قاعدة الإمام علي الإيرانية في سوريا
قاعدة الإمام علي الإيرانية في سوريا | Source: Courtesy Photo

كشف تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" تفاصيل جديدة بشأن قاعدة "الإمام علي" الإيرانية الواقعة قرب الحدود العراقية السورية، فيما أشار إلى أن عناصر ميليشيا حزب الله العراقي الموالين لإيران هم من يسيطرون على القاعدة في الوقت الحالي.

ويؤكد التقرير أن فحصا دقيقا للمنطقة يظهر أن القاعدة الجديدة الواقعة قرب مدينة ألبوكمال في سوريا، تمتد على مساحة تقدر بنحو 20 كيلومترا مربعا وتحتوي على 30 كيلومترا من الطرق الداخلية.

ويضيف التقرير أن قاعدة "الإمام علي" ترتبط بقاعدة "تي فور" الاستراتيجية التي تبعد نحو 290 كيلومترا إلى الغرب، عبر طرق صحراوية.

قاعدة الإمام علي على الحدود السورية العراقية

ويضيف أن القاعدة ارتفعت فجأة مثل سراب من الصحراء خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث ومنذ وقت ليس ببعيد كانت المنطقة مجرد كثبان رملية ومناظر طبيعية جافة.

ويؤكد أن المنطقة التي بنيت عليها القاعدة كانت تحت سيطرة تنظيم داعش من عام 2014 إلى عام 2017، وهي ضمن منطقة حدودية تضم معبرا رئيسيا بين العراق وسوريا.

تضم القاعدة 10 منشآت مختلفة لتخزين العتاد والسلاح

يشير التقرير الى أن القوات العراقية القادمة من الشرق وقوات النظام السوري تمكنت من استعادة المنطقة عام 2017.

وفي عام 2018، عبرت مجموعة من الميليشيات الشيعية بقيادة كتائب حزب الله من العراق إلى سوريا لتعزيز وحدات النظام السوري التي لم تكن تملك أعدادا كافية لحماية المنطقة، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.

وتضيف أن هذه الميليشيات، التي يقودها أبو مهدي المهندس المقرب من إيران، أنشأت في البداية متجرا وفيلّا كبيرة بالقرب من الحدود وعلى بعد حوالي خمسة كيلومترات من البوكمال نفسها.

وتضيف أن المهندس هو حليف قديم للحرس الثوري الإيراني في العراق، وهو عنصر ارتباط رئيسي في شبكة نفوذ إيران في العراق ومقرب من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.

أبو زينب اللامي (يمين)، قيس الخزعلي (وسط)، ليث الخزعلي (يسار)
ثلاثي قتل العراقيين.. من هم قادة الميليشيات الذين عاقبتهم واشنطن؟
أدرج مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ثلاثة من قادة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، على قائمة العقوبات بتهمة اطلاق النار على المحتجين، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء.

وتتابع أن ميليشيات حزب الله العراقي يمكن أن تلعب دورا ثلاثيا في هذه المنطقة، الأول يتمثل في إمكانية مساعدة العراق على تأمينها لأن ميليشيا حزب الله هي جزء من قوات الحشد الشعبي وبالتالي جزء من القوات شبه العسكرية الرسمية في العراق.

وثانيا ويمكن أن تقوم هذه الميليشيات بتوسيع نفوذها شمالا نحو دير الزور، ويمكنها أيضا أن تساعد إيران في السيطرة على المنطقة الحدودية الرئيسية، وفقا للصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة الإيرانية تعرضت لضربة جوية في عام 2018، لكن بعدها بدأت تظهر فيها مستودعات، وبحلول صيف عام 2019 تم بناء هذه المستودعات في ثمانية مناطق.

وتقول إن طريقة بناء قاعدة "الإمام علي" لم تكن اعتيادية حيث لا توجد فيها ثكنات أو حتى طرق معبدة، وتم بناؤها بدلا من ذلك كمجموعة من المستودعات، لتظهر وكأنها جزء من طبيعة المنطقة الصحراوية.

صورة نشرها حساب ISI على تويتر تظهر تطورات حفر النفق منذ 18 أكتوبر
صور جوية ترصد "نفقا إيرانيا" على الحدود السورية العراقية
أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية نشرت، الثلاثاء، أدلة على أن نفقا يجري حفره في قاعدة عسكرية إيرانية على الحدود السورية العراقية، والتي قال تقرير استخباراتي أعدته شركة "ISI" الإسرائيلية إنه يبدو مناسبا لتخزين أنظمة الأسلحة المتقدمة والمركبات الكبيرة لحمايتها من الهجمات الجوية.

يمكن الوصول للقاعدة عبر طرق ترابية تتصل بمستودع قديم للسكك الحديدية بالقرب من الحدود العراقية السورية.

وتشير إلى أن خطوط السكك الحديدية في المنطقة غير نشطة وهي قيد التطوير، وتمتد شمالا إلى دير الزور.

وتتابع أن هناك طريق آخر يربط منطقة قاعدة الامام علي بمطار يسمى "تي تو" على بعد حوالي 60 كيلومترا إلى الغرب، وبعدها يمتد الطريق لنحو 126 كيلومترا ليصل لقاعدة أخرى تابعة للنظام السوري تسمى "تي ثري".

وبعدها وعلى بعد 93 كيلومترا تصل إلى المحطة الأخيرة حيث منشأة إيرانية رئيسية تسمى "تي فور" ومطار التياس العسكري.

إيران بادرت إلى استهداف إسرائيل بهجوم مسيرات وصواريخ باليسيتيةـ صورة أرشيفية.
شنت إيران ووكلاؤها هجمات على إسرائيل بطائرات مسيرة بعد7 أكتوبر.

قدمت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية  (MEK)، والتي تعد أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية في الخارج، تقريرًا إلى موقع شبكة "فوكس نيوز ديجيتال" يعرض أدلة على وجود موقع سري للغاية للطائرات بدون طيار (UAV)، شمال مدينة قم بمنطقة غانجين في إيران.

وبحسب التقرير الذي حصل عليه الموقع، يتم تدريب أعضاء الحرس الثوري الإيراني على استخدام "جميع أنواع الطائرات بدون طيار" في القاعدة، بما في ذلك سلسلة طراز "مهاجر" محلية الصنع، التي تصنعها شركة "قدس" لصناعة الطيران.

وذكر الموقع أنه بحسب ما ورد في التقرير، يستخدم موظفو شركة "قدس" لصناعة الطيران هذا الموقع السري لتدريب مجموعات صغيرة من عملاء جماعة "حزب الله"، ذراع إيران في لبنان، بالإضافة إلى أعضاء من مجموعات وكلاء آخرين لإيران من سوريا واليمن والعراق، لاستخدام الطائرات بدون طيار "مهاجر 4".

وبناءً على المعلومات التي شاركتها حركة "مجاهدي خلق" مع "فوكس نيوز ديجيتال"، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  (NCRI)، للشبكة إن "هذا الموقع السري يُعد بمثابة أرض اختبار للطائرات بدون طيار مهاجر 4 ومهاجر 6 ومهاجر 10".

وقدمت "مجاهدي خلق" وثائق وصور جوية إلى شبكة "فوكس نيوز ديجيتال" توضح كيفية توسع موقع قم في السنوات الأخيرة. وفقًا للوثائق المترجمة التي قدمتها الحركة من منظمة العقارات والأراضي التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، تم اقتراح الموقع لأول مرة كمنطقة اختبار للطائرات بدون طيار في فبراير 2005. وفي مايو 2006، تم تسليم 1800 هكتار (أكثر من 4400 فدان) من الأراضي بالقرب من قم إلى وزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة.

ووفقا للشبكة، أفادت منظمة "مجاهدي خلق" أنه تم استخدام 949 هكتارًا فقط للموقع. وتظهر الصور الجوية أول مدرج للموقع بطول 500 متر، تم إنشاؤه عام 2007. وفي عام 2014، أظهرت الصور أنه تم توسيع المدرج إلى 1400 متر. وتظهر الصور أنه تم توسيع المدرج في عام 2020 إلى 1500 متر "حتى يمكن أيضًا اختبار طائرات بدون طيار أكبر". وتظهر الصور الإضافية أنه تمت إضافة حظيرة تبلغ مساحتها حوالي 30 × 40 مترًا في عام 2021.

وتمتلك إيران أحد أكبر أساطيل الطائرات بدون طيار في المنطقة، وقد قدمت أكثر من 400 طائرة بدون طيار من طراز "شاهد" و"مهاجر" إلى روسيا، والتي تم استخدامها خلال غزوها لأوكرانيا، وفقا لشبكة "سي أن أن".

وذكرت الشبكة أن شركة "القدس" لصناعة الطيران مدرجة في قائمة وزارة الخزانة الأميركية للمواطنين المدرجين بشكل خاص والأشخاص المحظورين، حتى مع لقبها الجديد، "تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة."

ويمكن لأحدث طائرة بدون طيار في ترسانتها، "مهاجر 10"، حمل حمولة 300 كيلوغرام لمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، بحسب موقع Breaking Defense.

ووفقا لـ"فوكس نيوز ديجيتال"، تم إطلاق الطائرة بدون طيار في أغسطس 2023، وتحتوي على خزان وقود سعة 450 لترًا ويمكنها البقاء في الهواء لمدة 24 ساعة. وفي صورة للطائرة بدون طيار الجديدة التي نشرتها محطة تلفزيون إيرانية، نصح نص باللغتين العبرية والفارسية المشاهدين "جهزوا ملاجئكم"، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وذكرت "فوكس نيوز ديجيتال" أن الطائرات بدون طيار لعبت دورًا في التصعيد الذي حدث من الدول المجاورة على إسرائيل بعد هجوم حماس عليها في 7 أكتوبر. ويشير معهد الولايات المتحدة للسلام إلى أن "القوات الأميركية المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط تعرضت للهجوم أكثر من 160 مرة من قبل (الميليشيات الموالية لإيران)، بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024".

وأوضحت "فوكس نيوز ديجيتال" أن إحدى تلك الضربات كانت قاتلة. وفي 28 يناير، استخدمت ميليشيا تابعة لإيران طائرة بدون طيار لقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أن "المقاومة الإسلامية" في العراق كانت وراء الهجوم. ولم يذكر أي من الجماعات التابعة لإيران المنضوية تحت مظلة المقاومة تتحمل المسؤولية.

ورفض البنتاغون تقديم إجابات على طلب "فوكس نيوز ديجيتال"  للحصول على معلومات حول المجموعة التي تقف وراء الهجوم أو نوع الطائرة بدون طيار التي تم استخدامها. وقالت القيادة المركزية للولايات المتحدة للشبكة إنها لا تعلق على التحقيقات الجارية.

وذكرت الشبكة أنه في 13 أبريل، أطلقت إيران عشرات الطائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرة شاهد-136، ومئات الصواريخ على إسرائيل ردًا على تفجير الأول من أبريل الذي أدى إلى مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، سوريا.

ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب الشبكة للتعليق حول ما إذا كان نظام "مهاجر" قد تم استخدامه ضد إسرائيل في الهجوم الإيراني، أو في أي هجمات منذ 7 أكتوبر.

ولم يكن هناك ما يشير إلى ما إذا كانت إيران أو حزب الله التابع لها أو غيرها من الجماعات الوكيلة التي تهاجم إسرائيل أو القوات الأميركية قد استخدمت طائرات بدون طيار من سلسلة "مهاجر" منذ 7 أكتوبر. ولم تكن منظمة "مجاهدي خلق" على علم بالأدلة التي تشير إلى استخدام موقع الطائرات بدون طيار في قم في أي هجمات ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر.