قصر المرادية- مقر الرئاسة الجزائرية
قصر المرادية- مقر الرئاسة الجزائرية

عين الرئيس، عبد المجيد تبون، وزراء الحكومة الجديدة، برئاسة الوزير الأول أيمن عبد الرحمن.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الناطق باسم الرئاسة بالنيابة، سمير عقون، بأن تبون عين أعضاء الحكومة، باقتراح من الوزير الأول.

وأوكلت وزارة الخارجية لرمطان لعمامرة، الذي سبق وأن شغل المنصب في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الذي تنحى تحت ضغط الشارع في الثاني من إبريل 2019.

وكان ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، أثار موجة غضب عارمة بالجزائر، وهو الذي كان لا يقوى على الحركة ولا على الحديث. 

اللافت في القائمة الإسمية للحكومة الجديدة، غياب اسم وزير العدل، بلقاسم زغماتي، واستبداله بعبد الرشيد طبي.

وارتبط اسم زغماتي بسلسلة التوقيفات في صفوف شباب الحراك الشعبي من جهة، والاعتقالات التي طالت عدة أسماء بارزة من محيط الرئيس السابق، منهم وزراء ورجال أعمال وحتى جنرالات.

فيما تولى كمال بلجود وزارة الداخلية، التي تقوم كذلك على تسيير الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.

من جهة أخرى تم الإبقاء على، محمد عرقاب، على رأس وزارة الطاقة والمناجم، وهي حقيبة حيوية على اعتبار أن اقتصاد الجزائر، مرهون بسوق النفط وقطاع المحروقات عموما.

وتعيش الجزائر على وقع أزمة اقتصادية، وسط تصاعد الغضب الشعبي المستمر منذ انطلاق الحراك في 22 فبراير 2019 ضد استمرار بوتفليقة، ثم السلطة بشكل عام.

وأجرت الجزائر منذ انتخاب تبون رئيسا في 12 ديمسبر 2020، استفتاء لتعديل الدستور، ثم انتخبابات برلمانية، ولم تشهد أي من تلك المواعيد مشاركة كبيرة.

ويمثل تعيين رجل تكنوقراطي أمضى ثلاثين سنة في القطاع المالي على رأس الحكومة الجزائرية، مرحلة جديدة من "التطبيع" المرتكز على الإصلاح الاقتصادي، بعد الأزمة السياسية التي وُلدت بعد الحراك في 2019بحسب صحف محلية. 

وقد تراجعت وتيرة الحراك الجزائري خلال وباء كورونا، وأصبح هدفاً لقمع ممنهج من طرف السلطة التي منعت التظاهرات وتلاحق نشطاءه.، وفق وكالة فرانس برس.

واعتبرت جريدة الوطن المحلية أن تعيين بن عبد الرحمان "يعكس اختيارًا وإعادة تركيز أولويات البرنامج الرئاسي الذي يعد جزءًا من مرحلة ما بعد الأزمة المؤسساتية، والتي تتمحور حول الأولويات الاجتماعية والاقتصادية".

تبون أكد أن زيارته الرسمية لفرنسا "لا تزال قائمة"
الرسالة جاءت بمناسبة ذكرى "مجازر 8 مايو 1945"

أكد الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أن ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق، فرنسا "لا يقبل التنازل والمساومة" ويجب معالجته بجرأة لاستعادة الثقة بين البلدين، كما جاء في رسالة نشرتها الرئاسة، الثلاثاء، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة.  

وبمناسبة ذكرى "مجازر 8 مايو 1945"، قال تبون "إن ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم أو التناسي بفعل مرور السنوات، ولا يقبل التنازل والمساومة، وسيبقى في صميم انشغالاتنا حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية، جريئة ومنصفة للحقيقة التاريخية".

ويصادف هذا التاريخ بالنسبة للجزائريين أحداثا دامية بدات بمظاهرة في شرق البلاد خاصة في مدينة سطيف للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية ثم تحولت إلى المطالبة بـ"جزائر حرة ومستقلة" قمعتها القوات الاستعمارية، مما أسفر عن آلاف القتلى.

وأضاف الرئيس الجزائري، المنتظر زيارته لباريس بين نهاية سبتمبر وبداية نوفمبر: "إنني في الوقت الذي أؤكد الاستعداد للتوجه نحو المستقبل في أجواء الثقة، أعتبر أن المصداقية والجدية مطلب أساسي لاستكمال الإجراءات والمساعي المتعلقة بهذا الملف الدقيق والحساس".

ومنذ 2022 تعمل لجنة مشتركة من 10 مؤرخين، 5 من كل جانب، من أجل "النظر معا في تلك الفترة التاريخية" من بداية الاستعمار سنة 1830 حتى نهاية حرب الاستقلال عام 1962.

وعقدت اللجنة اجتماعات عدة في العاصمتين، آخرها في باريس في فبراير، ومن نتائجها الاتفاق على استرجاع كل الممتلكات التي ترمز إلى سيادة الدولة الخاصة بالأمير عبدالقادر ابن محيي الدين (1808-1883)، وهو في نظر الجزائريين مؤسس الدولة الحديثة وبطل المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.

كما أوصت اللجنة بوضع لافتات "في الاماكن المخلدة للذاكرة" في فرنسا حيث دفن جزائريون تم سجنهم في بداية الحملة الاستعمارية.

وسبق لفرنسا أن سلمت الجزائر في 2020 رفات 24 مقاوما قُتلوا في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي استمر 132 عاما بين 1830 و1962. لكن الجزائر ظلت تطالب باسترجاع "الجماجم الموجودة في المتاحف" لإعادة دفنها.

وفي نهاية مارس، صادقت الجمعية الوطنية الفرنسية على قرار يدين "مذبحة" 17 أكتوبر 1961 في باريس التي ارتكبتها الشرطة بحق متظاهرين جزائريين، وهو ما رأى فيه تبون "خطوة إيجابية".

وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري لفرنسا، التي تم تأجيلها مرات، ستجري انتخابات رئاسية "مسبقة"  في السابع من سبتمبر 2024، أي قبل 3 أشهر من موعدها، لكن تبون لم يعلن بعد ترشحه لولاية ثانية.