الدول الأوروبية زودت أوكرانيا بشحنات أسلحة مختلفة لصد الغزو الروسي
الدول الأوروبية زودت أوكرانيا بشحنات أسلحة مختلفة لصد الغزو الروسي

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار إلى كييف، في الوقت الذي يكثف فيه الغرب مساعداته العسكرية لأوكرانيا ضد القوات الروسية الغازية.

بدأت المساعدة العسكرية من الغرب لأوكرانيا بحذر بتقديم الخوذات والسترات الواقية من الرصاص، ولكنها تشمل الآن طائرات بدون طيار يمكنها تدمير الدبابات والمدفعية الروسية من على بعد 50 ميلاً.

وبحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" هذه أبرز الأسلحة التي دعمت بها الدول الغربية أوكرانيا، وساعدت في تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة.

طائرات بدون طيار "بيرقدار"

مع بداية الحرب، نجحت هذه الطائرات تركية الصنع في تفجير العديد من الدبابات والمدرعات الروسية، لكنها أصبحت أقل فاعلية بعد أن أقامت روسيا دفاعات جوية في ساحة المعركة. 

بدأت تركيا في بيع هذه الطائرات إلى أوكرانيا في عام 2019. ورفض المسؤولون الأتراك الكشف عن عددها، لكن تقديرات مستقلة تشير إلى أن أوكرانيا لديها ما يصل إلى 50 طائرة.

وصفها آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركية، بأنها "تويوتا كورولا للطائرات بدون طيار". وقال: "فإنها رغم انخفض تكلفتها تستطيع فعل 80% من مهام الطائرات الحديثة وتدمير منظومات دفاعية متقدمة".

طائرات بدون طيار "سويتش بليد"

سترسل واشنطن إلى أوكرانيا مئة مسيّرة "سويتش بليد" التي تعد فعليًا قنابل طائرة مزوّدة بكاميرات ويتم تحريكها بجهاز تحكّم يديرها مشغّل لتحديد الهدف والانقضاض عليه عندما تكون مستعدة لذلك لتنفجر باللمس.

وبإمكان مسيّرات "سويتش بليد" التي يطلق عليها "مسيّرات انتحارية" زيادة مسافة الهجوم على المركبات والوحدات الروسية ليتجاوز ما يمكن رؤيته بالعين المجرّدة. ويمنحها الأمر ميّزة على الصواريخ الموجّهة التي تبحث عن الحرارة والتي استخدمها الأوكرانيون ضد الدبابات الروسية.

صواريخ ستينغر

ستزوّد الولايات المتحدة أوكرانيا أيضا بـ800 صاروخ إضافي من طراز "ستينغر" وهي صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف تستخدم الأشعة فوق البنفسجية. زوّدت واشنطن المقاتلين الأفغان في التسعينات بصواريخ "ستينغر" ليتمكنوا من إسقاط المروحيات الروسية. واستخدمها الأوكرانيون بفاعلية حتى الآن ضد المروحيات الروسية والطائرات الهجومية الأبطأ والتي تحلّق على علو منخفض وذات الأجنحة الثابتة.

وصاروخ ستينغر هو صاروخ أرض-جو يحمل على الكتف، يوجه بالأشعة تحت الحمراء، بدأت المراحل الأولى لإنتاجه في الستينيات، ودخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1981. يصل مداه إلى خمس كيلومترات بارتفاع 4,800 متر، ويبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ ثلاث كيلوغرامات وهو مزوّد بصمام تقاربي، أما سرعته تفوق سرعة الصوت.


صواريخ جافلين

زوّد الحلفاء الغربيون حتى الآن الجيش الأوكراني بحوالى 17 ألف صاروخ خفيف يمكن إطلاقه من على الكتف وذاتي التوجيه بات السلاح المفضّل في الحرب البرّية. وتستخدم هذه الأسلحة بشكل فاعل للغاية لتدمير المدرّعات عن مسافة قريبة.

ومن بينها، صواريخ "جافلين" أميركية الصنع، المصممة لهزيمة الدفاعات المضادة للصواريخ في الدبابات الروسية، والتي باتت أسطورية بفعاليتها. وتم تأليف أغنية أوكرانية شهيرة تمجّدها كما انتشرت صورة على نمط أيقونة تظهر امرأة تعانق الصاروخ أطلق عليها "القديسة جافلين".

صاروخ جافلين فهو صاروخ أميركي محمول موجه مضاد للدروع، دخل الخدمة في عام 1996، يزن كله مع وحدة الإطلاق 22.3 كغ أما وحدة الإطلاق وحدها تزن 6.4 كغ. ويصل مدى الإطلاق الفعال له من 75 إلى 2500 متر أما أقصى مدى إطلاق فهو 4,750 متر.

أسلحة محمولة مضادة للدبابات

يقول البيت الأبيض إنه سيرسل 6000 قطعة من الأسلحة المحمولة المضادة للدبابات من طراز AT4 كجزء من الحزمة الجديدة التي أعلنها بايدن. يبلغ مدى السلاح  500 متر. وتتطلب القليل من التدريب لاستخدامها. 

 

صواريخ خفيفة مضادة للدبابات

تلقت القوات الأوكرانية أيضا آلاف الأسلحة الأخرى المضادة للدبابات بما فيها "NLAW" البريطانية و"AT4" و"Carl-Gustav" السويدية و"Panzerfausts" الألمانية و"Instalaza C90" الإسبانية.

وأرسلت المملكة المتحدة 3615 من صواريخ NLAW. وتزن الصواريخ 12.5 كجم فقط ويبلغ طولها ما يزيد قليلاً عن متر واحد، مما يجعلها سهلة الاستخدام للمشاة. كما يبلغ أقصى مدها 800 متر فقط. 

صواريخ "ستارستريك" المضادة للطائرات

وعد وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بتزويد أوكرانيا بعدد غير محدد من صواريخ "ستارستريك" المضادة للطائرات. 

هو عبارة عن نظام دفاع جوي قصير المدى، تبلغ سرعته 3 أضعاف سرعة الصوت، مما يجعلها أسرع صواريخ أرض جو قصيرة المدى.

طائرات هليكوبتر من طراز ميل مي-17

اقترحت بولندا السماح بنقل جميع طائراتها المقاتلة ميغ-29، تم حظر الخطة من قبل الولايات المتحدة، لكن واشنطن أرسلت طائرات أخرى من الحقبة السوفيتية إلى ميل مي-17.

كما تشمل شحنة الأسلحة الأميركية الجديدة أيضا سبعة آلاف سلاح إضافي مضاد للدروع وآلاف الأسلحة الرشاشة والبنادق وقاذفات القنابل وعشرين مليون قطعة ذخيرة للأسلحة الصغيرة تتناسب مع المعايير الروسية ومعايير حلف شمال الأطلسي، فضلا عن 25 ألف طقم من الدروع الواقية والخوذات.

روسيا ضاعفت وارداتها من مادة النيتروسليلوز المهمة في صناعة ذخيرة المدفعية (أرشيف)
روسيا ضاعفت وارداتها من مادة النيتروسليلوز المهمة في صناعة ذخيرة المدفعية بعد غزو أوكرانيا (أرشيف)

عززت روسيا وارداتها من مادة مهمة لصناعة ذخيرة المدفعية، بما في ذلك من شركات مقرها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، على الرغم من العقوبات الدولية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وتنتج روسيا القليل من مادة النيتروسليلوز، وهو المكون الرئيسي في البارود عديم الدخان المستخدم في صناعة المدفعية، لذلك فإن "قدرة موسكو على الحصول عليه من الخارج، لعبت دورا محوريا في حربها ضد أوكرانيا"، وفقا لمسؤولين ومحللين أميركيين.

وارتفعت الواردات الروسية من النيتروسليلوز، وهو منتج قطني شديد الاشتعال أساسي في صناعة البارود ووقود الصواريخ، بنسبة 70 بالمئة في عام 2022، وهو العام الأول لغزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا.

وفي منتصف عام 2023، بلغت الواردات 3039 طنا من المنتج ذاته، أي ما يقرب من ضعف مستوى واردات عام 2021.

وتكافح شركات الدفاع في جميع أنحاء العالم لإيجاد طرق للحصول على النيتروسليلوز، وسط النقص الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وخلق نقاط اختناق للإنتاج.

وينتج عدد قليل فقط من الدول حول العالم هذه المادة، حيث إن استخدامها الأساسي يكون في الذخائر، ويخضع لقيود التجارة الدولية.

وقال برادلي مارتن، وهو من قدامى المحاربين في البحرية الأميركية منذ 30 عاما، والذي يرأس الآن معهد سلسلة التوريد للأمن القومي بمؤسسة "راند" البحثية غير الحزبية: "إن النيتروسليلوز الذي يدخل في الوقود الدافع يتحول إلى قذيفة مدفعية".

وأضاف: "أغلبية الوفيات في ساحة المعركة والكثير من الأضرار الجانبية للمدنيين ناجمة عن المدفعية".

ويستخدم النيتروسليلوز أيضا لأغراض مدنية، في الحبر والدهانات والمنتجات ذات الصلة، لكن محللين يعتقدون أن الواردات المتزايدة لدى روسيا "مخصصة للأسلحة، نظرا إلى إعادة توجيه الاقتصاد الروسي نحو الإنتاج في زمن الحرب".

وقال أولكسندر دانيليوك، من مركز إصلاحات الدفاع، وهو مركز أبحاث أمني مقره كييف قام بدراسة واردات النيتروسليلوز الروسية، إن "الجيش الروسي هو الذي يقود الواردات".

وأضاف دانيليوك، وهو أيضا مستشار الدفاع والاستخبارات السابق للحكومة الأوكرانية، أن "كل هذا الطلب إما للإنتاج المباشر للمقذوفات، أو لاستبدال النيتروسليلوز الذي كانت تنتجه المصانع الروسية في الأصل".

وزادت الصين إمداداتها من هذه المادة إلى روسيا في أعقاب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تحظر الصادرات من أي نوع للجيش الروسي.

وقال المتحدث باسم سفارة الصين لدى واشنطن، ليو بينغيو، في بيان، إن "الصين لا تبيع أسلحة إلى الأطراف المتورطة في الأزمة الأوكرانية، وتتعامل بحكمة مع تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج بما يتوافق مع القوانين واللوائح".

وأضاف ليو أن "التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا لا يستهدف أي طرف ثالث، ويجب أن يكون خاليا من التعطيل أو الإكراه من قبل أي طرف ثالث".

لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن "شركات من الولايات المتحدة وألمانيا وتايوان هي أيضا من بين الشركات التي تنتج النيتروسليلوز الذي تم شحنه إلى روسيا في العامين الماضيين، استنادا على بيانات تجارية".

وتأتي صادرات الشركات الغربية إلى روسيا، وفقا لـ "وول ستريت جورنال"، وسط نقص عالمي في النيتروسليلوز الذي يؤدي إلى تباطؤ إنتاج دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" للمدفعية التي تستخدمها أوكرانيا. فقد استثمرت بولندا، على سبيل المثال، في استئناف إنتاج النيتروسليلوز لتلبية الطلب المتزايد على المدفعية.

وقال دانيليوك: "إن دول الناتو تبحث بشدة عن هذه المواد الخام".

في المقابل، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة الصادرات، ثيا روزمان، إن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة، يعمل على "تقييد وصول روسيا إلى مواد مثل النيتروسليلوز"، التي يمكن أن تدعم مجهودها الحربي.

وأوضحت أن هذه الجهود "تشمل تحديد الكيانات - أينما وجدت - التي تسعى إلى تقديم الدعم".

وفي ديسمبر، أضافت وزارة التجارة النيتروسليلوز إلى قائمتها للمواد الخاضعة للرقابة ذات الأولوية العالية، مما يقيد صادراتها. وقالت وزارة الخزانة إنها ستفرض عقوبات على البنوك أو المؤسسات الأخرى التي يتم ضبطها وهي تمول مثل هذه التجارة.

وقال مارتن، المحلل لدى مؤسسة "راند"، إنه لكي تكون العقوبات فعالة، "يجب أن يتم تطبيقها أيضا على الشركات الموردة للنيتروسليلوز".

وتابع: "العقوبات أو التهديد بفرض عقوبات يجب أن يصل إلى هذا المستوى".