اعتبرت مصر وتركيا وروسيا وفرنسسا سرت والجفرة خط أحمر
اعتبرت مصر وتركيا وروسيا وفرنسسا سرت والجفرة خط أحمر

تعثر التقدم السريع لقوات طرابلس المدعومة من تركيا في ليبيا في مدينة سرت الساحلية، بسبب تدخل روسيا بشكل واضح في الصراع، مما ينذر بمساومة صعبة بين أنقرة وموسكو، وفقا لموقع "مونيتور".

فقد واجهت الطائرات بدون طيار التركية، التي ساعدت في تحويل المعركة لصالح حكومة الوفاق الوطني، قيوداً كبيرة في تحركاتها بسبب الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) قالت إن طائرات روسية تسلمتها ليبيا في مايو تُستخدم على نطاق واسع، مشيرة إلى أن  14 طائرة ميج-29 على الأقل وعدة طائرات سوخوي-24 نُقلت إلى ليبيا عبر سوريا بعد طمس العلامات الروسية المطبوعة عليها.

وبعد خسارة حفتر لقاعدة الوطية أهم القواعد العسكرية الليبية الشهر الماضي، سحبت موسكو مرتزقة فاغنر، الذين دعموا حفتر، إلى الجفرة في وسط ليبيا، والذي اُعتبر علامة على أن المنطقة ستصبح بمثابة خط أحمر بالنسبة لروسيا. 

وفي أواخر مايو نشرت موسكو 14 طائرة من طراز MiG-29 و Su-24 على الأقل في الجفرة، وأظهرت أن هذا خطها الأحمر، ولم تبد أي مرونة فيما يتعلق بالسماح لسرت بالسقوط، محطمة آمال أنقرة في تكرار الانتصارات السهلة نسبيا في الوطية وترهونة.

 

جدل صاخب

 

وفي 14 يونيو، أجل وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان زيارة إلى تركيا في اللحظة الأخيرة، مع استمرار الاتصالات الثنائية، وانسحبت موسكو من المحادثات بعد أن رفضت تركيا اقتراحًا مصريًا بوقف إطلاق للنار يتماشى مع خطة اللعبة الروسية.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر في 8 يونيو أن سرت والجفرة وحقول النفط الرئيسية هي الأهداف التالية للحملة، واعترف بأن روسيا "منزعجة"، وقال إنه سيناقش الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحدث جدل صاخب على سرت بالفعل في أوائل يونيو، عندما زار وفد من حكومة الوفاق الوطني، بما في ذلك نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق موسكو مؤكدا أن "سرت خط أحمر لروسيا"، بالعودة إلى طرابلس، اتصل بقائد عملية سرت - الجفرة، وحثه على وقف الهجوم بينما تعهد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني بالسيطرة عليها سرت، كما أمر رئيس الوزراء فايز السراج، عائدًا من المحادثات في أنقرة، بمواصلة الهجوم. 

وقال العميد عبد الهادي دراه، المتحدث باسم غرفة العمليات المشتركة بين سرت والجفرة، في 15 يونيو: "سرت خط أحمر بالنسبة لنا".

وخلال الساعات الماضية، أعلنت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجفرة وسرت خط أحمر وأن مصر لن تسمح بسقوطهما في يد قوات التوافق، وأنها قد تتدخل عسكريا لمنع ذلك.

 

لماذا سرت خط أحمر؟

 

تقع سرت في منتصف الساحل الليبي، وهي البوابة الغربية لمنطقة "الهلال النفطي" في البلاد والطريق الذي يجب على أي طرف أن يسيطر ليتمكن من الوصول إلى موانئ زويتينة وراس لانوف والسدرة والبريقة، حيث يوجد 11 خط نفط و3 قنوات غاز.

ومن خلال الاستيلاء على سرت، يمكن السيطرة بسهولة على امتداد ساحلي بطول 350 كيلومترًا على طول الطريق إلى بنغازي، حيث تكثر خطوط الأنابيب والمصافي والمحطات ومرافق التخزين. 

قبل اندلاع الحرب في 2011 في ليبيا، كان 96 % من الدخل الليبي من النفط، حيث يبلغ احتياطي البلاد 48.3 مليار برميل من النفط و1.5 تريليون متر مكعب من الغاز.

كما تسعى تركيا إلى وجود عسكري دائم في ليبيا، وتتطلع إلى قاعدة الوطية وقاعدة بحرية في مصراتة، وقاعدة القرضابية الجوية بالقرب من سرت.

أما بالنسبة روسيا، فهي تسعى للسيطرة على سرت للحصول على موضع قدم في جنوب البحر المتوسط، بعد الحصول على قواعد في طرطوس واللاذقية في سوريا.

 

بالنسبة لمصر

 

من جهتها، تعتبر القاهرة أن سرت خطا أحمر لأنه  في حال سقوطها في يد حكومة الوفاق ستسيطر على النفط الليبي مما يعطيها التفوق على قوات حفتر، وهذا سيساعدها في السيطرة على باقي المدن حتى تصل إلى الحدود المصرية.

كما تنظر فرنسا لسرت بنفس الأهمية التي تنظر بها روسيا، فهي الأخرى تريد الميناء وقاعدة عسكرية.

وفي 14 يونيو، هاجمت فرنسا تركيا بسبب تزايد "عدوانيتها" في ليبيا، متهمة إياها بانتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وطلبت عقد اجتماع للناتو بشأن هذه القضية، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن موقف تركيا "يشكل خطرا على أنفسنا وخطر استراتيجي غير مقبول لأنها تبعد 200 كيلومتر 124 ميلا عن الساحل الإيطالي".

وتسعى فرنسا للحصول على دعم أميركي مباشر لكبح جماح تركيا، ولكن بالنسبة لواشنطن، فإن الأولوية هي إعاقة روسيا، ومن غير المرجح أن تركيا في الناتو، فهي تدعم أنقرة بشكل علني، ولكن ما يمكن أن يدفع واشنطن لتغيير موقفها هو عقد أنقرة شراكة مع موسكو في ليبيا، بحسب الصحيفة.

حرس حدود ليبي يقف بالقرب من مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء
ليبيا أصبحت مركزا لعشرات آلاف المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا

عثر على مقبرة جماعية تضم "جثث 65 مهاجرا على الأقل" في جنوب غرب ليبيا هذا الأسبوع، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان الجمعة.

وأفادت الوكالة الأممية بأن "ظروف وفاتهم وجنسياتهم لم تعرف بعد، لكن يعتقد بأنهم لقوا حتفهم أثناء عملية تهريبهم عبر الصحراء".

وأصبحت ليبيا الواقعة على مسافة حوالي 300 كلم من السواحل الإيطالية والمنقسمة بين سلطتين متنافستين في الشرق والغرب، مركزًا لعشرات آلاف المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا من طريق البحر.

ويحاول العديد من المهاجرين الوصول إلى أوروبا من الأراضي الليبية معرضين حياتهم للخطر. لكن آلافا يعيشون في ليبيا منذ سنوات بصورة غير نظامية، ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة، لا سيما حول العاصمة.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن البيانات التي جمعتها الأمم المتحدة بين مايو ويونيو 2023، تشير إلى وجود أكثر من 700 ألف مهاجر على الأراضي الليبية.

وقضى أو فقد في العام 2023 نحو 3105 مهاجرين بعد محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.