغ لفرنسا "دولة حقوق الإنسان" التي تستقبل "ديكتاتورا"، بحسب صحفيي وكالة فرانس برس.

وكُتب على لافتة كبيرة نشرت في ساحة الجمهورية، الموقع التقليدي للتظاهر في العاصمة الفرنسية "أوقفوا التهديد ضد تايوان، أوقفوا القمع في هونغ كونغ، أوقفوا دعم بوتين، أوقفوا التدخل في فرنسا".

ورفعت لافتات كتب عليها "الديكتاتور شي جينبينغ انتهى وقتك" و"لا للشمولية الصينية".

ورفع مئات المتظاهرين علم التيبت ورددوا في مناسبات عدة "فرنسا، بلد حقوق الإنسان" و"تحيا التيبت الحرة" و"حرروا التيبت".

وقال كارما تينلاي، رئيس الجالية التيبتية في فرنسا، لفرانس برس لدى وصول الرئيس الصيني إلى باريس بعد ظهر الأحد في زيارة تستغرق يومين، إن شي "ديكتاتور" يريد القضاء على التقاليد والثقافة التيبتية.

وأضاف أنه في الصين "لا حرية تعبير، لا حرية إطلاقا". وأوضح "فرنسا بلد حقوق الإنسان والحريات، وهذا لا يتوافق مع زيارته فرنسا".

وفي المجمل، كان هناك ألفا متظاهر، بحسب شرطة باريس.

ويعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعوة إلى "المعاملة بالمثل" تجاريا والبحث عن حل للحرب في أوكرانيا مع الرئيس الصيني الذي يواصل إظهار دعمه لروسيا.

وتابع تينلاي "على إيمانويل ماكرون أن يعلم أنه مع الصين، لا يمكن القيام بأعمال تجارية بهدوء وثقة، لأن الصين بلد تنتهك فيه جميع الحقوق".

وقال "ليست هناك مصالح اقتصادية فقط في الحياة"، آملا في أن يغتنم الرئيس الفرنسي هذه "الفرصة" للتطرق الى الوضع في التيبت لإيجاد "حل سلمي".

وفي زيارته الأولى الى أوروبا منذ العام 2019، اختار شي جينبينغ اعتماد التوازن الدبلوماسي في محطاته: فبعد زيارة الدولة الى فرنسا التي تدعوه منذ زهاء عام الى "حمل روسيا على تحكيم العقل" بشأن الحرب في أوكرانيا، يتوجه الرئيس الصيني الى صربيا والمجر القريبتين من موسكو.

ويعقد شي جينبينغ الاثنين خلال الزيارة التي تتزامن مع ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية، سلسلة اجتماعات مع ماكرون الذي استبق زيارته بمشاورات مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

وصباح الاثنين، تنضم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الرئيسين في قصر الإليزيه في جلسة يتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي ظل المخاوف الأوروبية من التراجع اقتصاديا في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم، أي الولايات المتحدة والصين، فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات بشأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية خصوصا السيارات الكهربائية.

ويخشى الأوروبيون والأميركيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوّض المنافسة وقد يلحق ضررا بالاقتصاد العالمي.