العاهل الأردني وجه رسالة "فخر واعتزاز" بحرس الحدود مشددا على أهمية مكافحة عمليات التهريب
العاهل الأردني وجه رسالة "فخر واعتزاز" بحرس الحدود مشددا على أهمية مكافحة عمليات التهريب | Source: twitter/@RHCJO

زار العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الإثنين، حدود بلاده مع سوريا، موجها تحيته لحرس الحدود ومؤكدا على أهمية التصدي لعمليات تهريب المخدرات.

ووجه الملك الأردني رسالة عبر أثير الجهاز اللاسلكي، لجميع مرتبات المنطقة العسكرية الشرقية على اختلاف مواقعها وصنوفها.

وقال: "أنا وكل الأردنيين فخورين بدوركم في حماية حدودنا وتضحياتكم في حماية أمننا وخاصة في محاولات التسلل والتهريب".

وأضاف "أنا مطمئن وكلي ثقة بقدرة الجيش العربي على حماية حدود بلادنا دائما كما فعلتم في أصعب الظروف التي مررنا بها، تحياتي للجميع والمعنويات عالية، انتهى". 

وترحم الملك، وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة، " على أرواح الشهداء الأبطال الذين قضوا دفاعا عن ثرى الأردن، معربا عن تقديره العالي لتضحيات نشامى الجيش العربي في الذود عن أمن الوطن والحفاظ على استقراره"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "بترا". 

وشدد العاهل الأردني على "ضرورة التعامل بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب بهدف حماية مجتمعنا وشبابنا".

وكانت القوات الأردنية قد تصدت لمحاولة لتهريب مخدرات عبر الحدود مع سوريا، في 16 يناير الماضي، ونجم عن الاشتباك مقتل ضابط أردني وإصابة ثلاثة جنود من حرس الحدود. 

ونقل بيان للجيش عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية حينها قوله "في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم الأحد، وعلى إحدى الواجهات الحدودية الشمالية الشرقية أطلقت مجموعة من المهربين النار على قوات حرس الحدود، فتم الرد بالمثل وتطبيق قواعد الاشتباك؛ مما دفع المهربين إلى الفرار داخل العمق السوري". 

وأوضح أن "الاشتباك أسفر عن استشهاد النقيب محمد ياسين موسى الخضيرات، وإصابة ثلاثة أفراد تم إخلاؤهم إلى مستشفى الملك طلال العسكري".

وأكد المصدر أنه "وبعد تفتيش المنطقة تم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وتحويلها إلى الجهات المختصة".

ورغم التقارب الأردني في الفترة الأخيرة مع بشار الأسد، والذي تمثل بإعادة فتح معبر جابر والتواصل المباشر مع ممثلي النظام السوري، ارتفعت حدة عمليات تهريب المخدرات وحبوب الكبتاغون من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية. 

وفي شهر يناير الماضي، أعلن الجيش الأردني مقتل وإصابة العشرات من مهربي المخدرات على الحدود السورية الأردنية. 

على الحدود الأردنية-السورية
"بعد سياسي" وقواعد اشتباك جديدة.. ماذا يحدث على الحدود السورية الأردنية؟
رغم "دفء العلاقات" بين عمّان الأردنية ودمشق السورية، إلا أن ذلك لم يكن كفيلا، في الأشهر الماضية، لإحداث أي خرق على صعيد أبرز الملفات الشائكة بين البلدين، والمتمثلة بعمليات تهريب المخدرات وحبوب الكبتاغون من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية. 

وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، في بيان نقله الجيش حينها، إن "المهربين كانت تساندهم مجموعات أخرى مسلحة، وتم قتل 27 شخصا وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري".

وبعد هذه الحادثة، نقلت قناة "المملكة" شبه الرسمية، عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن "قوات حرس الحدود الأردنية تواجه تحديات أمنية نوعية مستجدة شمالا مرتبطة بغياب جيش نظامي، وتواجد جماعات إرهابية".

وأضاف المصدر أن عمّان أرسلت إلى دمشق رسالة مفادها: "إن لم تتصرفوا، فسنحمي حدودنا"، مشيرا إلى أن القوات الأردنية "اضطرت لتغيير قواعد الاشتباك على الحدود، وعزمها التعامل مع من يقترب منها، كهدف مشروع للقتل والتدمير".

وشدد الأردن، الذي يستضيف نحو 1,6 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا في مارس 2011، الإجراءات عند حدوده مع سوريا وأوقف وسجن عشرات المتطرفين لمحاولتهم التسلل إلى الأراضي السورية للقتال هناك.

كذلك أوقف الأردن عشرات تجار المخدرات.

وتؤكد وزارة الداخلية أن 85 في المئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن.

وعقوبة الاتجار بالمخدرات في المملكة هي السجن لفترة تراوح بين ثلاثة أعوام و15 عاما تبعا للكميات المضبوطة، أما الحيازة والتعاطي فتصل عقوبتهما إلى السجن ثلاث سنوات.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية، الإثنين، أن تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثا أدى إلى مقتل 29 شخصا من المهربين منذ مطلع العام الحالي، كما تم ضبط خلال هذه الفترة نحو 16 مليون حبة مخدرة و17348 كف حشيش. 

الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي ملك الأردن وولي عهده الجمعة
بايدن وملك الأردن يعقدان اجتماعا خاصا الأسبوع المقبل في واشنطن (أرشيفية٠تعبيرية)

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، الجمعة، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيعقد اجتماعا خاصا في البيت الأبيض مع العاهل الأردني، الملك عبد الله، الأسبوع المقبل، وفقا لوكالة "رويترز".

وغادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأربعاء، عمان في طريقه إلى إيطاليا والولايات المتحدة في "زيارة عمل" يبحث خلالها الحرب في غزة، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأكد الديوان أن الزيارة تأتي "في إطار الجهود التي يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ووقف الكارثة الإنسانية في القطاع" في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحماس.

وفي إيطاليا، التقى العاهل الأردني، الخميس، رئيسة وزراء ايطاليا، جورجيا ميلوني، والبابا فرنسيس، وحذَّر  من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وذكر الديوان الملكي الأردني في بيان أن الملك عبد الله عقد لقاء مع الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، في روما بحثا خلاله التطورات في المنطقة، حيث أكد عاهل الأردن على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة.

كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الملك عبد الله قوله: "لا بديل عن إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين".

وكان الديوان قال، الأربعاء، إن الملك عبد الله توجه إلى كل من إيطاليا والولايات المتحدة، في زيارة تأتي "ضمن الجهود التي يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووقف الكارثة الإنسانية بالقطاع".

وتأتي الزيارة في وقت أنعشت الوساطة القطرية والمصرية والأميركية الآمال في التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس والإفراج عن الرهائن لقاء إطلاق معتقلين فلسطينيين، بحسب وكالة "فرانس برس".

ودعا الملك عبد الله، الثلاثاء، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، في عمان إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة" و"التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، وحماية المدنيين الأبرياء" و"إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بشكل مستدام وعبر كل السبل المتاحة".

وحذر الملك من "خطورة أية عملية عسكرية في رفح"، مشيرا إلى أن "الآثار الكارثية للحرب الدائرة في غزة قد تتسع لتشمل مناطق في الضفة الغربية والقدس، والمنطقة بأسرها".

ومنحت إسرائيل حماس "مهلة حتى مساء الأربعاء" للرد على مقترح للهدنة تمت مناقشته في القاهرة.

وكانت مصر أعلنت، مساء الاثنين، عن "تفاؤلها" بشأن التوصل إلى هدنة، لكن زاهر جباري وهو أحد مفاوضي حماس قال لوكالة "فرانس برس" إنه "من السابق لأوانه الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات". 

وخطف خلال هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة ويعتقد أن 34 منهم توفوا، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وأسفر الهجوم عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. 

ورداً على ذلك، شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 34568 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تؤكد عزمها على شن هجوم بري في رفح (جنوب) حيث لجأ حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني غالبيتهم من نازحي الحرب.

ويؤكد نتانياهو أن الهجوم على رفح "ضروري لهزيمة حماس"، التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007، ولتحرير الرهائن.