كشف تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات في منطقة بادن-فورتمبيرغ بجنوب ألمانيا عن أنشطة تجسس تقوم بها إيران وسوريا والأردن وتركيا وروسيا والصين، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي اطلعت على التقرير المكون من 181 صفحة.
وتشير الاستخبارات الألمانية في رصدها إلى أن النظام السوري استغل موجات الهجرة إلى ألمانيا لزيادة أنشطته السرية هناك إلى أقصى حد.
وقال التقرير: "مع الاستقرار التدريجي للنظام خلال الحرب الأهلية، أصبحت أجهزة الاستخبارات السورية قادرة مرة أخرى على العمل في الداخل والخارج، وكانت المهمة الرئيسية هي البحث في المعارضين. وهذا يشمل الجماعات الإسلامية وجماعات المعارضة العلمانية والكردية".
"ومع حركة الهجرة في السنوات الماضية، زادت محاولات التجسس بين السوريين الذين يعيشون في ألمانيا"، بحسب الوكالة الاستخباراتية.
واللافت ظهور اسم الأردن، الذي بحسب الصحيفة الإسرائيلية لم يظهر من قبل في الوثائق الاستخبارية الألمانية، ويشير التقرير إلى أنشطة تجسس أردنية في ألمانيا لكنه لم يحددها.
وبالنسبة لروسيا والصين، فسوف تركز أجهزة الاستخبارات في ألمانيا على الأشخاص من هاتين الدولتين الموجودين هناك لفترة طويلة، مثل أفراد أسر البعثات الدبلوماسية والمسؤولين الحكوميين وممثلي الشركات والأكاديميين و الطلاب.
ووجهت الاستخبارات الألمانية أصابع الاتهام إلى الصين وإيران وروسيا وتركيا فيما يتعلق بأنشطة التجسس في بادن-فورتمبيرغ خلال العام الماضي، خاصة الصين وإيران، مشيرة إلى أن تلك المنطقة تعرضت للعديد من الهجمات الإلكترونية التي يشتبه في أنه على صلة بأجهزة استخبارات.
وتشير إلى أن مسؤولي الاستخبارات الصينية تجسسوا على طالبي لجوء في بادن-فورتمبيرغ من أقلية الإيغور.
وكان رئيس فرع وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هالدينوانغ قد قال للجنة برلمانية في عام 2019 إن "التجسس في ألمانيا وصل إلى مستوى لم نشهده منذ الحرب الباردة".
وذكرت محطة فوكس نيوز الأميركية في تقرير سابق حول التقرير الألماني أنه ذكر أيضا أن إيران تعمل على تطوير أسلحة دمار شامل وأنها تلتف على العقوبات الدولية في سبيل تحقيق ذلك.
وكشف أنه بالإضافة إلى إيران، فإن كوريا الشمالية وباكستان وسوريا "توصل" أيضا مساعيها للحصول على هذه الأسلحة.
وقال إن الدول الأربع المذكورة تريد "استكمال الترسانات الموجودة وتحسين نطاق أسلحتها وإمكانات تطبيقها وفعاليتها وتطوير أنظمة أسلحة جديدة وتحاول الحصول على المنتجات الضرورية من خلال عمليات شراء غير قانونية في ألمانيا".
فوكس نيوز قالت إن منطقة بادن فورتمبرغ تنشط فيها "شبكة إيران" لأن بها العديد من شركات الهندسة المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة، التي قد تستفيد منها لتطوير أسلحة نووية وقد أشار التقرير إلى محاولات شراء غير مشروعة قامت بها في هذه المنطقة عام 2019.
الجدير بالذكر أن كوريا الشمالية وباكستان تقران بامتلاكهما ترسانة نووية، لكن إيران تنفي ذلك، وكانت قد وقعت عام 2015 اتفاقا مع مجموعة الدول الست يتم بموجبه وقف أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها.
وتشير تقرير سابقة إلى أن إيران تتجسس على معارضيها الذين يعيشون في دول أوروبية ومنها ألمانيا.