فشل منظومة الصواريخ الروسية قد يفسر سبب بطء تقدمها في أوكرانيا
فشل منظومة الصواريخ الروسية قد يفسر سبب بطء تقدمها في أوكرانيا

قال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الصواريخ الروسية فشلت بنسبة تصل إلى 60٪ في أوكرانيا، وهو التفسير المفترض للتقدم البطيء للغزو الروسي.

ومنذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا في 24 فبراير، فشلت القوات الروسية في تحقيق أهداف أساسية مثل تحييد القوات الجوية الأوكرانية.

المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا لوكالة رويترز، شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المعلومات، لم يقدموا أدلة تدعم التقييم ولم يكشفوا عن السبب الدقيق وراء ارتفاع معدلات فشل الصواريخ الروسية.

ولم يتسن للوكالة التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

وعلى الرغم من أن رويترز لم تتمكن من تحديد معدل الفشل الدقيق لصواريخ كروز التي يتم إطلاقها من الجو، قال خبيران قابلتهما الوكالة إن أي معدل فشل بنسبة 20٪ أو أكثر سيعتبر مرتفعًا.

ويقول الكرملين إن ما يسميه "عملية عسكرية خاصة" هو مخطط له وأن روسيا ستحقق كل أهدافها. ويصور الولايات المتحدة وكل من يعارض مزاعمه على أنه "إمبراطورية أكاذيب" أطلقت العنان لحرب إعلامية على روسيا.

وامتنع ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين عن التعليق على الفور واقترح على رويترز الاتصال بوزارة الدفاع التي لم ترد على الفور على مكالمات هاتفية وطلب كتابي للتعليق.

وفي الأيام الأخيرة، أشادت وزارة الدفاع الروسية بالكفاءة المهنية وتكنولوجيا الصواريخ للقوات المسلحة، وقالت إن "الحديث عن الإخفاق دعاية مضللة يوزعها أعداء روسيا وعلى رأسهم الولايات المتحدة".

فشل ذريع

وكان مسؤولو دفاع أميركيون قالوا للصحفيين هذا الأسبوع إن البنتاغون يقدر أن روسيا أطلقت أكثر من 1100 صاروخ من جميع الأنواع منذ بدء الحرب. 

ولم يذكر المسؤولون حتى الآن عدد الذين أصابوا أهدافهم وعدد الذين فشلوا في القيام بذلك.

ونقلاً عن المخابرات الأميركية، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن الولايات المتحدة قدرت أن معدل فشل روسيا يختلف من يوم لآخر، ويعتمد على نوع الصاروخ الذي يتم إطلاقه، وقد يتجاوز أحيانًا 50٪ بينما قال اثنان منهم إنها وصلت إلى 60٪.

وقال أحد المسؤولين إن المعلومات الاستخباراتية أظهرت أن معدل فشل صواريخ كروز الروسية المطلقة من الجو يتراوح بين 20٪ و 60٪.

وشوهدت روسيا تنشر نوعين من صواريخ كروز التي تطلق من الجو في أوكرانيا، وهما Kh-555 و Kh-101 ، وفقًا لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ويمكن أن تشمل حالات الفشل أي شيء من فشل الإطلاق إلى فشل صاروخ في الانفجار عند الاصطدام.

وتعتقد الولايات المتحدة أن روسيا أطلقت صواريخ كروز جوية من المجال الجوي الروسي في وقت سابق من هذا الشهر عندما هاجمت قاعدة عسكرية أوكرانية بالقرب من الحدود البولندية.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين لرويترز إن هناك معدل فشل مرتفع بشكل خاص خلال هذا الهجوم، وأسفرت الغارة عن مقتل 35 شخصًا، وفقًا للسلطات الأوكرانية.

وكانت الهجمات الصاروخية سمة من سمات الغزو الروسي، حيث أعلنت روسيا عن توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية بما في ذلك مستودعات الأسلحة.

وأودى الغزو بحياة الآلاف وشرد ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة. 

وطال القصف مناطق سكنية ومدارس ومستشفيات في مدن أوكرانية بما في ذلك خاركيف وميناء ماريوبول المحاصر على بحر آزوف.

وتقول روسيا إن العملية كانت ضرورية لأن الولايات المتحدة كانت تستخدم أوكرانيا لتهديد روسيا بينما زعمت أن المتحدثين بالروسية يتعرضون للاضطهاد في أوكرانيا.

مبنى الكرملين في العاصمة الروسية موسكو- صورة تعبيرية.
مبنى الكرملين في العاصمة الروسية موسكو- صورة تعبيرية.

نددت الرئاسة الروسية، الجمعة، بتصريحات "خطرة للغاية" أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ولم يستبعد فيها إرسال قوات غربية الى أوكرانيا بحال اخترقت موسكو "خطوط الجبهة" في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحفيين إن "هذا التصريح مهم للغاية وخطر للغاية".

وأضاف أن ماكرون "يواصل على الدوام الحديث عن إمكانية الانخراط المباشر على الأرض في النزاع بشأن أوكرانيا. هذا نسق خطر للغاية".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة "نتابع كل هذا باهتمام ونواصل وسنواصل عمليتنا العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة".

وتابع بيسكوف "تواصل فرنسا، عبر رئيسها، الحديث عن احتمالية تدخلها المباشر على الأرض في الصراع في أوكرانيا".

وكان ماكرون كرر، الخميس، موقفه لجهة عدم استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في حال تحقيق روسيا خرقا مهما في الغزو الذي بدأته عام 2022.

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية نشرت، الخميس، "في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع".

وكان ماكرون أثار جدلا في نهاية فبراير عندما أكد أن إرسال قوات مسلحة غربية إلى الأراضي الأوكرانية لا ينبغي "استبعاده" في المستقبل.

وفي سياق التصريحات الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة، إن أوكرانيا لها الحق في ضرب روسيا بالأسلحة البريطانية، وذلك خلال زيارته الثانية لكييف منذ أن أصبح وزيرا للخارجية.

وأوضح كاميرون أن الأمر متروك لكييف لتقرر كيفية استخدام الذخيرة التي زودتها بها بريطانيا، وفقا لما ذكرته صحيفة "إندبندنت".

وأضاف: "فيما يتعلق بما يفعله الأوكرانيون، فمن وجهة نظرنا، فإن الأمر يتعلق بقرارهم بشأن كيفية استخدام هذه الأسلحة، فهم يدافعون عن بلادهم، وقد تعرضوا للغزو غير القانوني من قبل، فلاديمير بوتين، ويجب عليهم اتخاذ هذه الخطوات".

وتابع "نحن لا نناقش أي تحذيرات نضعها بخصوص ذلك. لكن لنكن واضحين تماما، فقد شنت روسيا هجوما على أوكرانيا، ومن حق أوكرانيا المطلق الرد على روسيا".

وجاءت زيارة كاميرون إلى كييف بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، عن تقديم نحو 3 مليارات جنيه استرليني (3.7 مليار دولار) من الدعم العسكري لأوكرانيا هذا العام.

وقالت وزارة الخارجية إن وزير الخارجية كرر خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "دعم المملكة المتحدة الواضح" لكييف.

واستنكر الكرملين تصريح كاميرون بشأن إمكانية استخدام أوكرانيا الأسلحة البريطانية ضد أهداف داخل روسيا إذا أرادت "التصعيد المباشر" للصراع.

ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التصريحات بأنها "خطيرة ومقلقة"، وقال إنها قد تعرض للخطر نظام الهيكل الأمني الأوروبي بأكمله.