المسؤولين السوريين يواصلون نقل أموال النفط إلى الغرب
المسؤولين السوريين يواصلون نقل أموال النفط إلى الغرب

شنت وكالة "الأنباء الفيدرالية" الروسية هجوماً لاذعاً على النظام السوري، ووصفت رئيسه بشار الأسد بأنه ضعيف ولا يتحكم في الوضع في البلاد فيما مسؤولوه يعيثون فسادا.

الوكالة، التي يملكها الملياردير يفغيني بريغوجين المقرب من فلاديمير بوتين والمعروف باسم "طباخ الكرملين"، قالت إن الفساد الذي يستشري في الحكومة السورية يعيق التعاون بين موسكو ودمشق.

ويشير التقرير إلى زيادة النظام السوري ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن السوريين، وتبريره ذلك بأن حقلي حيان والشاعر توقفا عن العمل بسبب سيطرة الإرهابيين على مدينة السخنة قرب حقول الغاز.

ووصف التقرير هذه الادعاءات بالكاذبة بناءا على معلومات من مصادر من سوريا.

ونقلت الوكالة أن إغلاق شركات إنتاج الغاز يؤثر سلبا على اقتصاد البلاد الذي ساعدت روسيا في استعادته.

ورفعت الحكومة السورية سعر الغاز المنزلي إلى 4 آلاف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة، ووصلت تكلفته في"السوق السوداء" حتى 15 ألف ليرة. 

وأرجعت الوكالة سبب زيادة الرسوم الجمركية والوضع الاقتصادي المتدهور إلى الفساد في حكومة رئيس الوزراء عماد خميس.

 وقالت، بناء على معطيات نسبتها لصحافيين، إن الأسد لا يتحكم بالوضع في البلاد وأن المسؤولين يسيطرون ويسرقون عائدات استخراج النفط والغاز.

ونقل التقرير عن رئيس منصة موسكو للمعارضة قدري جميل قوله إن الفساد مشكلة كبيرة في سوريا، لا يستطيع الأسد التعامل معها.  

وقبل الحرب الأهلية، وقعت سوريا اتفاقيات إمداد بالكهرباء مع الأردن وتركيا ولبنان والعراق، لكن تنفيذها حتى عام 2019 كان مستحيلاً. لذا، أعاد خميس التفاوض على العقود مع هذه البلدان لمصلحته الخاصة.

وأوضحت الوكالة أنه رغم عدم وجود علاقات رسمية بين سوريا وتركيا بسبب دعم رجب طيب إردوغان للمسلحين في إدلب. لكن هذا لا يمنع خميس من بيع النفط السوري إلى أنقرة. 

ومن أجل دعم الاقتصاد السوري، تبيع إيران "الذهب الأسود" إلى دمشق، ولكن جزءاً منه فقط يصل إلى المستهلك، وتشتري شركات نجل إردوغان نجم الدين بلال الباقي.

ويخلص التقرير إلى أن أنشطة رئيس وزراء سوريا تؤثر تأثيرا سلبيا على اقتصاد البلد. ولا يمكن للشركات الروسية المشاركة في ترميمه أن تعمل بشكل طبيعي بسبب الفساد في الحكومة. 

وتضيف "غير أن هذا يبدو أنه لا يعني المسؤولين السوريين، إذ  يواصلون نقل أموال "النفط" إلى الغرب، الذي "يخنق" سوريا بعقوباته. وفي ظل هذا، يفقد بشار الأسد مكانته، لأنه غير قادر على السيطرة على الوضع.

حملات تفتيش في البادية السورية بحثا عن بقايا خلايا داعش. أرشيفية - تعبيرية
حملات تفتيش في البادية السورية بحثا عن بقايا خلايا داعش. أرشيفية - تعبيرية

قتل 17 عنصرا من قوات النظام السوري جراء هجوم نفذته خلايا تابعة لتنظيم داعش في منطقة البادية السورية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام سورية، الجمعة.

وذكرت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية أن القتلى "من عناصر الجيش السوري والقوات الرديفة".

وأضافت أن الهجوم نفذه داعش في منطقة رسم الكوم شمال السخنة بريف حمص الشرقي.

ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة هجمات متصاعدة لتنظيم داعش في منطقة البادية السورية.

وكان أكبرها وآخرها قبل أسبوع، حيث قتل 28 عنصرا من "لواء القدس" الموالي لروسيا في هجومين منفصلين في البادية السورية.

وبعد الضربة المذكورة تحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في 22 أبريل الماضي، عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام في هجوم نفذه عناصر التنظيم الإرهابي على نقاط عسكرية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.

وتشير إحصائيات "المرصد السوري" إلى أن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية بلغت 336 قتيلا منذ مطلع العام 2024، بينهم 24 من تنظيم "داعش" و275 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها.

وتوضح الأرقام أن عناصر النظام والميليشيات قضوا في 118 عملية لداعش ضمن مناطق متفرقة من البادية، وتمت في غالبيتها عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص.

ولا تشمل الحصيلة المذكورة الضربة التي نفذها داعش صباح الجمعة، وأسفرت عن مقتل 17 عنصرا كحصيلة أولية.

وكان النظام قد أطلق سلسلة عمليات تمشيط في البادية على مدى السنوات الماضية، وكذلك روسيا التي أعلنت لمرتين عن حملة بغرض القضاء على داعش هناك، تحت اسم "الصحراء البيضاء".

لكن كل ذلك لم يسفر عن نتائج، وعلى العكس زاد "داعش" من شراسته، وحتى أنه بات يوسع من دائرة الاستهداف على صعيد الرقعة الجغرافية، حسبما قال خبراء ومراقبون في تقرير سابق لموقع "الحرة".

تنظيم داعش يشن هجمات من آن لآخر على قوات النظام السوري
طرقات البادية السورية.. لماذا يقع النظام دائما في "المصيدة"؟
يكاد لا يمر أسبوع دون إعلان النظام السوري سقوط قتلى له على يد "داعش" في منطقة البادية السورية، ومع توثيق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" 275 عنصرا قتلوا منذ بداية 2024، تثار تساؤلات عن أسباب وقوعهم في كل مرة بـ"المصيدة"، كما يطلق عليها خبراء

ولا يعرف بالتحديد عدد عناصر داعش في البادية السورية، أو كيفية بقائهم على قيد الحياة هناك ومصادر الأسلحة والتمويل.

ومع ذلك، يشير الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، عرابي عرابي، في تصريح سابق لـ"الحرة" إلى أن التنظيم كان يعمل، منذ عام 2015، على تشكيل "كتائب خاصة بالبادية ونسج شبكة علاقات لها".

ويضيف أن الأجواء العامة والإحصائيات تشي بأن عمليات داعش باتت متصاعدة على نحو كبير، في مسار بدا واضحا منذ شهر أغسطس الماضي.

وأوضح الباحث السوري في مركز "الشرق للدراسات"، سعد الشارع، أن قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية مجبرة على التحرك على طرقات البادية السورية، لأنها الشريان الوحيد الذي يربط مناطق نفوذها مع الشرق.

ورغم أنها تحاول التحرك بأرتال وبقطع تسمح لها تأمين الحماية تكون هجمات داعش في الغالب "مدروسة وتستند إلى خبرته الطويلة في المنطقة"، وفق قول الباحث في تقرير سابق لـ"الحرة".