جامع النبي يونس في الموصل شمال العراق- أرشيف فرانس برس

أثارت تصريحات النائب العراقي السابق، جوزيف صليوا، عن الموصل و"الدعشنة" ردود فعل غاضية من قبل مسلمين ومسيحيين على حد سواء، في وقت أفادت وكالة "شفق نيوز" المحلية، الخميس، بصدور مذكرة قبض بحقه بتهمة "الإساءة إلى أهالي مدينة الموصل ودين الإسلام".

وقال المصدر الأمني لوكالة "شفق نيوز" إن "مذكرة قبض صدرت بحق جوزيف صليوا بناء على شكوى قضائية بحقه تقدم بها أحد نواب محافظة نينوى على خلفية إساءة صليوا لسكان مدينة الموصل والإسلام في تعليق له في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".

وفي حديث آخر لنفس الوكالة المحلية، نفى صليوا وجود أي قصد بالإساءة لأهالي مدينة الموصل، في تعليقه المثير للجدل. وقال، رداً على رفع النائبة عن محافظة نينوى، بسمة بسيم، دعوى قضائية ضده: "من لم يقدم منجزات لشعبه يجب ألّا يكون بطلاً برأس جوزيف صليوا". 

وأضاف صليوا "أنا لم أقل إن كل سكان الموصل (دواعش) إنما قلت بأن داعش انطلق من الموصل ولا يزال هناك بعض الفكر الداعشي" لدى بعض سكان المدينة. 

وأردف قائلا: "أما فيما يخص التعايش السلمي فهو كذبة تتاجر بها بعض المنظمات المحلية والدولية للحصول على منح من السفارات"، قبل أن يتساءل: "مع من يكون التعايش إذا لم يعد إلى الموصل سوى 50 أسرة مسيحية فقط؟".

استياء كبير في الموصل من تعليق للنائب السابق جوزيف صليوا طالب نشطاء وصفحات موصلية بمحاسبة النائب السابق في البرلمان...

Posted by ‎الراصد‎ on Wednesday, June 8, 2022

وكانت بسيم قالت، على صفحتها الرسمية في فيسبوك، "قمنا ومن خلال أحد محامي الموصل بإقامة دعوى قضائية بحق المدعو جوزيف صليوا على خلفية الإساءة الواردة في تعليقه المرفق بحق الإسلام والمسلمين وأهل الموصل خصوصاً". 

جاء هذا بعد أن كتب صليوا في تعليق على أحد المنشورات في فيسبوك: "جامع النبي يونس يجب المطالبة بتحويله إلى متحف، ففيه آثار آشورية وكنيس يهودي وكنيسة للمسيحيين ومن ثم جامع، يعني هذا الموقع لجميع مكونات الشعب العراقي بكل تسمياتهم وإبقائه لمجموعة بعينها دون الآخرين هذا يعني غزو باسم دين معين والغزوات ولى زمنها".

وأضاف "الموصل.. وما أدراك ما الموصل! الدعشنة وفكرهم الخبيث متأصل فيها منذ ظهور داعش الأول أي زمن الغزوات الإسلامية التي يجملونها ويسمونها بالفتوحات! ماذا فتحوا لا أعلم حقيقة، وما زال هذا الفكر الإرهابي الخبيث وسرطان الإنسانية مستمر، إذا لم يتم القضاء عليه سوف تبقى الموصل المصدرة له للمنطقة برمتها". 

ردود فعل 

أغضب تعليق صليوا، الكثير من مسلمين والمسيحيين من نينوى ومحافظات عراقية أخرى. فقد استنكر مسؤول كنائس الموصل للسريان الكاثوليك، في بيان رسمي لمجلس أسر وعوائل الموصل، هذه التصريحات.

وطالب، في البيان، المسؤولين والقانونيين والحقوقيين وذوي الشأن بملاحقة النائب قانونياً، لسعيه إلى "إثارة النعرات الطائفية" وفق تعبيره. 

كما شجب اتحاد الصحافيين العراقيين في نينوى التصريحات "المسيئة" حسب تعبيره، قائلا إنها "ذات قصد مؤدلج يراد منه تشويه صورة الطيف المتآخي لقوميات نينوى وأديانها ومذاهبها". 

واستنكر محافظ نينوى نجم الجبوري، عبر بيان، تعليق صليوا، قائلاً إنه  "يستهدف إحداث شرخ بين أبناء الموصل وأطلاقه الاتهامات جزافاً بحقهم ووصفهم بالإرهاب والتعميم بشكل مطلق رغم ما عانوه والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الوطن من شماله الى جنوبه لتحرير أرضها الطاهرة". 

وحذر الجبوري "أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة لها انعكاسات سلبية على جهود دعم الاستقرار وطي صفحة الإرهاب الداعشي المتطرف والمتشدد ومحاسبة مثل هذه المواقف المتعصبة والتي تسيء إلى تاريخ وعمق وجذور الموصل وأبنائها الأصلاء لما تحمله من رمزية كبيرة والمحافظة على السلم الأهلي في العراق بشكل عام". 

جامع النبي يونس

يُعتبر جامع النبي يونس من المساجد التاريخية والأثرية في العراق، ويقع يقع على السفح الغربي من تل التوبة، أو تل النبي يونس في مدينة الموصل.

ويعود بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويقال إنه المكان الذي دفن فيه النبي يونس بن متى، لذا كان يجذب الحجاج من مختلف أنحاء العالم، حيث يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج في الديانة المسيحية.  

ذكرى تفجير مرقد وجامع النبي يونس

في ذكرى تفجير مرقد وجامع النبي يونس.. ما هي أهميته للموصل وأين وصلت جهود إعادة إعماره؟

Posted by ‎Irfaa Sawtak - ارفع صوتك‎ on Friday, July 23, 2021

ووفقاً لمصادر تاريخية، فإن التنقيب تحت مرقد النبي يونس اكتشف قصراً مطموراً كان مكاناً لإقامة ملوك آشوريين راحلين وقاعدة للجيوش الآشورية يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد على الأقل.

وفي 24 يوليو 2014، قام تنظيم داعش بتفجير الجامع ضمن حملة تهديم المساجد التي تتضمن أضرحة، وكذلك طرد معظم السكان المسيحيين الذين كانوا يعيشون في محيطه. 

سلالة نياندرتال تعتبر الأقرب لشكل الإنسان الحالي
سلالة نياندرتال تعتبر الأقرب لشكل الإنسان الحالي | Source: Grab

تمكن علماء آثار من إعادة بناء وجه لامرأة من سلالة نياندرتال، التي تعتبر الأقرب لشكل الإنسان الحالي، عاشت قبل نحو 75 ألف عام في كهف بشمالي العراق.

وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن بقايا الهيكل العظمي للمرأة، وتدعى شاندر زد، كانت قد اكتشفت لأول مرة في عام 2018 في كهف شاندر، الذي يعتقد أنه كان يستخدم لدفن الموتى.

وأضافت أن الدراسات التي أجريت منذ خمسينيات القرن الماضي أظهرت أن إنسان النياندرتال دفن موتاه في الكهف الواقع في سلسلة جبال زاكروس بمحافظة أربيل، وقام بطقوس جنائزية، مثل وضعهم على سرير من الزهور.

وتشير الأدلة التي تم جمعها من موقع الكهف إلى أن إنسان النياندرتال كان أكثر تطورا بكثير من المخلوقات البدائية التي افترض الكثيرون أنها مبنية على إطار ممتلئ الجسم وحاجب يشبه القرد المرتبط بهذا النوع القديم من البشر.

على الرغم من أن إنسان النياندرتال، الذي يُعتقد أنه انقرض قبل 40 ألف سنة، كان لديه جماجم مختلفة تماما عن جماجم البشر، إلا أن الوجه المعاد بناؤه لهذه المرأة البدائية، ويُعتقد أنها كانت في الأربعينيات من عمرها عندما ماتت، يظهر أن مظهرهم كان قريبا جدا من البشر.

وجرى الكشف عن هذه النتائج في فيلم وثائقي جديد بعنوان "أسرار إنسان نياندرتال"، من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية وتم إصداره على منصة "نتفلكس" مؤخرا.

تنقل الصحيفة عن عالمة الآثار بجامعة كامبريدج إيما بوميروي، القول إن "جماجم إنسان النياندرتال تحتوي على نتوءات جبهية ضخمة وتفتقر إلى الذقن، مع وجه بارز في الوسط يجعل أنوفهم أكثر أكثر بروزا". 

وتضيف بوميروي: "لكن الوجه المعاد تشكيله يشير إلى أن تلك الاختلافات عن وجه الانسان الحالي لم تكن فعلا موجودة".

وقال الباحثون إن بقايا المرأة، بما في ذلك جمجمة مسطحة يصل سمكها إلى حوالي 2 سم، هي من أفضل حفريات إنسان النياندرتال المحفوظة التي تم العثور عليها خلال القرن الحالي.

وبحسب الصحيفة يُعتقد أن جمجمة المرأة قد سُحقت بعد وقت قصير من وفاتها بسبب سقوط الصخور عليها على الأغلب.

وبعد رفع بقايا المرأة بعناية، بما في ذلك هيكلها العظمي حتى منطقة الخصر تقريبا، استخدم باحثو جامعة كامبريدج مادة لاصقة تشبه الغراء لتقوية العظام والبقايا المحيطة بها.

ثم جمع العلماء أكثر من 200 قطعة من جمجمتها لإعادتها إلى شكلها الأصلي، بما في ذلك فكيها العلوي والسفلي.

بعدها أجرى الباحثون مسحا لسطح الجمجمة المعاد بناؤها وطباعتها باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بعد إضافة لها طبقات من العضلات والجلد المُصنّعة للكشف عن وجهها.

والهيكل العظمي للمرأة هو الخامس الذي يتم العثور عليه ضمن مجموعة من الجثث المدفونة في وقت مماثل وفي نفس الموقع، خلف صخرة عمودية يبلغ ارتفاعها مترين في وسط الكهف.

وعاش إنسان نياندرتال القوي المعروف بحواجبه الكبيرة في أوروبا وآسيا قبل نحو 350 ألف عام قبل انقراضه منذ نحو 35 ألف عام بعد أن استوطن جنسنا، الذي ظهر للمرة الأولى في أفريقيا قبل 200 ألف عام، في مناطق عاش فيها إنسان نياندرتال. 

ويقول علماء إن إنسان نياندرتال كان يتسم بالذكاء وكان يتبع أساليب معقدة في الصيد وربما كان يستخدم لغة منطوقة وأدوات رمزية بالإضافة لاستخدامه للنار بشكل معقد. 

وكان كثير من العلماء يظن أن النياندرتال كان شديد الغباء وأخرق ولم يكن بمقدوره البقاء على قيد الحياة ومغالبة إنسان العصر الحديث الحاذق والأكثر ذكاء وقدرة على الإتقان والذي اقتحم موطنه.