رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة يواجه الكثير من التحديات والصعاب قبل تمرير حكومته من البرلمان
رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة يواجه الكثير من التحديات والصعاب قبل تمرير حكومته من البرلمان

يحاول رئيس الحكومة الليبية المكلف، عبد الحميد الدبيبة، تقديم التنازلات للحصول على تصديق مجلس النواب، على حكومته التي لم يختر منها إلا واحدا، بحسب قوله، الثلاثاء، ما أثار الكثير من الانتقادات. 

وإلى يوم ثالث جديد، ستستمر المناقشات في سرت حول منح الثقة للحكومة، بعد أن طالب عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، الدبيبة بتقديم تشكيلته مكتملة، الأربعاء.

دعوة صالح جاءت بعد التحفظات التي سادت المناقشات حول التشكيلة الحكومية، والتي حاول فيها رئيس الوزراء المكلف تسريع عملية منح الثقة، من خلال تعديل فريقه الحكومي بتغيير الأسماء التي كانت محل تحفظ النواب.

"برلمان يختار الوزراء!"

واشتكى الدبيبة من التشكيك في تشكيلة حكومته وكفاءتها قبل أن تبدأ.

ففي اليوم الثاني من نقاشات برلمانية حول مقترحه لحكومة انتقالية، ندد رئيس الوزراء المكلف، ما وصفه بـ "حملة شرسة" تهدف إلى "تدمير" البلاد، وأكد أنه لم يختر في تشكيلته الحكومية سوى وزيرا واحدا وأن باقي الوزراء تم اختيارهم بناء على تزكيات من النواب. 

ويرى الباحث السياسي الليبي، حافظ الغويل، في حديثه مع موقع "الحرة"، أن الدبيبة هو من "فتح النار على نفسه". 

وأوضح الغويل "لم نسمع أبدا برئيس حكومة لا يختار وزراءه، ويترك اختيارهم لأعضاء البرلمان، الذين هم من المفترض الذين سيحاسبون الحكومة"، متسائلا "كيف سيكون ولاء هؤلاء الوزراء لرئيس الحكومة. بالتأكيد سيكون ولاؤهم لمن عينوهم". 

مجلس النواب الليبي يجتمع في سرت بحضور 132 نائبا من 188 للتصويت على منح الثقة لحكومة دبيبة

ويرى الغويل أن الدبيبة يعتقد أن مهمته "إرضاء الجميع"، فأنشأ "وزارات ليس لها معنى في حكومة أزمة مثل وزراء موارد مائية، وللسياحة والصناعات التقليدية"، مضيفا أنه "في ظل الانقسام الحالي لن يستطيع أن يرضي جميع الأطراف". 

وأكد الغويل، وهو خبير في البنك الدولي، أن "هذه حكومة أزمة، ويجب أن تكون مصغرة. من المفترض أن تضع ثلاثة أهداف نصب أعينها، أولها التحضير للانتخابات، ثانيها المصالحة، ثالثها الخدمات العامة. هذه الحكومة يجب أن تكون منتقاة بعناية". 

ويستنكر الغويل تقديم رئيس الوزراء المكلف تنازلات لمجلس النواب وحرصه على نيل ثقته، رغم أن لديه فرصة أخرى في اللجوء إلى ملتقى الحوار السياسي الذي انتخبه والمكون من 75 شخصية إذا لم يحصل على تصديق البرلمان الذي سيفقد شرعيته ولن يكون له أي صلاحيات. 

وقام ملتقى الحوار الليبي الذي يضم 75 ممثلا عن كل مدن البلاد وانطلق، في نوفمبر الماضي، في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، بانتخاب الدبيبة (61 عاما) في 5 فبراير رئيسا للوزراء لقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقرر تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل.

رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة

"تخلى عن وعوده"

المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إسماعيل السنوسي، رأى في مقابلة مع قناة "الحرة" أن الدبيبة يحاول أن يتلافى الذهاب إلى ملتقى الحوار السياسي "بدليل أنه اضطر إلى التخلي عن وعوده عندما فازت قائمته". 

ووعد رئيس الحكومة المكلف بأن تكون حكومته تكنوقراط ومصغرة وأنه سيحتفظ بالوزراء الذين نجحوا في الحكومة السابقة، "كل ذلك لم يفعله دبيبة، لأنه يريد أن يكسب النواب من خلال سياسة الترضية وتوزيع الحقائب الوزارية على النواب حسب دوائرهم الانتخابية الـ13"، بحسب السنوسي الذي كان يتحدث من طرابلس. 

وتتضمن تشكيلة الدبيبة الحكومية نائبين لرئيس الوزراء و26 وزيرا وستة وزراء دولة، مع إسناد حقيبتي الخارجية والعدل لامرأتين في سابقة في ليبيا.

لكن حقيبة الدفاع الاستراتيجية لا تزال موضع خلاف كبير، وكشف الدبيبة عن "صراع" بين جميع الأطراف على هذه الحقيبة.

ويؤكد المحلل السياسي، خالد ترجمان، من بنغازي، في حديثه مع "الحرة"، الثلاثاء، أن ما يحدث في ليبيا حاليا هو أن "الأمر الواقع يفرض نفسه سواء كان أمنيا عسكريا أو جهويا، من خلال توزيع الحقائب الوزارية"، واصفا ما وقع فيه الدبيبة بأنه "خطأ قاتل". 

وقال ترجمان إن "توزيع الحقائب الوزارية على 13 دائرة انتخابية قد يرضي البعض ويغضب البعض الآخر، لأن النواب قدموا له ثلاثة آلاف سيرة ذاتية رأى منها ألفين و300 سيرة ذاتية". 

وأضاف "هذا كم هائل وغير معقول بأن يتم التعامل مع هذا الرجل بهذا الشكل ولديه استحقاقات محددة عليه أن ينجزها، أهمها رحيل القوات الأجنبية وتفكيك الميليشيات وفتح الطرقات والذهاب إلى الانتخابات". 

واستنكر الغويل كيف يتم اختيار أعضاء حكومة من خلال السير الذاتية، موجها حديثه إلى الدبيبة "أنت هنا لا تختار مهندسا، أو سكرتيرة، أنت تختار وزيرا، وهذا له معيارات أخرى، بعضها يكون سياسي، وأخرى تتعلق بالخبرة". 

وقال: "أي إنسان قادر ويفهم وله أي كفاءة لا يمكن أن يتطوع ويرسل سيرته الذاتية لأحد، مسؤولية رئيس الوزراء أن يبحث عن هذه الكفاءات ويحاول إقناعها أن تنضم إلى فريق العمل".

وعزا الغويل ما وصفه بـ"تعثر" الدبيبة، إلى أنه "ليس لديه خبرة سواء في السياسة أو الحكومة لا داخليا ولا خارجيا". 

مناطق السيطرة في ليبيا

واعترف دبيبة خلال كلمة أمام البرلمان بالصعوبات والضغوطات التي اعترضته خلال فترة تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن المحاصصة والتوازنات فرضت نفسها.

ورغم الانتقادات، قال رئيس الوزراء المكلف في تغريدة له، على تويتر، الثلاثاء، إن "التئام مجلس النواب اليوم بعد سنوات من الانقسام يدعو إلى السعادة، بغض النظر عن اختلاف وجهات الرأي". 

وأضاف "من الأفضل أن تتم إدارة الاختلاف تحت قبة البرلمان بدل جبهات القتال"، معبرا عن تفاؤله "بغد أفضل يليق بالليبيين". 

هل سيمررها مجلس النواب؟

وتباينت مواقف النواب الليبيين بين الدعوة إلى حجب الثقة عن بعض الأسماء في الحكومة، في حين يرى آخرون أن مناقشة منح الثقة للحكومة تحتاج وقتا أكثر للتشاور مع الدبيبة حول إجراء بعض التعديلات.

ويرى السنوسي أنه من المحتمل ألا يمنح البرلمان الليبي الثقة للتشكيلة المقترحة للحكومة في جلسة الأربعاء، "ما يقود إلى جلسة جديدة حسب لائحة مجلس النواب في 18 من الشهر الجاري، أو الاضطرار إلى الذهاب إلى ملتقى الحوار السياسي". 

لكن الغويل يرى أن مجلس النواب سيمرر الأربعاء الحكومة بعدما علم أنه يستطيع السيطرة عليها، ويقول: "الدبيبة وضع نفسه في موقع لا يحسد عليه أمام البرلمان رغم أن لديه فرصة أخرى.. ليس عليه أن يرضي أعضاء البرلمان والقبائل المختلفة، لأن لديه فرصة العودة للجنة الحوار الوطني". 

"حكومة ضعيفة"

ويرى كل من الغويل والسنوسي أن الحكومة ستقابلها الكثير من التحديات والمشاكل. 

ورأى السنوسي أن  "الطريق الذي سلكه الدبيبة سيؤدي إلى حكومة فاشلة وضعيفة ولا يمكن أن تكون حكومة سياسية بهذا الشكل". 

ويتوقع الغويل أن تطول الفترة الانتقالية وألا تجرى الانتخابات، في ديسمبر، كما هو مخطط له، لأنه "أعطى للبرلمان سلطة أكبر من حجمه، كما سمح لأعضائه بالتحكم بالحكومة وبكل شيء بما في ذلك خطة الطريق". 

ليبيا غرقت في فوضى سياسية وأمنية منذ 13 عاما
ليبيا غرقت في فوضى سياسية وأمنية منذ 13 عاما

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، استقالته بشكل مفاجئ الثلاثاء، مُطلقا موجة من التساؤلات بشأن مستقبل العملية السياسية الهشة في البلاد، خصوصا في ظل الإحباط الذي عبر عنه في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء من "غياب الإرادة السياسية" و"أنانية" القادة.

ويأتي قرار باتيلي بعد 18 شهرا من توليه المنصب، وهو تاسع مبعوث أممي لليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 عقب ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي.

ورسم الدبلوماسي السنغالي للصحفيين، بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، صورة قاتمة للوضع في ليبيا، التي تشهد حربا أهلية منذ 2011.

وقال إن البعثة الأممية "بذلت الكثير من الجهود خلال الأشهر الـ18 الماضية"، لكن "في الأشهر الأخيرة تدهور الوضع"، منددا "بغياب الإرادة السياسية وحسن نية الزعماء الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".

وأوضح أن "تصميم القادة الحاليين بكل أنانية على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال مناورات ومخططات بهدف المماطلة على حساب الشعب الليبي، يجب أن يتوقف".

ولفت إلى أنه "في هذه الظروف، ليس لدى الأمم المتحدة أي وسيلة للتحرك بنجاح. ولا مجال لحل سياسي".

ماذا وراء الاستقالة؟

وتعليقا على استقالة المبعوث الأممي، قال المحلل والباحث في الشأن الليبي، محمد الجارح، لموقع الحرة إن الاستقالة رسالة تُجسد مدى تعقيد الأزمة الليبية، وتُؤكد عجز الأمم المتحدة عن لعب دور فاعل في حلحلة هذه الأزمة المُستعصية.

وأضاف: "الأطراف الليبية المتصارعة، ومن خلفها الأطراف الخارجية التي تدعمها، أثبتت قدرتها على إفشال وإيقاف أي جهد دولي في اتجاه حلحلة الأزمة المستمرة منذ سنوات".

وتابع الجارح: "الآن هناك 9 من مبعوثي الأمم المتحدة استقالوا منذ 2011، والمبعوث العاشر في الطريق بكل تأكيد، وكما هو الحال لن تكون مهمة سهلة على عملية الاتفاق على مبعوث أممي جديد وذلك بسبب حالة الانقسام الحاد الموجودة داخل مجلس الأمن بسبب الأزمات السياسية المتعددة في المنطقة أو العالم بما في ذلك الحرب في غزة وأوكرانيا".

ولتعيين مبعوث أممي لا بد لمجلس الأمن الدولي أن يوافق على اسم أي مرشح يقدمه الأمين العام.

وعُين باتيلي ممثلا خاصا للأمين العام في ليبيا في سبتمبر 2022، بعد شغور المنصب لأشهر إثر الاستقالة المفاجئة لسلفه يان كوبيش في نوفمبر 2021، وكذلك رفض مجلس الأمن الدولي أسماء أخرى عديدة طرحها غوتيريش.

بدوره، رأى المحلل السياسي، أحمد المهدوي، أن "المبعوث الأممي تعرض لضغوط كبيرة دفعته إلى الاستقالة، خاصة أنه كان متحمسا للاستمرار في المنصب لقيادة مسار المصالحة السياسية في البلاد".

وقال المهدوي، لموقع الحرة، "باتيلي قاد الجهود الحثيثة للتوافق على موعد مؤتمر المصالحة الوطنية الليبية، وهو الحدث الذي كان مرتقبا للتمهيد إلى أفق سياسي جديد بالبلاد، وبالتالي فإن الاستقالة دفُع لها بكل تأكيد".

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن باتيلي واجه أيضا بعض الانتقادات بسبب عدم التواصل المباشر الكافي مع الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك مع النشطاء الفاعلين على الأرض، حسب المهدوي.

والثلاثاء، أعلن باتيلي خلال جلسة مجلس الأمن، أن مؤتمر المصالحة الوطنية الليبية الذي كان مقررا عقده في 28 أبريل الجاري، أرجئ إلى أجل غير مسمّى.

وستعيد استقالة المبعوث الأممي الأزمة الليبية إلى "نقطة الصفر"، حسب المهدوي، الذي قال: "أي محاولات مستقبلية للحديث عن تشكيل حكومة أو انتخابات ستستغرق المزيد من الوقت".

بدوره، حمّل الجارح التنافس الإقليمي والدولي مسؤولية فشل مبعوث الأمم المتحدة، قائلا: "مجلس الأمن عجز على تبني موقف موحد تجاه الأزمة، وهذا أضعف أداء البعثة الأممية وجعلها غير قادرة على القيام بدورها بشكل أمثل، خصوصا في ظل الرفض الروسي (فيتو) الجاهز لعرقلة أي جهود باتجاه حلحلة الأزمة".

وأضاف: "بكل تأكيد ستنظر روسيا على أن هذه الاستقالة، ومن قبلها تسمية ستيفاني خوري نائبة للمبعوث الأممي إلى ليبيا، باعتبارها محاولة من الولايات المتحدة للسيطرة على الملف السياسي في ليبيا".

وتابع: "خلال فترة المبعوثة الأممية السابقة في ليبيا ستيفياني ويليامز، رأينا روسيا تعرقل عملية التجديد لتفويض البعثة أكثر من مرة كما كان هناك عرقلة فيما يتعلق بالدعم المالي، وكل هذه بالتأكيد كان لها تداعيات على دورها".

وأكد هذا أيضا المحلل السياسي والعسكري الليبي، عادل عبد الكافي، الذي قال لموقع الحرة إن "روسيا تواصل التوسع العسكري في شرق ليبيا من خلال مرتزقة الفيلق الروسي الإفريقي. فيما تحاول الولايات المتحدة احتواء الوضع من خلال عقد اجتماعات مع بعض القيادات العسكرية في غرب البلاد".

إلى أين تتجه الأزمة؟

وغرقت ليبيا في فوضى سياسية وأمنية منذ 13 عاما، حيث يحكم البلاد التي تشهد أعمال عنف وانقسامات، حكومتان متنافستان، إحداهما في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد دبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى معقلها في بنغازي في الشرق ويرأسها، أسامة حماد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.

وأكد المهدوي أن حديث المبعوث الأممي بشأن "الأنانية" وتغليب "المصالح" لم يأت بجديد، خصوصا أن "الجميع يعلم أن النخب السياسية الليبية وأطراف الصراع كلها تمتاز بالأنانية وحب الذات، ولا تريد تسليم السلطة".

وأضاف: "التداول السلمي للسلطة في ليبيا مبدأ مرفوض تماما. واستقالة المبعوث الأممي تخدم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الذي رفض تشكيل حكومة جديدة".

وحسب فرانس برس، أبدت حكومة طرابلس "تحفظات" على الدبلوماسي السنغالي، منذ تعيينه مبعوثا إلى ليبيا قبل 18 شهرا.

وقال الجارح خلال حديثه: "للأسف هناك عودة حقيقية لحالة الانقسام المتجذر على المستوى المؤسساتي وعلى المستوى السياسي، وربما على المستوى المالي خلال الفترة المقبلة مرة أخرى كما حدث في الفترة بين 2014 و2019".

وأضاف: "التخوف الحقيقي الموجود الآن أن هناك وجهتين نظر متعارضين، وكل منها في اتجاهات مختلفة فيما يتعلق بمسألة الحكم والسلطة الحاكمة في ليبيا".

وتابع: "في الشرق سلطة حاكمة متمثلة في رجل واحد هو خليفة حفتر. وفي غرب البلاد هناك حكومة لا مركزية إن صح التعبير في ظل التنافس حول السلطة بين المجموعات المسلحة والمجموعات السياسية المختلفة".

ورأى الجارح أن خلافات الأطراف الليبية المتنافسة عميقة لدرجة أنه "من المستبعد التوصل إلى حل وسط يرضي الجميع. وبالتالي، فإن الأزمة في ليبيا مرجحة للاستمرار، بل قد تتفاقم وتؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد".

صراع مسلح؟

لا يستبعد المهدوي خلال حديثه، إمكانية التصعيد المسلح في ليبيا بين الأطراف المتنافسة، خصوصا الجماعات المسلحة في طرابلس والتي تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها الأمنية من حين إلى آخر.

لكنه في نفس الوقت يستبعد أن تحاول قوات حفتر مهاجمة طرابلس مرة أخرى بعد أن "فشلت قبل 4 أعوام"، على حد قوله.

وأضاف: "الصراع قادم لا محالة وهذا هو مصدر القلق، خصوصا أن اللجنة العسكرية (5+5) لم تدعم بشكل حقيقي جهود البعثة الأممية فيما يتعلق بالملف الأمني في البلاد".

وشُكلت اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" (خمسة أعضاء من قوات حفتر ومثلهم من قوات حكومة الوحدة) برعاية الأمم المتحدة، وهي الجهة التي تتولى الإشراف على وقف إطلاق النار الدائم الذي توصّل إليه الطرفان في أكتوبر 2020.

وأنهى هذا الاتفاق هجوما عسكريا واسع النطاق، شنّته قوات المشير حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس، استمر لأكثر من عام (من أبريل 2019 وحتى يونيو 2020).

بدوره، يرجح عبدالكافي تفاقم الانقسامات والاشتباكات المسلحة في ليبيا، حتى بين الفصائل المتحالفة في شرقها وغربها.

وفي ظل سعي كل طرف لتعزيز نفوذه ومصالحه، قال عبدالكافي إن "اندلاع الاشتباكات أمر وارد، خاصة مع ازدياد محاولات بعض التشكيلات المسلحة السيطرة على المؤسسات والمواقع".

وأضاف عبدالكافي: "في ظل الأنانية التي تتمتع بها الأطراف المحلية سواء في الشرق أو في طرابلس غربا أو حتى على مستوى المنطقة الجنوبية، فإن اندلاع الاشتباكات أمر غير مستبعد".

ويُشير خلال حديثه إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين مجموعات مسلحة في كل من غرب وشرق البلاد، مستشهدا بمواجهة حديثة بين "كتيبة 2020" و"كتيبة 106" للسيطرة على معسكر في بنغازي، على الرغم من كونهما تابعتين لقوات خليفة حفتر.

ويؤكد عبدالكافي أن هذا المشهد الفوضوي بات سائدا على الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا، مستبعدا حدوث مواجهة عسكرية واسعة على غرار عام 2019، "لأن قرار شن مثل هذه العمليات يبقى بيد الأطراف الإقليمية والدولية وليس الأطراف المحلية".