"احنا رايحين على حالة كمان أسوأ"، بهذه العبارة استهل رئيس حزب "التقدمي الاشتراكي" اللبناني وليد جبلاط حديثا خاصا مع مشايخ الدروز تناقله ناشطون على المنصات الاجتماعية، في إشارة إلى الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ويظهر مقطع فيديو على تويتر وليد جنبلاط محاطا ببعض المشايخ وهم يستمعون لحديثه حول الحالة الاجتماعية والاقتصادية للبنان الذي يعيش أزمة مالية خانقة خلال الأشهر الأخيرة.
جنبلاط قال إن حياة الرفاهية السابقة انتهت، ويجب أن نعود إلى حياة الاجداد وأكل الدجاج والبرغل.
وأضاف أن "أهم شيء سيكون التضامن" وانه بالإمكان أن يشهد لبنان أزمة وقود وكهرباء خلال الأيام القادمة".
ويأتي تدخل جنبلاط وسط أزمة مالية غير مسبوقة في لبنان.
جنبلاط : الحالة ح تكون كتير قاسية و نرجع نعيش متل إيام الأجداد ، زمن الرفاهية انتهى pic.twitter.com/kazFWnCHLr
— LEB NOW⚡ (@leb_now) June 26, 2020
ومع الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي أدى الى تدهور غير مسبوق في قيمة العملة اللبنانية، وجدت شرائح واسعة من اللبنانيين قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة، ما جعل كثيرين عاجزين حتى عن ملء براداتهم بالخضار والألبان واللحوم.
ولم تستثن تداعيات الانهيار، وهو الأسوأ منذ عقود، أي فئة اجتماعية وانعكست موجة غلاء غير مسبوق، وسط أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار الذي لامس سعر صرفه في السوق السوداء عتبة الستة آلاف ليرة فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات.
وخسر عشرات آلاف اللبنانيين منذ الخريف مصدر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول إلى الشارع منذ 17 أكتوبر ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة. وفاقمت تدابير الإغلاق العام التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد الوضع الاقتصادي والمعيشي سوءاً.
وتسبّب ذلك بارتفاع معدل التضخم في بلد يعتمد على الاستيراد إلى حد كبير، وسجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا جنونياً تجاوز 72 في المئة من الخريف حتى نهاية مايو، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية.
وجعلت الأزمة قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم "سويسرا الشرق" ويشتهر بمرافقه وخدماته ومبادرات شعبه الخلاقة.