مظاهرة لشباب مغربي ضد البطالة
مظاهرة لشباب مغربي ضد البطالة

أفاد تقرير مغربي رسمي بارتفاع عدد العاطلين عن العمل في الربع الثالث من 2012 بنسبة 4.8 في المئة أو بنحو 50 ألف عاطل عن العمل مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.

وقالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب في  بيان لها إن "عدد العاطلين انتقل من مليون و940 ألفا خلال الفصل الثالث من سنة 2011، إلى مليون و990 ألفا خلال نفس الفترة من 2012" أي أن نسبة البطالة ارتفعت من 9,1 بالمئة إلى 9,4 بالمئة.

وتابعت المذكرة أن أربعة من كل خمسة عاطلين عن العمل يقطنون في المدن، وأن اثنين من بين كل ثلاثة تتراوح اعمارهم بين 15 و29 سنة، وواحدا من كل أربعة حاصلا على شهادة جامعية، وواحدا من كل اثنين لم يسبق له ممارسة أي عمل.

وأرجع التقرير ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى "توقف نشاط المؤسسة او الطرد او اتمام الدراسة او التأهيل بعد الحصول على شهادة، او الانقطاع عن الدراسة دون الحصول على شهادة".

يذكر أن المغرب شهد سلسلة احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتعهدت الحكومة بتقديم إصلاحات.

كلينتون والعثماني خلال لقاء سابق
كلينتون والعثماني خلال لقاء سابق

وقّعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها المغربي سعد الدين العثماني الخميس مذكرة تفاهم حول الحوار الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الالكتروني بأنه بعد انطلاق الحوار بين البلدين، سيعقد كبار المسؤولين الأميركيين والوفد المغربي الزائر نقاشات في أربع مجموعات تركز على القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

وقالت الوزيرة في كلمة افتتاحية لإطلاق الحوار مع المغرب، بدأتها بإدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأميركية في عدد من الدول العربية والإسلامية كما نددت بالفيلم المسيء للرسول،  إن "الولايات المتحدة تنظر إلى المغرب على أنه قائد وأن نموذج جلالة الملك محمد السادس يستحق أن نعزو له الفضل للعمل الذي قمتم به، وفي الواقع بعد زيارتي للرباط في أوائل هذا العام أنا  قلت لفريقي نحتاج إلى  أن نبدأ حوارا استراتيجيا مع المغرب".

وتحدثت عن العلاقات الأميركية-المغربية التي تعود إلى القرن الـ18 فقالت إنه "لا يوجد بلد  أكثر  أو أقدم صداقة  للولايات المتحدة من المغرب، لقد كنتم أول بلد يعترف بنا في 1777  ولكننا لا نرضى فقط بهذه الصداقة القديمة، بل نريد أن تكون هناك صداقة ديناميكية ونتطلع إلى المستقبل".

وأشادت بالتغييرات التي شهدها المغرب "في مجال الإصلاح السياسي لقد رأينا جميعا تغيرات مذهلة تحدث في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا، وأنا أثني على المغرب وعلى حكومتكم على الجهود كي تكون في طليعة هذه التغيرات من خلال  إجراء انتخابات حرة ومن خلال تمكين برلمان منتخب واتخاذ خطوات للتأكد من أن الحكومة تعكس إرادة الشعب".

الديموقراطية والإصلاح

وقالت كلينتون "اليوم مجموعة العمل السياسية ستناقش كيف يمكن لأميركا أن تستمر في دعم جهودكم لترجمة الالتزامات إلى أفعال ونحن جميعا نعرف أن الديموقراطية والإصلاح الحقيقي يتطلبان من الناس أنفسهم  بأن يشعروا بالتغير في حياتهم اليومية".

الصحراء الغربية

وفي ما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية قالت إن بلادها "لا تزال تدعم  الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي متفق عليه، مشيدة بالاقتراح المغربي  الذي وصفته بأنه "خطة جادة وحقيقية وذات مصداقية وتمثل مقاربة ممكنة قد ترضي طموحات الشعب في الصحراء الغربية  لكي يدير شؤونه بسلام وبكرامة".

كما أكدت اعتزام الولايات المتحدة الاستمرار في دعم المفاوضات التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة.

الاقتصاد

أما بالنسبة للاقتصاد،  فقالت إن مجموعة العمل الثانية ستركز على ما يمكن عمله في تحقيق فوائد اقتصادية ملموسة، مشيرة إلى أن "اقتصاد المغرب نسبيا صحي، إلا أنه يواجه نفس المشاكل التي تعصف بالعالم حاليا فالبطالة لا تزال عالية خاصة في أوساط الشبان".

وتابعت "لهذا السبب تقدم  الولايات المتحدة 1.5 مليون دولار  لدعم جهود جذب المستثمرين الأجانب وتعزيز التنمية المحلية ومحاربة الفساد في المنطقة".

وأردفت قائلة "يسرني أن أعلن أنه في وقت لاحق من هذا العام، سيكون هناك مؤتمر مع المغرب لتعريف رجال الأعمال لبعضهم البعض، واليوم سنناقش طرق بناء كل هذه الجهود عن طريق زيادة التجارة الثنائية".

مكافحة الإرهاب

من جهة أخرى قالت إن هجوم بنغازي هذا الأسبوع يذكر بأن الأمن لا يزال قضية حيوية، مضيفة أنه "من خلال عملنا المشترك على مجموعة عمل مكافحة الإرهاب فإن المغرب والولايات المتحدة يتشاطران المعلومات الحيوية، وأشكر المغرب على استضافة المؤتمر الخاص لمجموعة العمل المكافحة للإرهاب في الشهر القادم".

سورية

أما بالنسبة للأزمة السورية، فقالت كلينتون إن "الولايات المتحدة تقدر جدا الدور البناء الذي يلعبه المغرب في مجلس الأمن الدولي ودعمكم للجهود الخاصة بإنهاء العنف وسفك الدماء في سورية والمساعدة على إطلاق مستقبل ديموقراطي جديد لسورية". وقالت "أنا أثني  على المغرب لعرضها استضافة الاجتماع الوزاري القادم الخاص بأصدقاء سورية".

الثقافة وحوار الأديان

وبالنسبة للروابط الثقافية، فقالت كلينتون إن "هذه هي الذكرى الثلاثين للبرنامج الرسمي الخاص بتسهيل التبادلات الأكاديمية والروابط الأخرى في ما  بيننا"، مشيرة إلى أن "هناك أكثر من  خمسة آلاف خريج مغربي من هذه البرامج، ومن خلال العمل في هذه الجبهة للحفاظ على الأماكن، والمواقع التاريخية إلى تمكين الشباب، آمل أن نحصل على مشاوراتكم ونصائحكم خاصة  في مجال الحوار بين الأديان".

وأضافت أنه "في هذه الأوقات العصيبة مهم جدا بالنسبة لأتباع الديانات الأخرى أن يتبادلوا الأفكار وأن يبنوا تفاهمات وأن يروّجوا للتسامح الديني، وهذا أحد أكبر التحديات في القرن الـ21 وهو تحد يجب أن نتطرق إليه سويا".

العثماني يدين العنف

من جانبه بدأ الوزير المغربي كلمته بتقديم تغازي المملكة على فقدان واشنطن أربعة من طاقم بعثتها الدبلوماسية في ليبيا في هجوم بنغازي، وأدان العنف الذي طال السفارات الأميركية في بلدان عربية، مؤكدا "موقف المغرب الواضح والرافض للعنف أو للمواجهة كأسلوب لحل الخلافات أو لتسوية النزاعات".

وقال إنه على المستوى السياسي "أريد أن أشير إلى ملفات أربعة: الملف الأول هو انخراط المغرب القوي في بناء الاتحاد المغاربي بوصفه خيارا استراتيجيا سجله الدستور المغربي كأولوية في السياسة الخارجية المغربية،  الملف الثاني وهو ملف الوضع الأمني في الساحل والصحراء، وإن المغرب يحاول أن ينسق في أعلى مستوى مع دول الجوار، مع تجمع دول غرب إفريقيا، ومع الاتحاد المغاربي لأن حفظ الأمن في المنطقة هو حفظ لأمن جهوي وأمن البحر الأبيض المتوسط وهو يؤثر مباشرة على السلام والأمن العالمي، الملف الثالث وهو ملف الصحراء المغربية والمغرب تقدم بشجاعة وجرأة بمقترح الحكم الذاتي ويعتبره أرضية لمفاوضات وللتوافق على حل نهائي في هذا النزاع الذي طال، وأخيرا القضية السورية وفي هذا الصدد ستستضيف المملكة المغربية اجتماع أصدقاء الشعب السوري خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل".

الأزمة الاقتصادية

وقال العثماني إن "المغرب مثل كل دول الجوار يعاني مشاكل على المستوى الاقتصادي، شركاؤنا الكبار مثلا في أوروبا يعانون من ركوض اقتصادي خانق  وهذا يؤثر على المغرب تأثيرا مباشرا، لذلك نحن سعيدون بالحوار اليوم  في هذا الملف لنرى كيف أولا ندعم العلاقات الاقتصادية، كيف ثانيا نجلب مزيدا من الاستثمارات الأميركية  إلى المغرب،  ونريد أن نرى ما هي هموم المستثمرين الأميركيين لنستطيع أن نناقشها ونستطيع أن نضع السبل التي يمكن أن تجلبهم أكثر إلى المغرب".

وأكد رغبة المغرب في جعل اتفاقيات التبادل الحر مع الولايات المتحدة أكثر نجاحا وأكثر توازنا، مشيرا إلى أن من شأنها أن تفتح المجال للمغرب ليستفيد منها بشكل أكبر.

الأمن

وعلى المستوى الأمني، توجه إلى كلينتون قائلا "ذكرت منذ قليل أن المغرب ملتزم بالإسهام الفاعل في المنطقة كلها للحفاظ على السلم والأمن، وبالتالي مناقشة القضايا المرتبطة بهذا الملف شيء مهم جدا في هذا الحوار الاستراتيجي".


وبالنسبة ملف الحوار بين الحضارات فقال إن المغرب قام بجهد كبير في هذا الإطار وإن الملك محمد السادس يرعى حوارا غنيا بين مختلف الثقافات والحضارات، مشيرا إلى أن "المملكة منذ قرون تمثل بلدا لالتقاء  حضارات  والتقاء ثقافات  وبالتالي نحن سعيدون أيضا بان نشارك في هذا الملف الجيد والمهم".