زعيمة اليمين الفرنسي طالبت الداخلية بالتدخل لردع المساجد
زعيمة اليمين الفرنسي طالبت الداخلية بالتدخل لردع المساجد

في ظل الأزمة الصحية التي تضرب دول العالم، عاد اليمين المتشدد المعارض في فرنسا إلى إثارة سجال سياسي مع الحكومة، إثر ما أسماه "استغلال" المساجد للحجر الصحي المفروض لـ"تمرير خطاب ديني إلى بيوت الفرنسيين" من خلال مكبرات الآذان. 

وقالت رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني (معارضة) مارين لوبان، في رسالة إلى وزير الداخلية الفرنسي، أن بعض المساجد في فرنسا بدأت ترفع الأذان عبر مكبرات الصوت، معتبرة الأمر غير غير قانوني و"تجاوزا على الفضاء العام عبر الصوت".

وقالت في رسالتها، كما نقلت "لوموند" الفرنسية، إن بعض المساجد "استغلت حالة الحجر الصحي المفروضة على البلاد وانشغال قوى الأمن في تطبيق ذلك، وراحت تذيع الأذان بمكبرات الصوت على الملأ".

واعتبرت لوبان أن ذلك يمثل "تصعيداً في الإشغال غير القانوني للفضاء العام"، تقوم به جماعات "تنتهز كل الفرص لرفض مبادئ العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية".

ودعت النائبة وزير الداخلية إلى "وضع حد لمصدر الضجيج المؤذي" على حد تعبيرها، وبتطبيق حازم للقانون أو حتى الملاحقة القانونية.

ونشر الحزب، أشرطة فيديو يظهر أحد المساجد في تركيا يرفع الآذان، للاستدلال على ما ورد في رسالته إلى الداخلية الفرنسية. 

لكن رئيس المسجد في المدينة، أورهان إيكجي، قال في تصريح لإذاعة "فرانس 3" ، أن الأمر "حصل فيه لبس وسوء فهم". 

وأوضح ان ما حدث أن شخصاً رفع الأذان من شرفة بيته، مؤكداً أن الأذان لم يرفع في مكبرات الصوت من المسجد "فالمسجد مغلق تماشياً مع تعليمات الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا".

الشرطة في تكساس اعتقلت العشرات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
الشرطة في تكساس تعتقل العشرات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

تشهد ولاية تكساس خلافات على مستويات مختلفة، بعد اعتقال الشرطة العشرات من متظاهري الجامعات المؤيدين للفلسطينيين بناءً على أوامر الحاكم، غريغ أبوت، الذي وجد نفسه بعدها وسط عاصفة غاضبة من الانتقادات التي وصلت إلى النائب غريغ كاسار، عضو الكونغرس الأميركي، (ديمقراطي من تكساس)، الذي أعلن على حسابه على موقع "إكس" مشاركته الطلاب المحتجين في جامعة تكساس.

ومع انتشار أنباء مفادها أن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين كانوا يخططون لاحتلال حديقة في حرم جامعة تكساس، قام الحاكم غريغ أبوت بخطوة وصفتها صحيفة "واشنطن بوست" بـ"الدراماتيكية" وهي استدعاء أكثر من 100 من قوات الولاية وإصدار أوامر بإخلائهم.

وبهذا القرار، الذي أدى إلى اعتقال العشرات كما ظهر في مقطع فيديو لقوات مكافحة الشغب في الحرم الجامعي، سعى أبوت إلى طمأنة حزبه وبقية البلاد بأن تكساس لن تقبل بتكرار معسكر المتظاهرين الممتد في جامعة كولومبيا في نيويورك.

الشرطة في تكساس تعتقل العشرات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة أن هذه الخطوة التي اتخذها أبوت وضعته كواحد من أكثر حكام الولايات الحمراء (الجمهورية) حزماً في الولايات المتحدة، وأدخلته معركة مع اليسار السياسي، لأن عدائية الرد أثارت قلق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين الذين وقفوا في السابق إلى جانب أبوت في حملاته لحماية حرية التعبير في حرم الجامعات.

ووفقا للصحيفة، اكتسب الحاكم الذي يقضي فترته الثالثة سمعة وطنية بسبب سياساته المتشددة لتأمين الحدود بين تكساس والمكسيك، بما في ذلك عن طريق نقل المهاجرين بالحافلات إلى المدن التي يقودها الديمقراطيون. وأشار إليه الرئيس السابق، دونالد ترامب، كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس. وتحرك أبوت بشكل متزايد نحو اليمين في السنوات الأخيرة، وقاد حملة هذا الربيع لتطهير مجلس النواب في الولاية من زملائه الجمهوريين الذين أحبطوا أجندته بشأن القسائم المدرسية.

لكن، الخميس، ذكرت الصحيفة أن أبوت وجد نفسه وسط عاصفة من الانتقادات على نطاق واسع، إذ سارع منتقدوه إلى الإشارة، على سبيل المثال، إلى أن أبوت وقع بفخر على قانون في عام 2019 يهدف إلى حماية حرية التعبير في الحرم الجامعي من خلال ضمان قدرة أي شخص على الاحتجاج في المناطق الخارجية المشتركة طالما أنه لا يخالف القانون أو يعطل الأداء المنتظم للدراسة. وقال مهاجموه إن هذا بالضبط ما كان يفعله الذي اعتقلوا، الأربعاء.

والخميس أيضًا، تحدث النائب غريغ كاسار (ديمقراطي من تكساس) إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدين للفلسطينيين المحتجين في جامعة تكساس في أوستن.  وقال في مقطع فيديو منشور له "في عام 1960 في هذا المكان، تجمع الآلاف من الطلاب ضد التمييز العنصري، لذلك فإن المحاربة من أجل الحقوق المدنية تستكمل اليوم من هنا".

النائب غريغ كاسار، عضو الكونغرس الأميركي، (ديمقراطي من تكساس)، أثناء مشاركته الطلاب المحتجين في جامعة تكساس.

وانتقد كاسار على حسابه على موقع "إكس" أبوت ونشر فيديو له يعود لعام 2019 والذي كان يعلن فيه توقيعه على القانون، وعلق كاسار قائلا: "حرية التعبير مكفولة لي وليست لك"، في إشارة إلي عدم تقبل الآراء المختلفة".

وانتقدت عضوة مجلس الشيوخ عن الولاية سارة إيكهارت (ديمقراطية)، التي تضم منطقتها حرم جامعة أوستن، طريقة تعامل أبوت مع المظاهرات، وقالت إن طريقة الرد "لن تترك الأمور تمر بسلام، وهذا أمر مقلق للغاية".

وأضافت إيكهارت: "لم أسمع بعد أي دليل على وقوع أضرار في الممتلكات أو إصابة شخصية، وبالتالي فإن الرد، رد الشرطة، يبدو أنه كان تحسبًا لشيء لم يحدث في النهاية".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، رد أبوت بالموافقة على رد سلطات إنفاذ القانون، قائلاً إن المتظاهرين "ينتمون إلى السجن" وأنه يجب طرد أي طلاب يشاركون في "احتجاجات مليئة بالكراهية ومعادية للسامية" في الكليات العامة.

ويعكس هذا الرد إصدار أبوت، في مارس الماضي، لأمر تنفيذي يطالب الجامعات العامة بمراجعة سياسات حرية التعبير الخاصة بها للحد من "الارتفاع الحاد في الخطاب والأفعال المعادية للسامية" في الجامعات.

وبخلاف الديمقراطيين، أشاد العديد من النشطاء والمشرعين الجمهوريين برد أبوت، في تكساس، الأربعاء، بحسب "واشنطن بوست".