A car driving along a road is visible from a Ukrainian army position through the viewfinder of a Dragunov sniper rifle in the…
الحملة الروسية تعثرت في مواجهة مشاكل لوجستية وأخطاء تكتيكية ومقاومة أشد

يتبنى الجيش الأوكراني استراتيجية من شقين في مواجهة هجوم روسي شرس، معتمدا على تكتيكات الكر والفر وتحصين المدن الكبرى مع دخول حملة الرئيس فلاديمير بوتين مرحلة أكثر خطورة، حسبما يقول خبراء عسكريون.

تخطى جيش أوكرانيا تقديرات المخابرات الغربية التي توقعت أن تسقط كييف، العاصمة، في غضون أيام. 

وفي مقابل ذلك، بدأت القوات الروسية استخدام تكتيكات الحصار، بهدف تدمير البنية التحتية المدنية وفرض أقصى درجات الضغط على المقاومة الأوكرانية.

تقول واشنطن بوست: "فشلت روسيا غالبا، حتى الآن، في الاستيلاء على المدن الكبرى، وتزويد جنودها بشكل فعال بالطعام والوقود".

وبعد أسبوع من إرسال روسيا دبابات وقوات إلى أوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب، قال بوتين إن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا تسير وفق المخطط لها وأشاد بجنوده ووصفهم بالأبطال.

وأضاف بوتين "أريد أن أقول أن العملية العسكرية الخاصة تسير بدقة طبقا للجدول الزمني. حسب الخطة. يجري تحقيق كل المهام التي تم تحديدها بنجاح".

ويبدو أن التصريحات التي أدلى بها بوتين في التلفزيون، الخميس الماضي، استهدفت دحض بيانات للحكومات الغربية ووكالات المخابرات بأن الحملة الروسية تعثرت في مواجهة مشاكل لوجستية وأخطاء تكتيكية ومقاومة أشد من المتوقع من أوكرانيا.

غير أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعتقد أن روسيا ستعيد تجميع صفوفها وتضغط على ميزتها الهائلة في قوتها النارية، حسبما تنقل عنها صحيفة واشنطن بوست.

ويقول جون سبنسر، ضابط الجيش المتقاعد، إن الهدف الرئيس لأوكرانيا هو جعل الحرب دموية بقدر الإمكان، بحيث لا يبدو أن بوتين سينسحب في أي وقت قريب. 

ويرى سبنسر أن تسليم المدن الثانوية قد يصبح ضروريا للسماح للحكومة الأوكرانية بالبقاء في العاصمة لأطول فترة ممكنة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، الخميس الماضي، إن خطوط الدفاع صامدة في وجه الهجوم الروسي.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا تتلقى إمدادات أسلحة يوميا من حلفائها الدوليين.

وأشار إلى أن تغير تكتيكات روسيا وقصف المدنيين في المدن أثبت نجاح أوكرانيا في إفساد خطة موسكو الأولية بإعلان بانتصار سريع من خلال هجوم بري.

أصبحت الدبابات الروسية تستخدم ما يشبه بحظائر الطائرات للاحتماء من الهجمات الأوكرانية
أصبحت الدبابات الروسية تستخدم ما يشبه بحظائر الطائرات للاحتماء من الهجمات الأوكرانية | Source: Social Media

لا تزال حرب أوكرانيا الدائرة رحاها منذ فبراير عام 2022، تقدم دروسا مستفادة، من التكتيكات العسكرية، إلى تجربة مختلف أنواع الأسلحة والذخائر في ساحة المعركة.

وفي أواخر عام 2021، بدأت روسيا بوضع أقفاص معدنية فوق دباباتها في محاولة لحمايتها من الهجمات عبر الطائرات من دون طيار، وهو درس تعلمته إسرائيل في حربها بقطاع غزة.

وذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تقرير حديث لها أن روسيا أدخلت مؤخرا تحديثات بشأن إجراءات السلامة لدباباتها، مستخدمة صفائح معدنية كبيرة أشبه بحظائر الطائرات، يتم إدخال الدبابات فيها بالكامل حماية لها من الهجمات.

وأكسب الدرع الجديد هذه الآليات العسكرية لقب "دبابات السلحفاة"، بحسب المجلة البريطانية، التي أشارت إلى أن هذا الإجراء يأتي بعد أن "أثبتت الأقفاص عدم فعاليتها".

وعندما تصطدم القذيفة الهجومية بالطبقة الأولى من المعدن الذي تختبئ فيه الدبابة، فإنها تضعف وتخرج عن مسارها، مما يجعلها أقل فعالية عندما تصل إلى الدرع الرئيسي.

ويشير تقرير المجلة إلى أن القوات المسلحة الروسية تأمل أن توفر الصفائح المعدنية حماية مماثلة بمواجهة الطائرات من دون طيار الأوكرانية.

وتقود الدبابات المعدلة، ومعظمها من طراز "T-72" التابعة للواء الخامس للبنادق الآلية الروسي، عملية اختراق المركبات الأخرى، فهي تدفع محراث ألغام لتفجرها، أو تدفع الألغام المضادة للدبابات جانبا، وتخلق ممرا للمركبات الأخرى، الأمر الذي يجلب نيرانا كثيفة.

ووفقا لأحد مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كانت الطائرات الصغيرة من دون طيار الأوكرانية مسؤولة عن تدمير حوالي ثلثي الدبابات الروسية خلال الأشهر الأخيرة.

وتحمل هذه الطائرات شحنات صغيرة الحجم من المتفجرات، إذ إنها ليست قوية بما يكفي لاختراق الدرع الأمامي السميك للدبابة، فهي تستهدف بدلا من ذلك الأجزاء الرقيقة الضعيفة مثل السقف والجوانب.

ويبدو أن البنية الفوقية التي تشبه السقيفة في خزانات السلاحف، التي عادة ما تكون مصنوعة من المعدن المموج، تهدف إلى منع هذه الهجمات، طبقا لتقرير "الإيكونوميست".

ورغم أن هذه الوسيلة فعالة بمواجهة الأسلحة النارية المبتكرة حديثا، فإن وزنها الثقيل يجعل منها "غير عملية في ساحة معركة متغيرة"، بحسب التقرير.