يبدو أن البيتكوين يشهد انتعاشا في الشرق الأوسط وفقا لموقع "Coindesk"
عملة بيتكوين

عادة، لا يجذب عالم المال والحسابات المعقدة أنظار شرائح كبيرة من المتابعين، لكن هذه القاعدة تحطمت مع اقتراب نهاية 2017 حيث أصبح اسم "بيتكوين" حديث الناس حول العالم.

العملة الرقمية التي ظهرت للمرة الأولى عام 2009 من خلال شخص أو مجموعة أشخاص تحت اسم "ساتوشي ناكاموتو"، وصلت قيمتها في الأسابيع الأخيرة لما يزيد عن 16 ألف دولار بعدما كان فقط 12 دولارا قبل أربعة أعوام.

ورغم تذبذب سعر العملة التي تتيح لمستخدميها شراء سلع وبضائع دون الحاجة إلى وسطاء ماليين مثل البنوك، إلا أن الإقبال عليها، وعلى عملات رقمية مشابهة مثل لايتكوين وإيثريوم، تضاعف مؤخرا.

اقرأ أيضا: تخطى سعرها 15 ألف دولار.. ما هي عملة بيتكوين؟

لكن، إذا لم يكن بإمكانك شراء بيتكوين، في ظل ارتفاع سعرها حاليا، فكيف يمكنك الحصول عليها؟

يمكن الحصول على عملة بيتكوين عن طريقة عملية رقمية يطلق عليها اسم "التعدين".

عندما وضعت خوارزمية الحصول على عملات بيتكوين بواسطة "ساتوشي ناكاموتو"، تم تحديد عدد العملات التي يمكن الحصول عليها بـ21 مليون بيتكوين لا أكثر.

وحسب شبكة "سي أن بي سي" الأميركية، فإن 12 مليونا منها يتم تداولها الآن وتتبقى تسعة ملايين بيتكوين غير "معدنة" بعد.

ماهو تعدين بيتكوين؟

التعدين هو محاولة توثيق حزمة معاملات رقمية، والتحقق من أنها ليست وهمية، ومن ثم يحصل الموثق على عدد من عملات بيتكوين كمكافأة لمساعدته في تأمين شبكة بيتكوين.

وحسب موقع "بلوك تشين" المتخصص، فإن عدد المحاولات التي يحتاجها جهاز الكومبيوتر لتوثيق هذه المعاملات هو حوالي 1.7 مليار محاولة، وهو ما يعطي قيمة للعملة الرقمية نظرا لصعوبة عملية التوثيق.

ما الذي تحتاج إليه للقيام بعملية "التعدين"؟

يحتاج تعدين البيتكوين إلى التالي: جهاز كومبيوتر وتطبيق، وحافظة رقمية.

عندما بدأ تعدين البيتكوين عام 2009، كانت أجهزة الكمبيوتر العادية قادرة على تعدين العملة الرقمية بسرعة معقولة، إلا أنه مع زيادة عدد العملات المستخرجة، وفقا للنظام الذي أنشئت بموجبه بيتكوين، صارت عملية التعدين أصعب.

ومؤخرا أصبحت الأجهزة المخصصة لغرض التعدين، والتي تعرف اختصارا بـASIC، هي الطريقة الأكثر جدوى لتعدين البيتكوين، فالعملية أصبحت تستهلك طافة أكثر، وبالتالي تحتاج إلى معالجات أقوى.

وإذا لم يكن باستطاعتك الحصول على أحد هذه الأجهزة غالية السعر، فبإمكانك الاشتراك في ما يعرف بـ "التعدين السحابي" وهو اشتراك عدد من أجهزة الكومبيوتر عبر الإنترنت في عملية التعدين.

وتوجد أجهزة خاصة بالتعدين أرخص سعرا يمكن إيصالها بأجهزة الكمبيوتر العادية، يصل سعرها إلى نحو 20 دولارا أميركيا، لكنها أقل كفاءة.

أما البرمجيات المستخدمة في التعدين فهي مجانية ومفتوحة المصدر ويمكن تحمليها عبر الإنترنت.

ويحتاج كل "معدن" إلى حافظة رقمية يمكنه من خلالها حفظ وتبادل عملاته، ويوجد الكثير من المواقع الإلكترونية التي تقدم هذه الخدمة.

شركات تستخدم علم البصريات الوراثي في إعادة الرؤية لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي. (أرشيفية-تعبيرية)
شركات تستخدم علم البصريات الوراثي في إعادة الرؤية لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي. (أرشيفية-تعبيرية)

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها تطورا تكنولوجيا وطبيا هائلا يرتبط بعلم البصريات الوراثي والذي أصبح يُمكن البشر من استعادة البصر وتحديدا لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي.

وذكرت الصحيفة أن التهاب الشبكية الصباغي هو مرض خلقي يصيب واحدًا من كل 5000 شخص، أي أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم. ويولد معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة وبصرهم سليم، وبمرور الوقت، يفقدون الرؤية المحيطية أولاً، ثم الرؤية المركزية، وأخيرًا، بصرهم، وأحيانًا في وقت مبكر من منتصف العمر.

لكن الحلول للتغلب على هذا المرض أصبحت في متناول اليد، إذ صممت شركة "ساينس"  Science، وهي شركة ناشئة في ألاميدا بولاية كاليفورنيا، عضوا اصطناعيا بصريا يسمى Science Eye  "ساينس آي" يمكنه استعادة الرؤية، وإن كان بشكل محدود، لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي.

شارك ماكس هوداك، الرئيس التنفيذي للشركة، في تأسيس الشركة الناشئة "ساينس"  بعد فترة قضاها في شركة Neuralink "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك. وتقوم شركات أخرى، مثل شركة التكنولوجيا الحيوية GenSight Biologics ومقرها باريس، وشركة Bionic Sight  في نيويورك، بتجربة المزيد من الطرق لاستعادة البصر.

ووفقا للصحيفة، يعتمد جميعهم في عملهم على أداة بحثية في علم الأعصاب تسمى علم البصريات الوراثي، وهو شكل من أشكال العلاج الجيني الذي يوفر بروتينات تسمى الأوبسينات عن طريق الحقن في العين لتعزيز حساسية الخلايا للضوء في شبكية العين، وهي طبقة الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي من مقلة العين.

ونقلت الصحيفة عن أناند سواروب، وهو باحث كبير في المعهد الوطني للعيون في بيثيسدا بولاية ماريلاند، والذي عمل على تنكس الشبكية الوراثي لما يقرب من أربعة عقود، قوله إنه "من المؤكد أن العلاج البصري الوراثي لاستعادة الرؤية يبشر بالخير، لكن لا يزال هناك مجال للتحسين".

وقال سواروب: "على الأقل في هذه المرحلة، يبدو الأمر جيدًا جدًا في الحالات التي يكون فيها الشخص أعمى تمامًا، إذ يجب سيكون قادرًا على إيجاد طريقه ولن يصطدم بالأشياء، وهو أمر رائع. لكنه لن يتمكن من التمييز بين العديد من الأشياء المختلفة".

وشرحت الصحيفة كيفية عمل علم البصريات الوراثي، موضحة أنه في الرؤية الطبيعية، يدخل الضوء إلى العين من خلال العدسة ويشكل صورة على شبكية العين. تتكون شبكية العين نفسها من عدة أنواع مختلفة من الخلايا، وخاصة المستقبلات الضوئية.

ووفقا للصحيفة، فإن المستقبلات الضوئية هي خلايا حساسة للضوء على شكل قضبان ومخاريط تحتوي على الأوبسينات. وعادة، تقوم المستقبلات الضوئية بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الخلايا العقدية في شبكية العين، والتي بدورها تنقل تلك الإشارات الكهربائية عبر العصب البصري إلى الدماغ. وهذه هي الطريقة التي تقرأ بها الكلمات الموجودة في هذه الصفحة الآن.

وذكرت الصحيفة أنه في التهاب الشبكية الصباغي، تتحلل العصي والمخاريط الموجودة في المستقبلات الضوئية وتموت في النهاية. أولاً، تذهب الرؤية المحيطية، ويطور الناس رؤية نفقية، أي أن عليهم أن يديروا رؤوسهم بالكامل فقط لرؤية العالم من حولهم. ويحتاج العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرؤية النفقية إلى عصا للمساعدة في التنقل حول العالم (وتجنب الاصطدام بالأشياء، مثل الأثاث). ويتبع ذلك العمى بعد فترة ليست طويلة. ومع ذلك، فإن انهيار المستقبلات الضوئية لا يقلل من قدرة الدماغ على معالجة الإشارات الكهربائية، والأهم من ذلك، أن الخلايا العقدية تظل سليمة.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن علم البصريات الوراثي يسعى إلى التحايل على تصميم الرقصات المعتاد عن طريق توصيل بروتينات الأوبسين مباشرة إلى الخلايا العقدية، ما يعني أنه يمكن تحفيزها بالضوء لإرسال إشارات إلى الدماغ.

ويحتوي الطرف الاصطناعي البصري Science Eye  "ساينس آي" على عنصرين، بحسب ما ذكرت الصحيفة. الأول عبارة عن عملية زرع مكونة من ملف طاقة لاسلكي ومجموعة من مصابيح LED الدقيقة المرنة للغاية والتي يتم تطبيقها مباشرة على شبكية العين، وهي عملية جراحية أكثر شمولاً مقارنة بإجراءات العين الأخرى مثل إصلاح إعتام عدسة العين. وفقًا لهوداك، فإن المصفوفة، التي يتم اختبار النماذج الأولية منها على الأرانب، توفر دقة تبلغ ثمانية أضعاف دقة شاشة "آيفون".

أما العنصر الثاني، وفقا للصحيفة، هو زوج من النظارات بدون إطار، تشبه في الحجم والشكل النظارات الطبية العادية، والتي تحتوي على كاميرات مصغرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وملفات طاقة حثية.

وبشكل عام ذكرت الصحيفة أن العملية تتكون من ثلاث خطوات، الخطوة الأولى تضم حقن الأوبسينات في الخلايا العقدية للعين، والخطوة الثانية تشمل بتثبيت الزرع، أما الخطوة الثالثة، فتتعلق بالنظارات التي تعمل على تنشيط الخلايا العقدية المعدلة عن طريق توصيل المعلومات لاسلكيًا من العالم المرئي؛ وبدورها، تنقل الخلايا العقدية الجديدة الحساسة للضوء تلك المعلومات عبر العصب البصري إلى الدماغ.