الانتخابات جرت في المناطق الخاضعة فقط لسيطرة النظام
الانتخابات جرت في المناطق الخاضعة فقط لسيطرة النظام

كما كان متوقعا، فاز رئيس النظام السوري بشار الأسد، بولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات، في انتخابات اعتبرها مراقبون "مسرحية" لن تمنح الأسد "قبولا وشرعية دولية".

وأعلن رئيس مجلس الشعب حمودة صبّاغ، أن الأسد حصل على نسبة 95.1 في المئة من الأصوات، وهي نسبة تزيد عن النسبة التي حصل عليها الأسد في انتخابات 2014 والتي وصلت إلى 88 في المئة.

وبرزت تساؤلات حول ازدياد نسبة المؤيدين للأسد، وفقا للإعلان الرسمي، رغم تدهور الوضع المعيشي في البلاد إلى مستويات غير معهودة.

وفسّر المعارض والإعلامي السوري، أيمن عبد النور، في تصريح لموقع "الحرة" رفع نسبة الفوز في هذه الانتخابات، برغبة النظام في إظهار أن الشعب السوري متكاتف حول "رئيسه".

وأضاف عبد النور ساخرا أنه "لولا العيب لرفعوها إلى نسبة 99.99 في المئة".

وهذا ثاني استحقاق رئاسي تشهده سوريا منذ اندلع النزاع فيها في 2011، وقد جرت الانتخابات في المناطق الخاضعة فقط لسيطرة النظام، فيما غابت عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب).

وأصر النظام السوري على إجراء الانتخابات رغم الانتقادات الدولية.

ونددت دول غربية بارزة في الآونة الأخيرة بإجراء الانتخابات. وقال وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك الثلاثاء إنّ الانتخابات "لن تكون حرّة ولا نزيهة".

ويرى عبد النور في حديثه للحرة أنه من اللحظة الأولى كان واضحا أن الانتخابات "مسرحية سيئة الإخراج"، والهدف منها رفع معنويات الموالين للأسد في مناطق النظام.

وانهارت مناطق النظام، وفق المعارض السوري، بسبب الوضع الاقتصادي  والحصار الدبلوماسي، والطوابير الطويلة جدا وانهيار العملة وانقطاع الكهرباء والماء  وعدم توفر البنزين.

وبحسب الإعلام الرسمي السوري فقد احتشد عشرات آلاف السوريين في مناطق عدّة تخضع لسيطرة الحكومة مساء الخميس للاحتفال، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

ويقول عبد النور إن المطلوب كان رفع المعنويات وإظهار أن الشعب السوري بخير، مستنكرا ما وصفه بـ"الابتذال والإرهاب" الذي تعرض له السوريون بعدما حرص النظام على نشر صور الأسد في كل مكان، من الشوارع إلى حاويات القمامة، حسب تعبيره.

وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، قال المبعوث الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسون إنّ "الانتخابات الرئاسية ليست جزءا من العملية السياسية" لحلّ النزاع والتي "تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة".

وتوقع عبد النور في حديثه للحرة أن الانتخابات لن تغير علاقات الأسد بالمجتمع الدولي وسط أصوات عربية تنادي بإعادة العلاقات معه.

وأضاف أن وضع النظام القانوني سيظل نفسه كما كان قبل الانتخابات،  ولن يغير من العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي وحتى الأمم المتحدة.

وحض وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا المجتمع الدولي على أن "يرفض من دون لُبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجدداً الشرعية من دون أن يوقف انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان ومن دون أن يشارك في شكل ملحوظ في العملية السياسية التي سهلتها الأمم المتحدة بهدف وضع حدّ للنزاع".

يذكر أن الاستحقاق الانتخابي جرى فيما ترزح سوريا تحت أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية. وشهدت الليرة تدهوراً غير مسبوق مقابل الدولار. وبات أكثر من ثمانين في المئة من السوريين يعيشون، وفق الأمم المتحدة، تحت خطّ الفقر.

12 عاما على اختفاء أوستن تايس
12 عاما على اختفاء أوستن تايس

منذ 12 عاما تنتظر ديبرا تايس، والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس، المختطف في سوريا معرفة مصير ابنها، وتؤكد أن "الأمور صعبة" ولم تصبح "سهلة على الإطلاق".

وتقول تايس في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "الكثير من الأمور تغيرت" وحدثت تطورات كثيرة.

وأعربت عن أملها بأن ابنها "تايس سيخرج من الاحتجاز"، فهي مسألة "وقت"، مشيرة إلى أن الحكومة السورية "تقول إنها تريد إجراء مفاوضات مع الحكومة الأميركية، والسعي للتقارب" ولكن واشنطن "تبقى على موقفها بعدم الانخراط بمفاوضات مع الحكومة السورية".

واختطف أوستن تايس، وهو مراسل مستقل وجندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، في أغسطس 2012 أثناء تغطيته للانتفاضة على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في دمشق، وكان يبلغ من العمر آنذاك 31 عاما.

وتعتقد أسرته أنه على قيد الحياة ولا يزال محتجزا في سوريا. ولا تزال هوية خاطفي تايس غير معروفة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفه.

وظهر تايس الذي كان يبلغ 31 عاما معصوب العينين في مقطع فيديو في سبتمبر 2012، لكن لم ترد أي معلومات عنه منذ ذلك الحين.

وقالت ديبرا تايس إن آخر المحاولات للانخراط في مفاوضات "كانت في مارس الماضي"، ولكنه لم يفض إلى "التزام ورغبة في مواصلة الحوار للوصول لاتفاق"، مشيرة إلى أن الأمور "لا تشبه ما نراه من الحكومة الأميركية وتصميمها على تحرير الرهائن الموجودين لدى حماس".

وأكدت أن "أوستن لم يحصل على الالتزام والتفاني" الذي تبذله الحكومة الأميركية لتحرير الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماس، مشيرة إلى وجود "كيانات" أو وسطاء آخرين أبدوا رغبتهم بالانخراط في مفاوضات بين واشنطن ودمشق، ولكن الحكومة السورية تريد "التقارب المباشر مع الحكومة الأميركية".

وبشأن الجهة التي تعتقل أوستن، قالت تايس "إننا نعلم أنه يمكن تغيير مكان السجناء من مكان لآخر، ولدينا أسباب للاعتقاد أنه بين أيدي كيان غير الحكومة السورية".

وأعادت ديبرا التذكير برحلتها إلى سوريا في 2014، حيث بقيت هناك لنحو ثلاثة أشهر، ولكن الحكومة السورية رفضت التفاوض معها، وطلبت الحديث مع مسؤولين أميركين رسميين لبحث مسألة اختطاف أوستن.

الحكومة السورية تنفي احتجازها أوستن تايس. أرشيفية

وتساءلت لماذا "ترفض الحكومة الأميركية التفاوض مع الحكومة السورية؟ في الوقت الذي تتفاوض فيه مع الحكومات الروسية والإيرانية وحتى حماس، ولماذا تستثنى الحكومة السورية".

وذكرت أن آخر الاجتماعات التي جرت في مارس الماضي لم تكن جدية رغم توجيهات الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وكان الرئيس الأميركي بايدن قد اتهم دمشق باحتجاز تايس عام 2022 ودعا الحكومة السورية إلى المساعدة في تأمين إطلاق سراحه.

لكن الخارجية السورية نفت حينها احتجاز أي مواطن أميركي بمن فيهم تايس.

وأعلنت السلطات الأميركية في العام 2018 مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.

وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحدث بايدن عن تايس الذي يحتجز "كرهينة في سوريا بعد ما يقرب من 12 عاما".

ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين الذين تم وضعهم خلف القضبان لمجرد قيامهم بعملهم.

وأضاف بايدن "لا ينبغي للصحافة أن تكون جريمة في أي مكان على وجه الأرض".

وكانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المناهضة له عام 2011، وما لبثت أن تبعتها عواصم عربية وغربية، كما فرضت عليه عقوبات قاسية.

وكشف الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أواخر أبريل عن لقاءات تجري "بين الحين والآخر" مع الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن هذه "اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء".