سلمان العودة
موقع الحرة أجرى حوارا مع الناشط الحقوقي عبدالله العودة وكشف فيه عن تعرضه لتهديدات بشكل شبه يومي

لا تزال قضية الداعية الإسلامي المعتقل في السجون السعودية، سلمان العودة، حاضرة في ذهن كل مهتم بقضايا حقوق الإنسان ومعتقلي الرأي، إلا أن التطورات الأخيرة أعادت قضيته بشكل قوي إلى الضوء.

وسلمان العودة واحد من 20 شخصية تم توقيفهم في منتصف سبتمبر 2017، وبينهم كتاب وصحفيون، في سياق حملة استهدفت معارضين في المملكة.

ووفق منظمة العفو، وجهت السلطات السعودية للعودة في أغسطس 2018،  37 تهمة، من بينها الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة إلى إجراء إصلاحات في الحكومة و "تغيير النظام" في المنطقة العربية.  

وفي حوار أجراه موقع "الحرة" الخميس 31 ديسمبر 2020 مع عبد الله العودة، تحدث نجل الداعية المعتقل، عن الانتهاكات التي تعرض والده لها بشكل مفصل.

كما تحدث عبدالله العودة، الذي كان قد نشر  مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قبل أيام للتذكير بقضية والده،  عن أوضاع معتقلي الرأي الحاليين، ورؤيته الشخصية لمستقبل السعودية والتحديثات التي تجريها الحكومة السعودية حاليا، بما في ذلك ملف تمكين المرأة.

العودة أكد، خلال الحوار, تعرض أبيه للتعذيب، قائلا "نعم، تعرض الوالد لما يصنف دوليا بأنه تعذيب، بدءا من قذفه في مؤخرة السيارة، وتعصيب عينيه، وتقييد يديه داخل الزنزانة".

وحاول موقع الحرة، في الأيام الثلاثة الماضية، التواصل مع هيئة حقوق الإنسان في السعودية، للتعليق على الاتهامات التي أوردها عبد الله العودة، دون تلقي أي رد على الاتصالات الهاتفية والرسائل عبر البريد الإلكتروني.

وقال الناشط السعودي إن والده "تعرض أيضا لما يسمى التسهير لأيام عديدة أثناء فترات التحقيق داخل السجن، كما تعرض للحرمان من النوم لأيام متواصلة والحرمان من العلاج لفترات طويلة حتى تدهورت صحته ونقل إلى العناية المركزة في أكثر من مرة.

كما أشار العودة إلى نقص الرعاية الطبية لوالده، وقال "كل هذه الانتهاكات مجتمعة إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد خلال كل الأشهر الماضية، قاد إلى أن يفقد نصف سمعه وبصره، بحسب كلام طبيب السجن نفسه".

وعن خطواته المقبلة لإطلاق سراح أبيه، قال العودة "نحن سنستمر بالضغط والحديث وتنظيم الحملات والتواصل مع كل أصحاب القرار حول العالم، حتى يتحرر الوالد وكل معتقل ومعتقلة تعسفيا".

كما لفت العودة إلى تلقيه تهديدات بالقتل والإيذاء شبه يوميا، وقال لموقع الحرة "اليوم مثلا، أكثر من شخص على تويتر قال إنه يريد يعدمني، يريد أن يقتلني، يريد أن يلاحقني".

وأضاف "قبل فترة، بسيطة قال لي أحدهم ممن يضع صورة محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)، إنه سوف يستغل ما أسماه الفوضى في الولايات المتحدة كي يقتلني أو يغتالني. وقد تحدثت مع السلطات المحلية حول هذا الموضوع، وهم يأخذونه على محمل الجد، وسيتعاملون مع الموضوع".

وبسؤاله عن تواصله مع السلطات الأميركية بخصوص قضية والده، رد الناشط السعودي "نحن مستمرون خلال هذه الفترة في التواصل مع كل أحد يهتم بالموضوع، ويريد أن يحل قضية المعتقلين التعسفيين داخل السعودية، إلى أن يتوفر حل نهائي وشامل".

وعن ملف التحديث الاجتماعي الجاري في السعودية، عبر العودة عن رأيه قائلا "أعتقد أنه تبين لكثير من الناس، أنها مجرد أوهام، وبأن القضية عبارة وعود تم التعهد بها فيما يخص الإصلاح الاجتماعي، وما سمي بتقوية المرأة أو ما سمي بتمكين المرأة، وخلال هذا البرنامج نفسه، تم اعتقال أهم من نادى بتمكين المرأة، وإعطائها حظ في المجال العام، مثل لجين الهذلول، عزيزة اليوسف، إيمان النفجان، سمر بدوي، ونوف عبدالعزيز الجريوي، وأخريات بلا شك هن رائدات في مجال تمكين المرأة في السعودية، التي طالبن على مدار عقود، بتمكين المرأة بشكل حقيقي، وإشراكها في التنمية".

وتابع العودة "لكن، لأن هذه النوعية من المطالب أيضا تشمل مطالب سياسية متعلقة بالحقوق والحريات، فلا يمكن للعهد الحالي أن يتقبل مثل هذا الشيء، ولهذا أقاموا لهن المعتقلات وتحرشوا بهن جنسيا، وصعقوهن كهربائيا داخل المعتقلات، وآذوهن بما يرى ويسمع العالم، وقد أثبتت التقارير الدولية ذلك، مثل تقارير الأمم المتحدة، و"هيومان رايتس ووتش"، ومنظمة العفو الدولية، وقد تحدثنا كثيرا حول هذا الشيء".

وبسؤاله عن فرص الشعب السعودي في خوض تجربة الديمقراطية، قال العودة "بدون شك، ونحن نعمل، ولذلك أسسنا حزب التجمع الوطني والذي يجمع أطيافا مختلفة، وهدفه إنشاء وإرساء ديمقراطية واضحة في المملكة العربية السعودية، وبإذن الله لن يقر لنا قرار حتى نصل إلى هذا الهدف".

وفي نهاية الحوار، أوضح العودة دور مؤسسته "DAWN"، حيث قال "لا تقوم رسالة DAWN فقط على تسليط الضوء على الضحايا من المعتقلين والمعتقلات، ولكن أيضا على المنتهكين والجناة، وفضحهم وملاحقتهم دوليا وقانونيا، وصناعة وخلق وكتابة ملفات متكاملة عنهم لأجل فضحهم وفضح تاريخهم السيئ، وملاحقتهم محليا ودوليا، قانونيا، بما تكفله الأنظمة المحلية والعالمية".

حصل مشروع القرار الذي صاغته الجزائر على دعم 12 عضوا في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده
حصل مشروع القرار الذي صاغته الجزائر على دعم 12 عضوا في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده

عبرت وزارة الخارجية السعودية، الجمعة، عن "أسف" المملكة "لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".

وأكدت الوزارة في بيان نشرته عبر حسابها في إكس أن "إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرّبنا من السلام المنشود". 

وجددت الوزارة "مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967  وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة". 

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يدعم طلب فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، ويقر برفع مجلس الأمن توصية إلى الجمعية العامة بمنحهم العضوية الكاملة في الامم المتحدة.

وحصل مشروع القرار الذي صاغته الجزائر على دعم 12 عضوا في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده .

ودانت الرئاسة الفلسطينية استخدام واشنطن لـ"الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ولموافقة المجلس المؤلف من 15 عضوا على أي قرار، يلزم تأييد 9 دول على الأقل، وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، حق النقض "الفيتو".

ويتم قبول دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.